بعيدا في مكان ما, حيث البياض هو سيد الالوان, والجماد هو حاكم الانسان, فى اقصى الارض التي تقع نهاية عالم تلك الحقبة, فبعد تلك المنطقة لا يوجد اي كائن حي, ولم يتجرأ احد على عبور حدود هذه القرية التي كانت تسمى فروزلاند.
اتجه الفيلق الروماني الخامس والعشرون الى حدود روما الشمالية ومضى يزحف نحو نهاية العالم ملاحقا احد القبائل الساكنة في قلب العالم المتجمد الواقع على حدود اخر الاراضي التي وصلها الانسان, فبعدها لا توجد سوى الجماد والمحيطات.
كانت اوامر الفيلق تقتضي بأن يقاتلوا القبائل المتمردة في اقصى الشمال, ويقدموا الدعم للفيلق الذي يحرس حدود الامبراطورية الشمالية الملقبين بحماة الحدود, وبعد حروب شرسة دامت طوال الشتاء الفائت, خسر الرومان الكثير من الجنود على يد الاعداء او بسبب البرد القاتل الذي كان العدو الاقسى على كل جندي.
وبعد ان شارف الشتاء على الانتهاء وصلت المؤن والاسلحة والملابس, ويستطيع الفيلق التجهز للهجوم الاخير بعد ان تمكنوا من صد جميع الهجمات الدامية طوال ايام الشتاء.
عبر الفيلق الاراضي القاحلة غير المؤهلة للحياة متجهين لقلب القبيلة الاعنف, فكانت خطة الفيلق ان يبيدوا سكان القبيلة حتى تنكسر شوكة باقي القبائل وتعلن الاستسلام والهدنة, فأنطلقوا بكامل قوتهم وتجهزهم العسكري قاطعين المسافات الطويلة نحو هدفهم.
وبعد اسبوع كان الاقسى على جميع افراد الفيلق, فبسبب شدة البرد القاسي مات من الجنود ما يقارب السبعين رجلا, الا ان الجنود الذين كانوا من سكان القبائل القريبة من الحدود الشمالية هم من استطاعوا التحمل ومواصلة المسير دون اكتراث لانتقام الثلوج.
وصل الفيلق الى منطقة بين جبلين, مكان جيد للأختباء من العواصف الثلجية المميتة, ومن اجل الحصول على الراحة دون القلق على خسارة المزيد من الرجال, ولم يبق على مسيرة القرية سوى يوم واحد.
حل صباح اليوم التالي, فاستيقظ الجنود على اصوات الابواق المرعبة التي تملئ الاجواء ويسمع صداها من بعيد وهي تقترب, علم الفيلق ان رجال القبيلة قد تحشدوا من اجل التصدي لهم, فأمر القائد الروماني الجيش بالاستعداد للمعركة وانهم سيقاتلون العدو في هذه الاراضي بين الجبلين فهي الاكثر حماية من العواصف وستكون معركة من جهة واحدة وهي المقدمة.
تقابل الفيلق مع ما تبقى من رجال القبيلة, فبعد ان بائت حملات القبائل على حدود روما بالفشل عادت كل قبيلة الى اراضيها واستسلمت ولن تعاود الهجوم حتى الشتاء القادم, كان عدد ما تبقى من رجال القبيلة يفوق عدد الفيلق ضعفا كاملا, فهي معركة رجل ضد رجلين.
اعد القائد خطة محكمة, وامر الفيلق بنتفيذ اوامره وعدم التراجع مهما كلف الامر, وصل رجال القبيلة وهم يرتدون جلود الحيوانات الثلجية من دببة وذئاب ويحملون فؤس كبيرة ويصرخون بأعلى اصواتهم مخبرين انهم سيلتهمون الفيلق الروماني بشراسة.
أنت تقرأ
فُرسانْ المَمْلَكةُ الضَائِعَة
Narrativa Storicaوبين ثنايا الدهر وحتى في احلك الايام, حين يكسو السواد شعر الارض والمدن, وتُغطى السماء بلون الليل الاسود الداكن, ويوشك اسياد الشر على الانتصار. حينها يرتقي ضوء الحق, وتنافس شمعة الامل رياح الشر وتتشبت بقلوب خير البشر, وتزداد شرارة كلما قست الحياة على...