طلبت كلاريس لقاء الرفاق المتبقين على قيد الحياة وقابلتهم في تلك الليلة, اخبرتهم بكل ما جرى وان الشر سينهض في المستقبل القريب وان الصراع لن يتوقف, وعليهم الوقوف بوجهه في اليوم الموعود.
اخبرها الراهب مهونا الموقف, بالاستمتاع بأيامهم واكمال حياتهم وتخليد ذكريات جميلة وان يتدربوا كل يوم ويعملوا صغارهم معنى الارض والمجد ومعنى الصداقة والحب وكل مسميات الفضائل والشجاعة وان يعدوهم لليوم المنتظر, والتمسك بطريق الرب والالتزام بأوامره.
تحدث اوميروس واخبرهم انه سيكون بانتظار ذلك يوم, وسيحشد انبل واشجع رجال الارض في اعادة احياء الفيلق الاسطوري لكن من شتى الالوان والبلدان وسيبدأ رحلة طويلة في ايجاد شبان يبحثون عن المجد لاجل نصرة لواء الخير, برفقة زوجته وابنته.
في تلك الاثناء طرق باب الاسطبل الذي يجمعون في قاعة سرية بداخله, اسرع بيروس وفتح الباب فكانت مفاجأة صعقت جميع المتواجدين.
دخلت وولفينا الذئبة والقت التحية وتحدثت بأختصار "لندع الماضي جنباً ونتحد من اجل مستقبل مشرق بالنور لاجيالنا, من اجل من احببناهم".
حاول اوميروس التحدث, لكن زوجته شدت على ذراعه واوقفته, واكملت تقول "مرحب بك بيننا ايتها الذئبة, واني متاكدة انهم مستعدون لنسيان الماضي والتوحد من اجل الاهدف الاسمى"
اتجه الراهب نحوها ووقف امامها وتحدث "ابواب الرب مفتوحة دائما لاجل ان نتوب, ان الرب يسامح فمن نحن لنرفض الصلح, اعلني توبتك وادخلي معنا".
وولفينا "لقد تضرعت للرب وطلبت المغفرة عن كل خطاياي, ولقد اعتنقت دين المسيح", ثم ازاحت قليلا من ردائها وظهرت قلادة الصليب حول عنقها.
كلاريس "لقد وجدت طريق الرب, ونحن نسامحك على كل ما اقترفتيه, لكنك نسيت اكثر القلوب التي تستحق ان تتوسلي عفوها".
نظرت نحو اوميروس, ونزلت الدموع من عينيها, ثم اكملت تقول "ذلك قلب اتمنى ان يصفح مهما حييت وسأسعي حتى اخر انفاسي ان اطلب عفوه, انني اتضرع كل ليلة لاجل ان يجعل الرب ذلك القلب يسامحني".
تحدث اوميروس بعد ان تمالك نفسه "العقود كفيلة بأن تضمد الجراح, وليسامحك الرب, ارفعي سيفك معنا بوجه الشر ونالي المجد كما المختار والعظماء من قبله, حينها سأعفو عنك, وقد سامحت المختار وقلبكِ لان الشر ظلكم واغشى عن اعين ارواحكم نور الخير".
وقف الجميع سويا حول الطاولة المتواجدة في وسط القاعة, وضعوا سيوفهم واسلحتهم, نساء ورجالاً وكل من تواجد في تلك الغرفة, اقسموا للرب بالولاء لاجل الخير.
وكانت كلاريس تترأس الطاولة ومن الجهة الاخرى يقف اوميروس, والجميع يحدق في عينيها.
رفعت سيفها وخطبت فيهم:
لكل من غادرونا, ولكل من فقدناهم, لن ننساكم
لكل من سقطوا في ميادين المجد واُريقت دمائهم لن ننساكم
لكل رفاقنا الشجعان حيثما كنتم لن ننساكم
وليشهد الرب اننا سنناضل في سبيل الخير مهما حيينا
ايها الفرسان حيثما كنتم وعلى مر العصور
ان رسالتي هذه ليست لرفاقي فحسب, انما لكل فارس وفارسة على مر التاريخ, لم يرضخوا لقسوة الظروف ولجور الظلام, ولم يقبلوا ان ينحنوا للباطل
فالتحيوا بمجد وصمود, ولا تسكتوا عن حقكم ابداً, ولا تسمحوا للظلام ان يجتاح مدنكم, وكونوا جدار منيعا بوجه الشر حتى لو كان الملوك ظلاماً والوزراء خونة.
اين الفرسان حول بقاع الارض بكل الوانكم واعماركم والسنتكم, شمالاً كنتم ام جنوبا, شرقا او غربا, لا تستسلموا, ما الحياة بلا مجد وحرية ؟
انهضوا وكافحوا وقاتلوا بالصمود والقلم والنضال والسيف.
لتحيا الارض التي انتم عليها بدمائكم ولتبقى الحرية رمزا لاجيالكم, واجعلوا صرخاتكم رماحا في قلوب ظالميكم.
ان الشر قادم لا محالة, لكن هذه المرة لن نرضخ ولن نستسلم ولن نساوم.
سلوا سيوفكم بكل اشكالها, واستعدوا لخوض معركة الحياة والحروب ضد الشرور.
انهضوا.....وارتقوا.....وقاتلوا.....
فارس الزمان.
_______
وختمت على الرسائل برمز فرسان النور واعطيت الى الرُسل لتوزع على بقاع الارض لاجل حشد جيوش الخير سراً والاستعداد لليوم المنتظر.
وختمت على الرسائل برمز فرسان النور واعطيت الى الرُسل لتوزع على بقاع الارض لاجل حشد جيوش الخير سراً والاستعداد لليوم المنتظر.
رفع الجميع سيوفهم ووقفوا شامخين وقلوبهم متحدة تنبض بالامل, وتحدي المستقبل بكل معتركاته, وصرخوا سويا
"فرسان المجد الخالدون"...
أنت تقرأ
فُرسانْ المَمْلَكةُ الضَائِعَة
Historical Fictionوبين ثنايا الدهر وحتى في احلك الايام, حين يكسو السواد شعر الارض والمدن, وتُغطى السماء بلون الليل الاسود الداكن, ويوشك اسياد الشر على الانتصار. حينها يرتقي ضوء الحق, وتنافس شمعة الامل رياح الشر وتتشبت بقلوب خير البشر, وتزداد شرارة كلما قست الحياة على...