نهاية الموسم الثاني.
هناك عاليا في قمم الجبال, حيث التلال السبعة, وفي قلبها بعيدا ترى المدينة المسماة "رافينا", عاصمة اعظم الحضارات التي بلغ حكم امبراطوريتها الشرق والغرب.
وقف ينظر اليها وهي تبدو بالغة البعد والصغر, خلفه رجلٌ واحد يبعده قليلا, تقدم نحو الرجل الصامت الذي يحدق في الافق.
كانت اجواء الشتاء الباردة تمنع جميع المخلوقات من الوصول الى هذه القمة الشديدة الانجماد, اذ لا يمكن لانسان عادي ان يتواجد في هذه البقعة القارصة البرودة والشديدة الانحدار, الا من سار مع الموت جنبا الى جنب.
عاصفة ثلجية على وشك القدوم, والهواء المليئ بذرات الثلج يملئ الاجواء وبدأ يحاول حجب الرؤية, والرجل لا زال يحدق بصمت مرتديا زيا مصنوع من جلد الذئب يغطي منطقة جسده العليا, وبنطال سميك ينتهي بفوهات صوفية من جلد الدب الابيض القطبي, وجزمة من اسمك انواع الجلود قد لفها حول قدميه بدائية الصنع.
خلف ظهره معلقاُ فأسه الكبيرة متدليا رأسها, شعره الطويل يصل حتى كتفيه بلونه القريب الكستنائي الغامق, والهواء السريع يتلاعب بخصلاته.
احكم قبضته اليمنى والغضب يتملكه, صك اسنانه وعقف حاجبيه ثم تحدث "ما الذي تريده, لم تبعتني الى هنا".
الغريب: "انت تعلم السبب, الا تريد الانتقام, لقد سلبوك اياها وغدروا به".
الرجل: "دعني وشأني, لن انتقم من احد, لا دخل لهم بذلك, هو فقط من سيدفع ثمن قتلها".
الغريب: "لم تكن يوما واحدا منهم, وانا استطيع ان اثبت لك انهم المسؤولون عن سلب حياته,وتلك المسكينة التي احبتك دون قصد, هل ستدع روحها تتألم في قبرها, الن تسفك دمائهم وتأخذ بالثأر".
الرجل: "اتركني وشأني يا أتيلا, لن اجعل حضارة كاملة تدفع الثمن لقاء افعال البعض".
اتيلا: "كل عظمائها وقادتها سفكوا الدماء بأسم الحرية والشرف, الست غاضبا من قتلهم لعائلة تلك الفتاة المسكينة, الست غاضبا لانهم سلبوك من احبتك, بل كيف تسكت على من زجوا بك في السجن ثم قتلوا والدك".
استمر الرجل صامتا, ثم ما لبث حتى استدار وسل سيفه واشار به نحو عنق اتيلا وتحدث "ما الذي تريده مني, تكلم".
اتيلا: "اني اهبك فرصة عظيمة لتأخذ بثأر كل المظلومين على وجه الارض, لتعيد النظام وتحرر البشرية من بطش حضارة قد سادها الظلام والجور, واصبحت تسير تحت لواء الجشع والسلطة لا تحت عنوان الشرف والخير, انظم للسيد العظيم "اودوكر", واطح بذلك الصبي الذي يلقب نفسه امبراطورا وهو بيد والده كالدمية يحركها حسب منظوره الجاحد".
اعاد الرجل سيفه الى مكانه وراح يفكر بعمق والغضب يتملكه, تحدث اتيلا بهدوء وهو يهمس في اذن الرجل "تقبل مصيرك, وعانق المجد, ستكون مخلص الارض من الشر الذي حكم لقرون, تقبل كونك سيد الزمان, واجعل سيفك محطم عرشهم, هناك الف قبيلة تنتظرك ان تقودها, نحو النصر, نحو المجد, نحو الغد الجديد".
أنت تقرأ
فُرسانْ المَمْلَكةُ الضَائِعَة
Historical Fictionوبين ثنايا الدهر وحتى في احلك الايام, حين يكسو السواد شعر الارض والمدن, وتُغطى السماء بلون الليل الاسود الداكن, ويوشك اسياد الشر على الانتصار. حينها يرتقي ضوء الحق, وتنافس شمعة الامل رياح الشر وتتشبت بقلوب خير البشر, وتزداد شرارة كلما قست الحياة على...