لِقاء

38 11 10
                                    

أيُمكن لِدعوةٍ أن تُحقق في ذات لحظتها؟

تجوّلت بين أنحاء المنزل تلملم حاجتِها هيّ وأخوتها وأباها محاولة مساعدة الآخير بعدما تخلى عنهُم أخواتِها ذاهبين لِلتسكع مع أولاد العم.

قالت بين نفسها مُتسائلة: «زفاف أخاه، أرى العريس وأخاه عاداه هو! أيّ حظٍّ هذا!»

مدّت حِذاء والدهِا لهُ ونظرها مُثبتٌ على الساحة الخارجية لِلمنزل، توّسعت عينيهِا فور رؤيتهِ، بِطولهِ، شاربهِ الذي إتحد مع شعر وجههِ، شعرهِ المُموج والمسحوب لِلخلف.

اتجهت ناحية الباب صائحة: أخيرًا رأيتك! سُفيان!

ضحك الآخر قائلًا: حمدًا لِله، آسيل.

عادت لِلداخل تُعدِّل حجابهِا الذي يكاد أن ينزلق مُكشفًا شعرهِا القصير، وضعت شاحن الهاتف في حقيبتها مُعلنة عن انتهاء لمّ كافة الأشياء.

قالت: أبي، سأذهب لِلجلوس في الخارج لِحين وصول السيارة.

خرجت لِلساحة لِتجلِس أمام أخاها وسُفيان، أنضمت جدتُهم لِلجلسة وأخاها الثاني والأب.

قالت مُتسائلة: سليم، حمزة لِمَ تأخرتم هكذا؟!

ردّ سُفيان ضاحكًا: لقد انشغلوا في اللعب، لولا عمي الذي ذهب ونبّه علينا لِما كُنّا شعرنا بِالوقت.

مثّلت الانشغال في هاتفِها وخوفٍ سيّطر عليها لا تدري سببهُ، أُيمكن بِسبب وجود الذي أمامها بعد أربع سنوات على آخر مرة رأتهُ فيه؟

مَنْ يراهُم مِن بعيدٍ يشُكّ فِي أنهُم يعرفون بعضهُم حتّى، اُنتشَلت مِن شرودِها على صوتهِ الساخِر: «صحيح يا حمزة وسليم أياكُم أن تشغلوا عبد الحليم حافظ في زفافكُم.»

ردّ عليهِ سليم ضاحكًا: «هل هُناك مَن يستمع لهُ؟»

اختلس سُفيان النظرات على تِلك التي ستقتلهُم بسبب مُغنٍ.

تدخلت الجدة بضحكٍ: «وهل هُناك صوت في عذوبتهِ وجمالهِ؟»

نبست ساخِرة: «ومن يفهم يا جدّتي، الأغبية ملئوا البِلاد.»

ردّت لهُ نظراتهِ مع قليلٍ مِنْ الخُبثِ.

ردّ سُفيان مُبرِرًا موقفهُ: «لكي لا أكذب أحُب أغنية على حسب وداد لهُ والباقي..»

وقبل أن يُكمل نظرت لهُ نظراتٍ قاتلٍ محترفٍ مِما جعلهُ يبتلع كلامهِ.

أشاحت بِنظرهِا عنهُ بِملامحٍ شِبه غاضبة، لا يدري ماذا يفعل، رُغم أنهُ يكبُرها بِستة أعوامًا إلا أنهُ خائِف مِنها!

ظنّ أنها مرِحة كما تتحدث معهُ على الأنترنت فمَنْ تِلك التي تأكل الأطفال المُستقِرة أمامهِ.

رفعت نظرها لِلحائط وسُرعان ما ظهرت ابتسامةً شريرةً على وجههَا فهِمها جيدًّا، نظر لها مُتوسلًا إياها أن تصمت.

آراء مُتسلطةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن