استيقظ الجميع على صوت المعلم الذي نادى يقول: "ايها الكسالى هيا انهضوا", كان اول من افاق سيفلو الذي نهض واتجه نحو سيلو يضربه بقدمه حتى يفيق متحدثا "ايها الكسول كفاك نوما يجب ان نكمل الطريق".
فتح اريليوس عينيه والشمس تداعب وجهه ثم وضع يده على وجهه, وجلس ملقيا التحية على الجيمع, تبعه بيروس ينهض متجها نحو الماء ليشرب من قرب الماء المرمية بجانب اغراضهم واسلحتهم.
جلس الجميع سويا من اجل طعام الافطار الذي كان بسيطا,اكل الجميع وتحدثوا قليلا عن كيفية الوصول نحو الغابة واي طريق سيقودهم اليه سيلو, وبعد انهائهم الافطار حمل كل فرد منهم اغراضه وسلاحه وتبعوا المعلم وسيلو نحو الغابة المنشودة.
سار اريليوس بجانب سيفلو ويتقدمهم بيروس الذي مضى وحيدا بصمت والمعلم وسيلو يتحدثون عن الطريق وامور اخرى, تسائل سيفلو قائلا : "ايها الصبي الشجاع, ما الذي جعلك تقدم على هذه المغامرة المجهولة, اهو حب المال, الا انك صغيرا ولا تبدو كمن يبحث عن المال".
اجال اريليوس بابتسامة: "بل حب ان يعيش الغير, فقد شاهدت في طفولتي ما يكفي من الارواح التي زهقت في قبيلتي, واني احاول انقاذ احداها".
سيفلو: "اذن الحب ما دفعك نحو هذا الجنون", قاطعه اريليوس قائلا: "وهل ابدو كشخص يحب, وكيف يعقل ان ابن القبيلة يفكر في ان يحب اناس يرون انفسهم اعلى مقام منه".
وضع سيفلو يده على رأس اريليوس وداعب شعره مازحا يقول: "اذن انت تبحث عن المجد والشجاعة وهذه المرة لا تقل لست كذلك".
صمت اريليوس معطيا ابتسامة جميلة في وجه سيلفو الذي كانت تبدوا عليه ملامح الطيبة والقليل من الغباء, فهو شخص يعمل بجد ليكسب قوت عيشه ويكثر الكلام ولا يحمل الضغينة لاحد.
مضى الجميع لعدة ساعات دون توقف, كانت السماء تغطيها بعض الغيوم والشمس تمرح وهي تخفي اشعتها خلف الغيوم تارة وتضيئ الارض تارة اخرى.
تحدث سيلو مخبرا الجميع بالتوقف حينما وصلوا ارض تملئها السهول ولايوجد فيها شجرة او صخرة "انها هناك", واشار بيده نحو غابة كبيرة على بعد مسافة تراها العين, حيث كانت غابة ذات واجهة كبيرة تمتد من الشرق الى الغرب, والمكان المنشود يقع خلف تلك الغابة, اذ لابد من دخولها والمسيرة بها حتى يقطعوها طولا, ليصلوا مبتغاهم.
مضوا نحوها حتى وصلوها, وقبل ان يدخلوها توقف بيروس معلقا: "ابي, اليس هناك طريق اخر, انظر اليها انها ملعونة ومظلمة, كيف يعقل ان تكون بهذه الرعب".
سيلو: "لايوجد طريق اخر والعلم يعلم ذلك, انها كبيرة ولا نستطيع الالتفاف حولها, سيستغرق ذلك اسبوع كاملا".
المعلم محاولا اعطائهم القليل من الشجاعة: "لقد دخلتها من قبل وخرجت سالما, عليكم ان تطيعوا اوامري واعدكم اننا سنخرج منها بسلام, وسنحصل على الزهرة ونعود بالعلاج".
أنت تقرأ
فُرسانْ المَمْلَكةُ الضَائِعَة
Historical Fictionوبين ثنايا الدهر وحتى في احلك الايام, حين يكسو السواد شعر الارض والمدن, وتُغطى السماء بلون الليل الاسود الداكن, ويوشك اسياد الشر على الانتصار. حينها يرتقي ضوء الحق, وتنافس شمعة الامل رياح الشر وتتشبت بقلوب خير البشر, وتزداد شرارة كلما قست الحياة على...