«يا هذا، زيّك لونه أفتح مِنْ اللون المطلوب، أتظُنّ نفسك؟ في ملهى ليلي؟ نحن مدرسةٌ مُحترمةٌ»
«ما هذه الطرحة؟، ألم نقُلّ أنّ لونها مشمِشي فوحقلِي بِها خطوطٌ قرمُزيّة؟، أين تخالِين نفسك؟ أتظُنين نفسك؟ في ملهى ليلي؟ نحن مدرسةٌ مُحترمةٌ»
«اتخالون أنفسكُم أطفال؟، أنتُم صِرتُّم في ثانوي، أين تظنّون أنفسكُم؟ في ملهى ليلي؟، نحن مدرسةٌ مُحترمةٌ»
«أرى أنّك ترى نفسك كبِيرًا، أتخال نفسك نضجِت؟ أنت لازِلت طفل، أين تظُنّ نفسك؟ في ملهى ليلي؟ نحن مدرسةٌ مُحترمةٌ»
«ما هذا الكشكُول؟ خمسمِائِة صفحة فقط؟ ألم أقُلّ أنّني أرِيد الكشكول ألف صفحة، صفحتِين لك والباقي يُورَث؟ أين تظُنً نفسك؟ في ملهى ليلي؟ نحن مدرسةٌ مُحترمةٌ»
«اسألوا يا أولاد وسأُجِيبكُم، أنا هُنا لِأُعلِمكُم، الطالِب الذي رفع يديه يخفِضها!، لا تأخُذ معي درس وتُرِيد أنّ أُجِيبك؟ أين تظُنّ نفسك؟ في ملهى ليلي؟ نحن مدرسةٌ مُحترمةٌ»
«خمس دقائِق لِتأكلوا، مرّت دقيقة، أدخلوا الطعام، أتريديون الأكل في المدرسة؟ أين تظنّون أنفسكُم؟ في ملهى ليلي؟، نحن مدرسةٌ مُحترمةٌ»
«هدوء! استمعوا لِلشرح، هدوء! يا أولاد! لا استطيع التحدُث مع المحبوبة في الهاتِف، أتريدون مني أنّ أشرح؟ أين تظنّون أنفسكُم؟ في ملهى ليلي؟، نحن مدرسةٌ مُحترمةٌ»
«مابِك أيُها الطالِب، أخبرنِي أنا مِثل أباك أو أُمك، ماذا تقول؟ ضغوط دراسِية؟ أنت السبب في هذا، النِظام صعب؟ أنت السبب فِي هذا»
بعِيدًا عنْ تِلك السلبِية ولكن حقًّا تقريبًا هذا يحدُث يوميًّا، أهلًا بِالمدارس، جُملةٌ ثقيلِةٌ جِدًّا على قلبي ولسانِي عادت المدارِس وعاد معها الاستِيقاظ باكِرًا وطابور الصباح الذِي نعمل به عمل الفُقمة، التصفِيق والاستِدارة وغِناء النشِيد الوطنِي والقسم المدرسِي وكُل هذا الصياح.
ولكن أُخبِرك سرًّا؟، أنا أُحِبّ المدرسة، ششش لا تسُبّ قُلت لك!
أُحِبّها كمكانٍ لِمُقابلة الأصدقاء وإلقاء النِكات، صُنع الذكريات الجيّدة، النِكات التِي نادِرًا ما تخرُج مِنْ أفواه المُعلِمين.
الاستِيقاظ باكِرًا والبُخار الذِي يخرُج مِنْ الفم وحكّ اليدِين في بعضهُما البعض لِلحصول على الدِفء.
التنقُل في المدرسة، الجلوس في الفُسحة -الاستراحة بين الحصص- وتبادُل الحدِيث وأحيانًا الشِجار.
لرُبما نتشاجر كثِيرًا لكن مع أوّل مُشكِلة تجدنا سويًّا مع بعضًا البعض ضِدّ كُل مَنْ يُضايقنا.
أكثر شيءٌ أكرهُه فِي الثانوِية التفرِيق بين الأصدِقاء بِدءًا مِنْ الصفّ الأوّل الثانوِي الذِي يدخُل مدرسة خاصة أو حكومِية.
وفي الصفّ الثانِي الثانوي التشعِيب العلمِي والأدبِي، وبِالطبع فِي الجامعة ستتدمّر تِلك الصداقة.
أيامٌ ثقِيلةٌ جِدًّا بِالطبع وكم نتمنَى أنّ تَمُرّ ولكن إنّ مرّت هل سنسعد حقًّا؟
نتحدث وكأّن ما فِي المُستقبل معلُوم.
دعنا مِنْ القلق والخوف ولِنمضِي سويًّا نُشجِع بعضنا البعض.
هيّا لِنمضِي سويًّا نُكمِل كِفاح المرحلة الثانوِية.
هيّا نستمتِع بِحياتنا وأيامنا سويًّا قبل رحِيل أحدٌ مِنّا.
قبل أنّ يصِير الحاضِر ماضٍ نندم عليهِ.
عامٌ دراسيٌّ سعِيدٌ أعاده الله عليك بِالخير.
وفقك الله سيدِي وأسعدك بِدرجاتك، اللهمّ ابعد جنون طارِق شوقِي عنّا وأنّ يتخلى عن حالة جِنون البقر التِي أصابتهُ.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
7/10/2021
تم التعديل: 4/10/2023
أنت تقرأ
آراء مُتسلطة
Randomمَنْ أنا؟ لَرُبما تسألت سَيْدي عَنْ مَاذا أكون؟ باختصارٍ سَيْدي، أنا صوتُ صِياح كُل طَالِبٍ أو مُرَاهِقٍ مصري أو مصريةٍ، أنا الصوتُ المُهَمَّش غير المَسْمُوع. أنا الأفكَار والآراء التي يُهمِلها الكُل بِحُجّة صُغر السِنْ. أنا دائمًا المَنسِي وَسَط...