Part 2: القائد المغدور

43.3K 1.4K 292
                                    

بلاد الغال
جنوب شرق روما
453 A.D

احتشد الفيلق الروماني الخامس والعشرون بقيادة الجنرال "بروتوس مارليوس", من اجل التصدي لتمرد بعض القبائل التي تحالفت في ارض الغال ضد روما, محاولة الهجوم على احد المقاطعات التابعة لسيطرة الامبراطورية الرومانية الغربية.

فأرسل حاكم روما الامبراطور "روميلوس اوغسطس", فيلقان من اجل الدفاع عن الاراضي الخاضعة تحت سيطرته, ليتصدوا لأحد اقوى القبائل التي سكنت تلك المناطق وهي قبيلة "الوندال" التي عرفت بشراستها في المعارك وكانت مصدر ازعاج مستمر لروما, فلم تكف تلك القبيلة يوما عن الهجوم على بعض المقاطعات المهمة والحيوية لروما لما حملته من وفرة للموارد والحيوانات, وكانت تترك خلفها ابشع المجازر وانهار من الدماء والدمار.

وصل فيلق القائد بروتوس منطقة المعركة اولاً فخيم في الغابة التي كانت افضل نقطة حماية لجيشه بأشجارها الكثيفة والعالية, وستكون منطقة اللقاء التي سيلتقي بها الفيلق الاخر.

اذن ان الفيلق الخامس عشر سيصل صباح يوم غد, ثم سيستعد الفيلقان من اجل المعركة الفاصلة التي ستنهي غطرسة وتهديد قبيلة الوندال.

تقدم مساعد القائد ثم تحدث قائلاً: "ايها القائد, لقد قمنا بالتأكد من الغابة وهي خالية من الاعداء, ورماة الاسهم في مواقعهم والدوريات قد قسمت, الجميع على اهبة الاستعداد, هل هناك اوامر اخرى ايها القائد ؟".

بروتوس: "احرص على ان ينال الفيلق القسط الكامل من الراحة, ولتكن نوبات الحراسة مشددة لا نريد ان يقطع العدو حناجرنا ونحن نيام, كونوا على اهبة الاستعداد ليوم الغد, انصرف الان قائد الفرسان".

اشرقت شمس الصباح واصدر بروتوس الاوامر الى الفيلق بالاستعداد والتجهز للمعركة, القى خطابا مذكرا اياهم بمجد روما وشجاعة جنودها وبأسهم على مر العصور, وصمودهم في اقوى معارك عرفتها الارض, وانهم ابناء روما العظيمة الامبراطورية التي تحكم الشرق والغرب.

خرج الفيلق من بين احضان الغابة حيث كان عددهم كاملاً وهم ستة الاف جندي وثلاثمائة رامي سهام, منتظمين في عشرة الوية وكل لواء من ثلاثة كتائب وكل كتيبة تحتوي مئتين جندي, بدروعهم الكبيرة ذات نقشة النسر الروماني المعروفة انذاك والسيوف القصيرة والخوذ الحديدية المنقوشة بصورة متقنة وبملابسهم المصنوعة من الجلد وحول الصدر درع حديدي يمتاز بخفته ومتانته, يتقدمهم قائد الفيلق بروتوس.

بدأ سراب من الافق يلمع امامهم, وبعد لحظات من امعان النظر رأى الجيش الروماني جيوش الاعداء, لم تات قبيلة واحدة فقط, بل كانت خمسة قبائل, استطاع التمييز بينها بروتوس بحكم السنين التي قضاها يخدم في الجيش الروماني والحروب التي خاضها ضدهم, فقد كانت كل قبيلة تتميز بشي من الاختلاف في العادات والتقاليد والثياب وانواع الاسلحة, الا انهم جميعا اشتركوا في صفات الهمجية وحب الصيد والقتال بشراسة.

فُرسانْ المَمْلَكةُ الضَائِعَةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن