Part 35: المجد لفرسان روما

5.3K 351 74
                                    

همس صوت بقرب اذنيها وهي واقفة في منتصف العتمة, ولا ترى شيئا والخوف تملكها "هل تفتقدينه".

فزعت وحاولت الركض الى بصيص النور الذي لمع امامها من بعيد, نظرت نحو الافق فوجدت نفسها في قلب ملحمة من الدماء والحرب.

الظلام سيد الموقف وجثث الموتى تلمئ الطرقات, ركضت بلا وعيها وهي تصرخ.

استوقفها احد الوجوه, نظرت الى الموتى فوجدت بينهم, ذلك الفارس الذي قد مات متالما بجراحه وهو يمسك قبضة سيفه المنغرس في قلب التراب, وبجانبه اخرون وقد التفوا حوله بجثثهم الهامدة.

تراجعت قليلا فلامست قدمها ذراع احدهم, نظرت خلفها لتجد صديقتها, مقتولة مذبوحة العنق وعيناها تحدقان اليها برعب.

صرخت بكل ما تستطيع واكملت تركض وهي تحاول بلوغ بصيص الامل, وصلت بعد ذلك لتجد فتاة جالسة تنظر الى قبر, تقدمت نحوها بهدوء, ووقفت مرتكبة خلفها.

كانت الفتاة ترتدي نفس زيها العسكري ولديها شعر يشابه شعرها تماما, وهي جالسة تنوح والقبر امامها وقد دفن فيها شخص وسيفه علق امام رأسه وقد رمي خنجر بارز الشكل على قبره.

وضعت الفتاة يدها على تلك الغريبة التي تنوح, وحاولت ان تتعرف عليها, استدارت الفتاة الجالسة فكانت هي بذاتها المرتعدة تشاهد شبيهتها لكن بقلب يصرخ حزنا وتعاسة, تحدثت اليها الفتاة التي تنوح والدموع تنهمر بوفرة "ايها القاتلة, كيف تسلبين روح من عشقكِ دهرا".

افاقت كلاريس من حلمها على يد القائد الذي اتى للاطمئنان عليها بعد ان سقطت نائمة لشدة التعب والالم, ساعدها على الجلوس لاعطائها بعض الاعشاب المعالجة والتاكد من توقف نزيف جروحها, متسائلا عن الحلم الذي كانت تهذي به طوال الليلة الماضية.

اذْ لم تكف عن الانين والنحيب وهي في حالة رعب, لكنه لم يشأ ايقاضها لان الدواء بدأ بمفعوله وبدأت تمثل للشفاء وهذه علامة جيدة على ان جسدها تمسك بالحياة ولم تستسلم لجروحها.

كلاريس: "كيف حال الفارس الذي انقذنا, هل تمكن من النجاة".

سولانوس: "اتقصدين انجيليوس, لا تقلقي بشأنه انه شاب لا يناله الموت بسهولة, فيد الرب ترعاه دائما".

كلاريس: "حمد للرب, وماذا عن باقي الرفاق".

سولانوس: "صديقتك بخير ولقد ضُمدت جروحها, لكنها لازالت في حالة صدمة, تهلوس لوحدها وهي جالسة في احد اركان غرفة الجرحى, والفارسين الاخرين احدهم فارق الحياة اذ لم نتمكن من انقاذه, لسوء الحظ انه فقد كثيرا من الدماء وفارق الحياة قبل ساعة".

صمت القائد بحزن وهو يتألم لفراق الجندي الذي لم يكد يعرفه, حدثته كلاريس تكمل قائلة: "لقد كان انسانا بسيطا, ذو احلام بسيطة, ورغم ذلك لم تكن معه الحياة عادلة الا في موته, فقد تمنى يوما ان يموت وهو يقاتل بجانب رفاقه, ماذا عن الباقين ورجالك".

فُرسانْ المَمْلَكةُ الضَائِعَةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن