آراء مُتسلطة

حرية

  «يا ولد كيف تنزعِج مِنْ صُراخ والدتك عليك؟»

  «كيف تحزن مِنْ والِدك لِأنّهُ قتلك؟ أنّه أعلم بِمصلحتك»

«صحة نفسية ماذا التّي تتحدث عنْها؟ نحن كُنّا أطفال ونُضرَب وخرجنا جِيل جيّد يُعتَمد عليه ليس مِثلكُم إنّ كسّر الأب أو الأم العصا عليكُم تبكون!»

  إن لِلكِبار اعتقادٌ سائِدٌ أنّهُم لا يخطِئون، لا يفعلون المعاصِي، لا يفشلُون، يعطون لِأنفسهُم الحقّ في كل شيءٍ وأيً شيءٍ لأنّهُم فقط وُلدوا قبلنا ولِأنّهُم ولدوا قبلنا فإنّ أيّ شيء يُخالفهُم يكون خطأ.

  كيف تُرِيد يا قلِيل الأدب وفقِير الأخلاق أنّ تُخالِف وجهة نظرك ورأيك مع رأي أهلك ووجهة نظرهُم؟

  كيف لك أنّ تكوّن وجهة نظر خاص بِك؟! هل رأيت شيئًا مِنْ الدُنيا كي يكون لك وجهة نظر؟

كيف تُرِيد أنّ يكون لك زوقك الشخصيّ؟

وهل تُرِيد أيضًا أنً تختار الكُلِيّة التِي تُريدُها؟

أتُرِيد أنّ تختار مستقبلك ايضًا؟

ألا ترى أنّك تماديت قلِيلًا؟

  المرّة القادِمة ستُرِيد أنّ تختار شريكك المُستقبليّ أو أنّ تختار وظيفتك!

  ولِأنّنا أهلك نرى أنّه لنا الحق التدخُل في حياتك أكثر مِنك، نرى أنّه مِنْ حقّنا أنّ نرفُض أي شيء تُرِيده لأنّنا لا نرِيده، نرى أنّه يجب أنّ نصرُخ فيك وأنّ نُحطمك وأنّ نُقلِل مِنْ كُل شيءٍ تفعله لِكي نُشجعك، أترى كيف ظلمتنا؟!

  أسمِعت تلِك الدعوة التِي تُطالِبنا أنّ نتعامل مع الذكور مِثل الإناث؟ ما هي إلّا دعوة لِخراب البيوت المُستقِلة.

  يقولون ماذا إنّ ضربت زوجتك فهذا خطأ، ماذا تقول؟ إنّ الزوجة كائِن حيّ وليس حيوانًا لِنعتنِي بِه وليس بِعورةٍ لِنسترُها؟!

  هل تُريدين أنّ يتمّ مُعاملة حجم خطأك مِثل خطأ أيّ ذكر؟، جاوبِيني بِكُل صِدقٍ متى ستتحولِين لِفتاة ليل؟

  تقولِين ماذا؟ أتُرِيدين أنّ يتمّ القبض على المُتحرِش الذِي تحرش بِكِ؟ وتُرِيدين عدم لومك؟
إلّا ترِيين أنّ مطالبك قد كثرت قلِيلًا؟

   أتُرِيد أنّ تسكُن في الوطن العربِي وألّا يتدخل أحدٌ في حياتك؟ هل أنت تفعل شيئًا خطأ وتخاف أنّ تُفضَح؟

  أتُرِيد أنّ تكون حُرّ نفسك؟ حُرّ في اختيارك؟
استعِذ بِالله مِنْ هذا الكُفر الذِي تنطِق بِه.

  أتُرِيد الاستِماع أو ارتداء ما تُرِيده دون تدخُل مِنْ والدِك ووالدِتك وأخاك وأختك وحارِس العقار والجِيران؟ أنسيت أنّك تعِيش في مُجتمعٍ لا تعيش بِمُفردك.

  أتُرِيد مِني أنّ أُغيّر معتقداتِي؟ كان بِودّي أقسِم لك ولكننا نعِيش وسط مُجتمعٍ لن يتقبل هذا الهُراء الذِي تتفوه بِه.

  ماذا تقول أنا جُزءٌ مِنْ المُجتمع وكما غيّرت مِنْ نفسِي يُمكِن لِغيري أنّ يُغيّر مِنْ نفسه؟ أترُدّ على مَنْ هو أكبر مِنك؟ يا قلِيل الأدب.

  أتُرِيد بِكُل بساطةٍ أنّ يقول لك والداك أنّهُم خائفِون عليك دون أيّ عُنف نفسي أو جسدي؟
تبًّا لِأحلام البُسطاء، اقول لك شيئًا؟  تبًّا لك أنت أيضًا.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

20/6/2021

تم التعديل: 16/9/2023