تعِبنا يا غزّة ونحنُ لا نستطِيع نجدتِك..
تعِبنا يا غزّة ونحنُ نرى أولاد شعبكِ يُقتلون ويُحرقون دون استطِاعة مِنّا على التدخُّل..
فما كان مِ نّا إلا مُقاطعة المُنتَجات الرخِيصة وياليت هذا يفِيد..تعِبنا يا غزّة مِنْ شعورِ أنّ دمائِنا ودماء شُهدائنا مُباحة..
تعبتِ يا غزّة وتعب أولادكِ مِمّا رأيتمُوه وبِما عشتُوه..
تعِبنا مع تعِبك يا غزّة فما حِيلة المضُطّر غير خيالهِ والدُعاء لعل الله -سبحانه وتعالى- أنّ يرحمنا ويزِيح الغمّة..
تعِبنا يا غزّة لتعبكِ ولِتعبِ سوريا ولِتعبِ لبنان ولِتعبِ اليمن..
تعِبنا يا كُل الدولِ المنكُوبة فما نحن إلّا كائناتٍ لا تفعل شيئًا حتّى ألغنا المشهد...
تعِبنا وارتعبنا مِنْ مصِيرنا فِي الآخرة، حينما يسألنا الله -عزّ وجلّ- لِمَ لم تنصرُوا إخوانكُم المُسلمِين!! وهُم يُقتلون على مرأى ومسمع منكُم جمِيعًا..
تعِبنا يا غزّة مِنْ سقوطِ القِناع.. لسنا سِوى كثرة لا تفِيد بل مُضرّة..
تعِبنا يا غزّة حتّى فِي حضرةِ الدِماءٍ لا يزال بيننا خونة لا يهتمون بِتلكَ الدماءِ بل يشمتُون فِي هذهِ الأرواحِ..
تعِبنا يا غزّة وتعِبنا لن يزول أثرِه فكيف تُزال أثر الخيبة؟ والكسرة؟ كيف تُزال أثر خوفنا؟
تعِبنا يا غزّة ولكن.. هل ستتقبلِين تعِبنا كجوابٍ على سؤالِ تقصِيرنا؟
تعِبنا يا غزّة فهل ستُسامحِينّا على تخاذُلنا؟
تعِبنا يا غزّة ولكن حقًّا مَنْ يجِب أنّ يرثِي مَنْ؟ أنتِ وكُل شهِيدٍ رحل عنْ عالمنا بِسببِ القصفِ ؟ أم نحنُ ونحنُ لا نستطِيع حتّى نصرتك؟
تعِبنا يا غزّة ونحنُ نسمع استنجادِك بِنا كُل ليلةٍ..
تعِبنا يا غزّة ونحنُ نسمع أطفالكِ يصبّرُون بعضهُم بِأنّ العرب لن يصمتُوا..
تعِبنا يا غزّة ونحنُ فقط نُردد العِباراتِ التِي بِلا معنى..
تعِبنا يا غزّة ونحن نزرُع فيكِ الأمل الكاذِب..
تعِبنا يا غزّة حتّى فُطِرت قُلوبنا فما عادت تشعُر بِشيءٍ مِنْ هولِ ما رأيناهِ..
تعِبنا يا غزّة مِنْ الوصفِ الذِي سُنوصف بِهِ، فليحكُوا عنّا جُبناء، مُتخاذلين، أضعف أُمّة مرّت على الإسلامِ، خونة، تُجّار دماء فلِلأسفِ نحنُ كُل هذا..
تعِبنا يا غزّة مِنْ جوعِ أولادكِ وأنتِ بين واحدٍ وعشرينَ دولةٍ تشتركِين فِي اللُّغةِ والتّارِيخِ والدِينِ والنِضال والعِرقِ ولكنكِ فِي نِهايةِ المطافِ حاربتِ وحدكِ، مررتِ بُكل الأسى بِمُفردكِ دون وجُودِ أي أحدٍ بُجانِبكِ..
تعِبنا يا غزّة مِنْ عطشِ أولادكِ وأنتِ بينَ نهرينِ النيلِ والأردنِ..
تعِبنا يا غزّة مِنْ خوفِ أولادكِ، كيف لطفلةٍ بِالكادِ أتمّت عامها الثانِي أنّ تموت خوفًا! توقّف قلب الطِفلة مِنْ الخوفِ، لِترحل عنْ الحروبِ لِلآخرة حيثُ ستقِف هي وستة عشر ألفًا وخمسمائة وتسعة وثمانون طِفلٍ لِيقتصّوا مِنْ قاتلِيهم..
تعِبنا يا غزّة ونحنُ نقرأ سيرة الرسول عليه -أفضل الصلاة والسلام- وغزواتهِ ونحنُ هُنا لا نفعل أيّ شيءٍ غير مُراقبتكِ يا حبِيبتِي أنتِ وشعبكِ يُقتلون..
تعِبنا يا غزّة وأتمنّى أنّ تُسامحِينا على التقصِيرِ فلا أنا ولا الباقِي نستطِيع تحمُّل ذنبِ هذا السكوتِ..
تعبنا جميعًا أيتُها الدُولِ المنكوبةِ مِنْ صمتنا وها نحنُ ذا نطلُب السماحِ منكُم...
تعبتِ يا غزّة وتعبنا معك..
30/8/2024
أنت تقرأ
آراء مُتسلطة
Acakمَنْ أنا؟ لَرُبما تسألت سَيْدي عَنْ مَاذا أكون؟ باختصارٍ سَيْدي، أنا صوتُ صِياح كُل طَالِبٍ أو مُرَاهِقٍ مصري أو مصريةٍ، أنا الصوتُ المُهَمَّش غير المَسْمُوع. أنا الأفكَار والآراء التي يُهمِلها الكُل بِحُجّة صُغر السِنْ. أنا دائمًا المَنسِي وَسَط...