مضى بخطوات واثقة وقلب متزعزع, بذكريات متشعبة واحلام مرعبة, صعد الدرج الطويل حتى وصل الباب الجحري العملاق.
وقبل ان يطرق البوابة تذكر كلمات العراف الاعمى "عليك ان تطرقه سبعاً وحين ينادى عليك بالسوال, اجب انك اتيت لاجل النزال".
طرق الباب سبع مرات بقوة وانتظر الجواب, طال الصمت قليلا وحفيف الريح تصدح في الاجواء ودرجات الحرارة المنخفضة تزداد بحدة.
سمع صوت يقول من حيث لا يعلم "من الطارق".
اجاب الرجل "اريليوس المحارب, جئت لاجل النزال".
وفجاة بدأ الغبار يتساقط من بين شقوق البوابة التي بدت كأنها حجرة تتشقق الى نصفين, ثم بدا الباب يفت له.
دخل والظلام يكتنف المكان وفقط مشاعل تنير درب ممر طويل ومخيف, تسمع فيه اصوات مياه تقطر وكائنات غريبة تتهامس.
وصل الى القاعة الكبيرة, حيث كانت فيها المشاعل الموضوعة على صحون من النار متوزعة على جانبي الطريق حتى نهاية القاعة التي يوجد فيها عرش قديم جدا.
وعلى العرش اضطجع رجل سحيق السن يرتدي ملابس تغطي جميع جسده وحتى رأسه سوداء اللون ولا يٌرى له سوى اللحية البيضاء الطويلة الممتدة نحو صدره, وبجانب العجوز سبعة رجال على كل جانب يشابهونه الزي لكنهم مظهري رؤوسهم الصلعاء التي عليها نقوش غريبة تمتد حتى انوفهم.
وقف في منتصف القاعة وانتظر سيدهم ان ينطق, فتسائل قائلاً "ما الذي يفعله رجل مثلك في معبد السماء, ما هي غايتك ايها الفاني".
اريليوس: "لقد جئت ابحث عن الخلاص".
السيد "اذن انت ملاحق بواسطة تلك الكوابيس المرعبة, انها تختار فرائسها الفانية بعناية ولا تتركهم حتى تسلبهم عقولهم".
اكمل متسائلا وقد لمح اريليوس قليلا من عينيه فكانت احداها بيضاء لا يملؤها سوى البياض "ومنذ متى وانت صامد بوجه هذه الكوابيس".
اريليوس "سنوات طوال بدأت انسى تدوينها".
اكمل باستغرب "عجبا, ولم تصب بالجنون الى اليوم, انه لامر يدعوني لان افكر باحتمال واحد".
صمت السيد الغريب, وفجاة تقدم من خلف اريليوس شخص يتقدم نحوها وهو ينطق ويسير نحو العرش "والاحتمال يخبرنا انك المختار".
وقف بجانب العرش وازاح الرداء عن رأسه ثم اكمل يقول وهو ينظر الى اريليوس بلهفة ودهشة مختارا كلماته بعناية "لقد انتظرتك طويلا ايها المختار".
اريليوس متسائلاً "ومن انت ايها الغريب".
اجابه بابتسامة وقد ركع امامه "انا ادعى اسفير يا سيد الزمان, ونحن في انتظارك منذ يوم ولادتك, لاجل ان تقودنا نحو الخلاص الذي نرجوه سويا".
أنت تقرأ
فُرسانْ المَمْلَكةُ الضَائِعَة
Historical Fictionوبين ثنايا الدهر وحتى في احلك الايام, حين يكسو السواد شعر الارض والمدن, وتُغطى السماء بلون الليل الاسود الداكن, ويوشك اسياد الشر على الانتصار. حينها يرتقي ضوء الحق, وتنافس شمعة الامل رياح الشر وتتشبت بقلوب خير البشر, وتزداد شرارة كلما قست الحياة على...