أيها المختار, يا حامل سيف الخير, وقائد في جيش الشر, اعتنق الموت, فهو بوابتك نحو الخلاص, هو الراحة المرجوة نحو السلام.
انهض وارتدي درع الشيطان الاكبر, يتبعك جيش الظلام القادم من اعماق الغابات الملعونة, احمل سيفك المتلهب واسحق رأس الافعى وحطم الحضارة, واعد بناء كيان الانسان.
افاق اريليوس من كابوسه المريع, مع تكرر لهذه الاحلام والنبؤات الغريبة, كان وحيدا في ارض تحترق ويسمع صدى ذلك الصوت المخيف يتكرر من جديد.
نظر الى الجميع فوجدهم يغطون في نوم عميق, اوميروس المتالم من جراحه وهو نائم لايتحرك كثيرا, ايرلندر الملتف بقطعة قماش سميكة بالقرب من المدفئة, وبيروس النائم بهدوء, باديا عليه انه يخوض غمار حلم جميل, بينما اريليوس الذي يحدق فيهم كان بعيدا عن المدفئة متلذذا بقسوة البرد.....................
وقف ذلك الرجل, بزيه العسكري الفاخر, يتجهز في غرفته الخاصة, من اجل القاء كلمة على رجاله بعد ان تسلم منصبه الجديد.
نظر في المرأة المشوشة, وهو واقف بطوله وواضعا يده اليمني على مقبض سيفه, محدقا في درعه الفاخر, وخوذته التي ترمز لرجال الفيلق الاسطوري.
تأمل نفسه قليلا, متذكرا ما اصبح عليه وكيف سار كل تلك السنوات في كفاحه نحو غايته الاسمى, الثأر لمجد المقتول, وفي خضم ذلك قلده القدر هذا المنصب.
مكانة لا ينالها الا اساطير البشر, فلم يسمى الفيلق الاسطوري بهذا الاسم اعتباطا, بل لما بذله رجاله وقادته في سبيل روما, حتى انهم اوشكوا ان يكونوا كحاية من حكايا الخيال بتفانيهم واخلاصهم وتضحياتهم, فقد كانت دمائهم الحارة خير راية حملت مع النسر العائد لزمن القيصر العظيم, كانوا بحق رجال من اصلب ما انجبت النساء.
واليوم تسلم هذا المنصب شخص ارتقى مواكب التضحية مرات عديدة, متحديا الموت وصارخا بوجه الظلم.
خرج من غرفته البسيطة واتجه نحو الساحة يتبعه جنديان يحملان دروعيهما ورمحين.
وقف في وسط الساحة وضرب بقدمه تراب الرودينا -ارض الساحة- القى التحية الرومانية بضربه على صدره بقوة بيده اليمنى ثم دفعها الى الامام.
صرخ الرجال والقوا التحية, ثم اصبحوا في حالة الاستعداد, نظر اليهم بحزم فكانت ملامحهم تبدوا لكأنهم متماثلون في الطباع, يبدون كأنهم ابناء لام واحدة تسمى روما.
...................
تكلم اسفير وهو ينظر الى تمثال الشيطان الاكبر, خلفه داركر واقف بصمت ينتظر الكلام القادم من فم سيده.
اسفير: "انهم يخيطون اخر خيوط لعنتهم, لقد احكموا نسيج خيط العنكبوت الخاص بهم, سيقع المختار في ابشع اختيار, يالتعاسته".
أنت تقرأ
فُرسانْ المَمْلَكةُ الضَائِعَة
Historical Fictionوبين ثنايا الدهر وحتى في احلك الايام, حين يكسو السواد شعر الارض والمدن, وتُغطى السماء بلون الليل الاسود الداكن, ويوشك اسياد الشر على الانتصار. حينها يرتقي ضوء الحق, وتنافس شمعة الامل رياح الشر وتتشبت بقلوب خير البشر, وتزداد شرارة كلما قست الحياة على...