الفضول لمعرفة المستقبل هو ما يدفعنا لاقتحام المخاطر ومحاولة الاتصال بالعوالم الاخرى, املا في الهروب من واقع مرير, او شوقا لرؤية ومضات تلمع لايام ربما ستكون اجمل.
دفعت الفتاة باب غرفةٍ ثقيل وغريب الشكل, علق عليه جمجمة لحيوان الماعز الجبلي, تتبعت غريزتها لترى ما يقبع خلف الباب, وحينما دخلت اعتلتها الدهشة لما رأته من مناظر غريبة.
كانت الغرفة شبه مظلمة ولا يدخلها النور الا من نافذة صغيرة اعلى الغرفة العالية والوقت بداية الصباح, والعديد من العظام لمختلف الحيوانات معلقة بصورة متسلسلة على الجدران المقابلة لها, وحملت الجهة اليسرى رفوف طويلة وكبيرة عليها انواع غريبة من العقاقير واشلاء مجففة لنباتاتٍ وحيوانات, وفي نهاية الغرفة على الجهة اليمنى, توجد طاولة عليها كتب قديمة ومخيفة, احداها مفتوح.
تقدمت الفتاة بدهشة لتقرا محتوى الكتاب, فكانت مجرد طلاسم غريبة, امعنت النظر فتأكدت انه كتاب يعود لزمن ساحق بعيد, كانت الاصوات تهمس في اذني الفتاة تخبرها ان تنظر في الارجاء تكتشف ماهية المكان المريب, فوجدت عند احد اركان الغرفة قدر كبير يحوي سائل لزج واحمر اللون, لاشك انه دماء تحدثت في نفسها والخوف قد غلبها, تراجعت لتخرج, وعندما استدارت صدمت لترى العجوز تنظر اليها, كيف دخلت الغرفة والفتاة لم تسمع لها صوت او حركة تحذرها بقدوم احد.
العجوز: "ما الذي تفعلينه يا كلاريس في غرفتي الخاصة".
تلعثمت الفتاة المرعوبة في الاجابة وحاولت ان تنطق كلمات متناسقة: "انني, صدفة, ابحث عنك", ثم صمت وسحبت نفس عميقا وتحدثت بصورة اوضح: "لقد كنت ابحث عنك لأودعكِ ايتها الجدة".
اجابت العجوز بأبتسامة تحاول تهدئة الفتاة الخائفة: "لا تخافي يا صغيرتي, انها غرفتي الخاصة, وقبل ان تتسائلي عن غرضي بها, سأجيبك انني ساحرة وقارئة طالع, لكني استخدم كل اغراضي من اجل خير الانسانية".
كلاريس: "اسفة لم اقصد التطفل, صدقا لقد كنت ابحث عنك وقد اغواني شكل الباب فقررت دخول الغرفة".
العجوز: "لا داعي للأعتذار, لم اشأ اخباركخشية ان تفكري في اني اريد اذيتك او ان اسبب لك القلق والخوف وانت في ضيافتي".
كلاريس: "لقد حان الوقت, يجب ان اكمل طريقي بحثا عن الدواء, لن اتوقف حتى اجده".
العجوز: "بأصراركِ ستجدينه وانا متيقنة من ذلك, لم لا تجلسي قليلا بقربي لأقرء لك قليلا من مستقبلك, انني تقدمت في العمر, فأعتبريها مجرد مزحة وداع".
تبعت كلاريس العجوز وجلست امامها على بعض الوسادات وخلف العجوز حائط تفوح منه روائح غريبة لكنها جميلة, وابخرة تخرج من وعاء معلق اعلى السقف.
امسكت العجوز يد كلاريس وفتحتها, واخذت تلامس بأصابعها تشققات يد الفتاة وهي مغمضة عينيها وتبحر في صمت عميق.
أنت تقرأ
فُرسانْ المَمْلَكةُ الضَائِعَة
Historical Fictionوبين ثنايا الدهر وحتى في احلك الايام, حين يكسو السواد شعر الارض والمدن, وتُغطى السماء بلون الليل الاسود الداكن, ويوشك اسياد الشر على الانتصار. حينها يرتقي ضوء الحق, وتنافس شمعة الامل رياح الشر وتتشبت بقلوب خير البشر, وتزداد شرارة كلما قست الحياة على...