فُرسانْ المَمْلَكةُ الضَائِعَة

الصمود الاخير

في ذلك المعبد الصغير القابع اسفل القلعة الحصينة, التي اتخذها فرسان النور معقلهم منذ مئات الاعوام.

بتلك الاحجار التي ترسبت عليها اغبرة الازمان السالفة, والبوابة الحديدية الصدئة التي تفتح نحو الاعلى بعد ان تجرها بكرة عليها سلاسل سميكة ويفتحها رجال اشداء.

وحول القلعة من كل الجهات قد حفر خندق عميق ومليئ بالمياه يستمد قوته من جدول يمر ببعض السهول حتى يصب في النهر.

ولها خمسة ابراج تصل بينها الجدران الغليظة, اذا ما نظرت لها من الاعلى وجدها قلعة خماسية الشكل.

هناك في الطابق الارضي, وجدت تلك الكنيسة الرومانية القديمة, التي تعود الى بدايات ايام زمن السيد المسيح.

ملئت الشموع اركانها الاربع, تحملها مشاعل على اشكال مختلفة, وتمثال السيد المسيح المصلوب المنحوت بدقة منذ زمن بعيد يكون في نهاية الغرفة امام مرأى الجميع وخلفه تقبع نافذة في الاعلى يدخلها قليلاً من ضياء الشمس, لتسقط الاشعة على رأس التمثال, وتتمرد بقاياها لتلامس ارضية المعبد القديمة, التي وجدت فيها بعض المناطق الحمراء, جراء صراعات حصلت فيها في ازمان سالفة.

وعلى جانبي الغرفة توجد صورة لفرسان يقاتلون خلف فارس يحمل جناحان ومعه فتاة ترتدي درعا مميزا, وهم يقاتلون مخلوقات تزحف من الارض خلف مخلوق بشري يرتدي درعا مهيبة ويحمل فأساً عملاقة والخراب والدمار معه اينما حل.

وكان من بين الحضور رغم قلتهم, ايرلندر وتيرينا يقفون سويا بجانبهم بيروس وسولانوس, وقد استعد ايرلندر لان يكون التالي برفقة تيرينا, ويكملا قصة عشقهم بالزواج المقدس وان يصنعا اسرة مليئة من الاطفال ويكملا الدرب حتى اخر ايام عمرهم.

وقفت كلاريس امام انجلينيوس, وهي تحدق في عينيه وترتدي فستانً ابيض لاجل ان تتلو نذرها.

وامسك انجلينيوس يدها وراح يضع حلقة الزواج في يدها ويتلو نذره.

نظرت الى عينيه وهي تحاول ان تتقبل فكرة وجودها في هذه البقعة المقدسة, وكيف تمكن من اقناعها ان تكون معه للابد, على السراء والضراء.

وامامهم وقف الراهب وهو يحمل الكتاب المقدس وراح يتلو مراسم الزواج, وحينما وصل لجملته المعهودة "ان كان احد يعارض هذه الزيجة, ليتحدث الان او ليصمت الى الابد".

_________

مضى المختار بخطوات مهيبة, ومرتدياً درعه كاملة, وقد علق فأسه خلف ظهره وقبض على يديه لكأنها يحاول ان يتمرد على تلك الروح النقية التي اوشكت ان تتلاشى وتصبح الغلبى لهذه الذات الشيطانية.

وقف في وسط ساحة الغابة الكبيرة, وهو يشيح بأنظاره نحو اعضم رجال القبائل, بمختلف اشكالهم وازيائهم.