أتعرف ما هيّ الفائِدة أو الشيء الذي يغفر لِحرارة الصيف المُمِيتة تِلك؟ لم تُخمّن سيدي فليست عُطلة العام الدراسي ولا روعة الجو ويحك أيّ روعة تقصدها! إذا هذا الحرّ ونحن على الأرض فكيف بِها حر جُهنم؟! -أبعدنا الله عنها وأدخلنا الفردوس-
دعني أقول لك، الشيء الوحيد الذي يغفر لِهذه الحرارة التي تُناسب السحالي الصحراوية ونبات الصبّار هيّ الفواكه.
ففي الصيف تُملأ الأسواق بِمّا لذ وطاب مِنْ كافة أنواع الفواكه، لكنّني أْريد أن أختص بِأكثر شيء أحبُهُ -بعد حليم- وهيّ ليست عشقي وحدي بل عِشق الملايين وهيّ «المانجا»
-عزيزي الأوتاكو المانجا التي أقصدُها هيّ التي تؤكل لا التي تُقرأ- ثمرة قشرتُها إمّا برتقالية أو صفراء وأحيانًا تميل لِلأحمرار تجعلك تتساءل كيف تزرع فيك تِلك اللذة الخفيّة.
بِدءًا مِن القِشرة وصولًا إلى اللون البُرتقالي الداخلي والبِذرة التي تتوسطُها.
طقوس تناول المانجا كثرة لكن مِنْ أهمها أن تؤكل في ساعةٍ هادئةٍ لا تفعل بِها أيّ شيء عدا تشمير ملابِسك وةلتهامِها إلى آخر قطمة دون أن يُعكر صفو جلستك شيء.
لا أُخفي عليك سيدي -فأنت لم تعد غريبًا- أنا مِن المتوحشين الذين يأكلونها بِالقشرة خاصتها، فلا يتبقى في الصحن شيء عدا البِذرة وتكون شِبه مُعنّفة مِن المصّ لِمحاولة أخذ كُل قطمة مِن جميع جوانِبها.
رُغم تمسّكها في أسنانِك وتجلس دهرًا لِتُزيلها إلا أن كُل شيء يهون مِن أجل حلاوة مذاقِها
- وفكّر فيها سيدي فلا أحد يتمسك بِك كما تتمسك المانجا العالقة في الأسنان-أجمع الجميع على حُبّها مع اختلاف حالتها، فترى الذي يُحبّها ثمرةٌ يتلذذ بِها وهُناك مِن يُحبّها في عصيرٍ باردٍ مُثلج يُزيل عنهُ حر وشقاء الأيام وهُناك مَنْ يُحبّها فِي المُثلجات التي تترُك في الفم آثر بارد ومُنعِش.
هُناك فِئة مِن البشر على استعدادٍ تامٍ لِتحمُّل حرّ جُهنم لِأنعم بِنعيم المانجا ولا أُخفي عليك سر فأنا مِن تِلك الفئة الغبّية.
الشِتاء كجوٍ جميلٍ حقًّا إلا أنهُ يفتقر لِلفاكهة البُرتقان واليُستفندي ولا تجد شيء آخر.
فخُذّ كوب مانجا بارد لُيرطّب على قلبك ويُزيل عناء هذا الصيف الشديد ولا تنسى في أشد الأيام حرارة إياك وسبّ الدهر ففي الحديث القُدسي: «يؤذيني ابن آدم يسبّ الدهر، وأنا الدهر بيدي الأمر، أقلب الليل والنهار»
والسلام عليكُم ورحمة الله وبركاتهُ.
21/8/2022
أنت تقرأ
آراء مُتسلطة
Acakمَنْ أنا؟ لَرُبما تسألت سَيْدي عَنْ مَاذا أكون؟ باختصارٍ سَيْدي، أنا صوتُ صِياح كُل طَالِبٍ أو مُرَاهِقٍ مصري أو مصريةٍ، أنا الصوتُ المُهَمَّش غير المَسْمُوع. أنا الأفكَار والآراء التي يُهمِلها الكُل بِحُجّة صُغر السِنْ. أنا دائمًا المَنسِي وَسَط...