Part 34: النصر أو الخلود

6.4K 372 124
                                    

لو انها سمحت لقلبها ان يعتنق عشقه, لو انها قضت كل تلك الايام معه بدل الهروب من قدرها المكتوب الذي لا مفر منه.

اختلطت الافكار والاحاسيس بعوالم الخوف والخيال, ممتزجة بدماء الفارس الاشقر الذي انقذها وهم يهربون بعيدا, علهم يصلون القرية قبل ان يفقدوا المزيد من الفرسان...

كانت القرية شبيهة بالحصن, تحوطها جدران من اخشاب عالية متراصة مع بعضها لتحمي بعض بيوت سكان القرية والمخزن التابع للجيش الروماني في تلك المنطقة, فكان ذلك الحصن يعتلي تلة وقد شيد وسط القرية وبيوت القرية البسيطة حوله متناثرة ومتباعدة.

وصل الفرسان امام البوابة, صرخت كلاريس عليهم بفتح الباب, نظر احد الحراس من برج الحراسة البسيط الطراز وهو يحمل قوس النشاب ويصوب نحوهم.

نظر الى ملابسهم والى الجرحى فتيقن انهم جنود رومان, امر بفتح الباب بسرعة والمساعدة في ادخال الجرحى.

ارسلت برقية الى قائد الحصن فأتى مسرعا ليلبي المساعدة, وهرع الجنود يمدون يد العون لرفاقهم وللغرباء اللذين خسروا الكثير من رجالهم.

اخبرتهم كلاريس ان يحضروا معالجيهم ويحاولوا انقاذ الفارس الاشقر والاخرين, وستروي لقائد الحصن كل ما حل بهم في وقت لاحق.

امرها القائد ان تجلس وقد امر احد الجنود بالاعتناء بجروحها وخياطتها, واحضر لها قليل من النبيذ ليساعدها على الهدوء, فرفضت ارتشاف شي منه واخبرته انها ستتحمل الالم.

ادخلوا الجنود الجرحى الى قاعة كبيرة وبدؤا يضمدون جراهم ويحاولون انقاذ من يستطيعون, فالبعض كانت جراحهم عميقة ولن يتمكنوا من النجاة.

في تلك الاثناء وصل الحصن فوج غريب الملابس, يرتدون دروع تشابه ما ارتداهُ الفارس الاشقر ورفاقه, يطلبون الدخول للحصن, كانوا يقاربون الخمسين رجلاً ويتقدمهم قائد يرتدي درعا لامعا وفاخرا ويبدو انه قديم جدا, يعود لحقبة سالفة لا يعرف تاريخها.

نزع خوذته بهدوء فبدت ملامحه التي تخبر انه رجل في الاربعين من عمره, بشعره الذي ملئ بخصلات بيضاء ولحية حفيفة تغطي خديه.

نظر نحو الحراس وصاح فيهم مناديا: "افتحوا البوابة".

اجابه احد الضباط المكلفين بحماية السور "من انت عرف عن نفسك".

الرجل: "القائد سولانوس, كنت سابقا برتبة سانتورين في الفيلق الاسطوري".

علم الضابط انه سمع هذا الاسم يوما ما, فقد اشتُهر الفيلق الاسطوري باسماء ضباطه الستة الشجعان وقائدهم ليجند انذاك, حيث وصل صداهم معظم مقاطعات روما.

فتحت البوابة ودخل سولانوس وجنوده, وهموا في مساعدة الجرحى من رجالهم ورجال الفرسان بما يمكلون من اعشاب وخبرات في ميادين المعالجة والشفاء, فقد كانوا اكثر تطورا في مجال الطب والاعشاب عما يمتكله رجال ذلك الحصن البسيط.

فُرسانْ المَمْلَكةُ الضَائِعَةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن