بعد رحلة دامت لعشرة ايام, وصل اريليوس برفقة الجنود المكلفين بأحضاره الى مقاطعة قريبة من قلب العاصمة روما, في منطقة زراعية وفيرة بخيرات الطبيعة والاراضي المليئة بالزراعة.
وفي نهاية المقاطعة وعلى اعلى تلة مليئة بالاشجار توجد ارض منبسطة شُيد عليها بناء فخم يدل على انه بيت من الطراز الروماني لرجل ذو نفوذ.
الضابط المسؤول عن الجنود تحدث مخاطبا اريليوس: "ايها الصبي اترى تلك الفيلا, ستعيش هناك تحت رعاية الجنرال الذي يملك كل هذه الاراضي".
واشار الضابط بيديه يمينا ويسارا نحو حقول ذات مساحات واسعة يمئلوها فلاحون يعملون بكل جهد من اجل الحصول على مأوى ومأكل وقليل جدا من المال, رغم انها كانت اراضيهم وقد اعمروها منذ امد طويل الا ان قانون روما فوق الجميع وهم الان يعيشون في املاكهم الا انها ملك الجنرال وهم في خدمته.
وقعت انظار اريليوس على طفلة تقاربه عمره تمسك سلة وتساعد والدتها في قطف الثمار, نظر اليها وهو على حصان يمسك خصر احد الجنود في القافلة التي تسير نحو الفيلا.
وبعد دقائق قليلة دخلت القافلة الى محيط الفيلا من بوابة كبيرة يحرسها جنديان وعلى كل عمود من البوابة اناء تخرج منه السنة اللهب التي كانت منطفئة في وقت الظهيرة.
توقف الحصان الذي يحمل اريليوس امام بوابة المنزل الداخلية التي تعتلي عدة درجات وبها باب خشبيا كبير ويحرسه جندي, نزل الجندي من الحصان ثم امسك اريليوس وقام بأنزاله.
في تلك الاثناء كان الجنرال ينهي اجتماعا مع اثنين من كبار ضباطه اللذين اتوا من روما من اجل الحصول على مشورته في امور الحرب.
خرج من المنزل ووجد الجنود يصطفونَ خلف الضابط الذي كان يمسك يد اريليوس بجانبه, وبينما خرج الجنرال وهو يكمل ما تبقى من حديثه مودعا الرجلان رأى الصبي امامه.
تقدم الضابط المكلف باحضار اريليوس خطوتين للأمام والقى التحية العسكرية وتبعه الجنود جاثين على ركبهم وملقين التحية.ودع الجنرال الضابطين, ثم نظر في عيني الصبي وتحدث: "حسنا, اذن لقد تعاونت القبيلة وسلمتنا الفتى, ارى ان لديهم قائدا حكيما".
الضابط: "سيدي لقد نفذنا الاوامر, وكانت القبيلة متفهمة لقراركم, ماذا تأمرني الان".
الجنرال: "لقد احسنتم صنعا, وارى انها كانت رحلة ليست مكلفة للأرواح, فالتأخذ اجازة لمدة اسبوع وتسافر الى قريتك وترى عائلتك وفي اليوم الثامن عد للالتحاق بالجيش, انصراف".
انصرف الضابط والجنود بعد انجازهم المهمة بنجاح, نظر الجنرال في عيني الصبي لوهلة ليرى صبيا مفعما بالامل رغم قسوة الحياة ومصيره الجديد.
![](https://img.wattpad.com/cover/27012723-288-k552638.jpg)
أنت تقرأ
فُرسانْ المَمْلَكةُ الضَائِعَة
Historical Fictionوبين ثنايا الدهر وحتى في احلك الايام, حين يكسو السواد شعر الارض والمدن, وتُغطى السماء بلون الليل الاسود الداكن, ويوشك اسياد الشر على الانتصار. حينها يرتقي ضوء الحق, وتنافس شمعة الامل رياح الشر وتتشبت بقلوب خير البشر, وتزداد شرارة كلما قست الحياة على...