تفضل يا سيدِي، لا تستغرب مِني، لقد رجع الشخص الذِي عاد مِنْ جُحر الامتحانات زاحِفًا، تفضل كوب قهوة مُرّة كمرارة حياتِي.
لا تنظُر لي بِاستغرابٍ مبدئِيًا أردت شُكرك على استماعك ليّ دون كللٍ أو مللٍ وشُكرًا لِحفظ أدبك معي رُغم إنّني أحيانًا كثِيرة أكون شخصيةً مُستفِزةً تستحِق الحرق.
المُهِم قِيل لي أنّني شخصٌ مُهاجِمٌ في طريقةِ كلامي وأفرِض ما أراهُ صحِيحًا على الآخرِين وإنّ إسلوب مُناقِشتيِ يمِيل لِلشجارِ وإنّه سيئ -الكلام كان ينقصهُ قلمٌ وبصقةٌ على وجهِي وسوطٌ ينزل على ظهرِي-
حسنًا لن أخرِج نفسِي ملاكًا بِجِناحاتٍ لا أُخطِأ بل إنّني لا أرى في نفسِي ميزةً واحدةً، يكفِي أسلوبي الجاف المُستفِز الخالِي مِنْ اِحترام الآراء.
لكن رُغم مِنْ شخصِيتي التِي لا تُطاق إلّا أنّ هناك مَنْ يُحبّها!، يحبّون طرِيقة كلامِي، كِيفية دفاعِي عنْ مَنْ أحبّهُم، حماسِي وتعبِيرات وجهِي التي تتغيّير معْ تغيّر الموضوع.
بل لو تحدثت معْك سيدِي بِاحترامٍ وبِصوتٍ مُنخفِضٍ وبِتعبِيراتٍ هادِئةٍ فاعرف أنّني يا إمّا لا اتحمّل بِجانبِي أو أنّني حزِينٌ.
لك أنّ تتخيّل سيدِي أنّني أتعامل مع أشخاصٍ يقولون رأيهُم في القرآن والسُنّة النبوية، ويقللون حُرمة الذنب ويبحثون عنْ تبرِير لِشيءٍ حرامٍ!
هُم نفسهُم يرون أنّ الرِوايات ليس لها قيمةٌ وإنّها عبارة عَنْ هُراءٍ، مَنْ يفعلُون فِيها ناقِدين ويقللُون مِنْ قِيمة الروايات، هُم نفسهُم يرون الفُيديوهات لا تُضحِك صرصار!
«الفرق بين الأُم المصرِية والأجنبِية/ لما تقول لِباباك عايز فلوس الدرس»
حيث يرتدِي الفتى/ الفتاة لِباسًا بعيد كُل البُعد عنْ اللِباس التقليدِي لِلأهالِي المصرِية ولا ننسى الأب البدِين الذِي له كرشٌ يسبقهُ أمام سيرهِ والذِي دائِمًا ما يبحث عنْ فرصةً لِخيانة زوجتهِ -أنا لا أُقلِل مِنْ صُنّاع هذا المحتوى-
هُم نفسهُم مَنْ يرون أنّ الدكتور أحمد خالِد توفِيق -رحمه الله- لا يستحِق لقب العرّاب وأنّه ذو صيتٌ «على مفِيش»
هُم نفسهُم مَنْ يقولون أنّ عبد الحلِيم حافِظ لا يستطِيع الغِناء وأنّه شخصيةٌ ممحونةٌ وملزّقةٌ، يسخرون مِنْ صوتهِ إذًا فلتسمعنِي صوتك الناشِز الرائِع!
هُم نفسهُم يقارِنون بين حلِيم وفرِيد الأطرش -رحمهُم الله- بِالله سيدِي؟ بِحقّ خالِق الكون تُرِيدني احترِم هذا الهُراء الذِي يجب أنّ نُسمِيه آراء؟
يُنادون بِحُريّة الرآي ما دام الرآي يُعجبهُم، فور اِختلافهُم معْك في الرآي ستسمع وسترى أفعالًا لن تصدِر عنْ رُضّعٍ يرضعون بعد!
بِاختصارٍ سيدِي قررت قرار صعبٌ عليِّ أنا لن اتغيّر ولن أُغيّر شيئًا فِي شخصِيتي سأظلّ كما أنا ومَنْ لا يعجبهُ فليخترَ لهُ أقرب حائِط ويرطُم رأسه فيهِا، سأظلّ كما أنا بِشخصِيتي المُهاجِمة المُدافِعة عنْ آرائِي وعنْ مَنْ أحبّهُ، مُرحِبٌ بِكُل الآراء التِي تُخالفنِي بِشرطٍ كبِيرٍ ضعهُ أمام عينِيك إلّا وهو الاحترام ولا تنتظِر مِني السُخرِية مِنْ شيءٍ أحبّهُ وتُريدنِي أنْ احترمك.
لن اتغيّر إلّا لِنفسي ولِيحترِق كُل غاضِبٍ.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
8/2/2022تم التعديل: 11/9/2023
أنت تقرأ
آراء مُتسلطة
Acakمَنْ أنا؟ لَرُبما تسألت سَيْدي عَنْ مَاذا أكون؟ باختصارٍ سَيْدي، أنا صوتُ صِياح كُل طَالِبٍ أو مُرَاهِقٍ مصري أو مصريةٍ، أنا الصوتُ المُهَمَّش غير المَسْمُوع. أنا الأفكَار والآراء التي يُهمِلها الكُل بِحُجّة صُغر السِنْ. أنا دائمًا المَنسِي وَسَط...