تقول الاسطورة, انه كان هناك قائدا عظيما في فيلق مهيب وصل صداه اقصى الحدود, عرف بأسم ديموخليس.
وفي احدى المعارك الطاحنة, وسط خضم القتال بعد ان تلونت الارض بالدماء واشلاء الجنود القتلى والجرحى, تخلى كبار ضابطه عنه واختاروا الهرب.
تاركيه مع ثلث الجيش الذي لم ينشق والتزم بالولاء له, فأختاروا القتال تحت رايته حتى النهاية.
ذبح الجنود وكذا قائدهم بعد ان حاصرتهم جحافل الاعداء, ولم يبقَ منهم احدا على قيد الحياة, كانت مذبحة حُنيت لها جبين الارض والسماء.
وعندما وصلت دماء القائد الى باطن الارض بعد ان تشربتها التربة, نميسس الهة الانتقام صرخت واعلنت غضبها الشديد لما حل بالقائد الشجاع من خيانة وغدر.
فسمحت لروح القائد ان تعود للأرض مرة اخرى, بزي قائد روماني اسود اللون, ودرع مخيف لا تحطمه الف ضربة, حاملا بيده سيفه المنقوش عليه رمز الهة الانتقام وشبح القائد المغدور, وبلقب عرف على مر العصور بأسم "فينجينس", وتعني الانتقام.
فكان رمزا لكل قائد مغدور ولكل فارس مذبوح غدرا, فانه حينما يغدر بفارس نبيل تعود روحه لاجل ان تنتقم ممن قتله, وبعدها يمكنه ان يرقد بسلام.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
مرة ثلاث سنوات ولم يسمع ايرلندر خبرا عن وولفينا, التي اختفت تحت ضروف غامضة, ولم يجد رفيقه الذي ملئت الدماء تلك البقعة في ذلك اليوم, وسيفه ودرعه وحصانه لا زالوا موجودين حينما وصل اليه ايرلندر في تلك الليلة.
بقي كالمجنون يبحث طوال الليل وبرفقته تيرينا وبعض اصدقائه الجدد.
استمر البحث عن صباح اليوم التالي لكن دون جدوى, فلم يجدوا اي اثرا لوولفينا او اوميروس, كل ما وجده ايرلندر اثار لبعض الدماء وفجاة اختفت دون اثر.
جثى ايرلندر على ركبتيه وخلفه تقف تيرينا, نظر نحو الدماء, واكمل يقول وقد اغرورقت عيناه بالدموع وعجزت الكلمات ان تخرج متلائمة "لقد قتلوك, غدروا الفارس".
تيرينا محاولة تخفيف اهواله "انه اوميروس, محال ان يموت, تفائل بالخير ارجوك".
ايرلندر وهو يشيح بنظره نحو الافق "لو كان برفقة سيفه ودرعه, لكنت مطمئن, مؤكد انهم باغتوه, فأعظم الجبابرة قتلوا بالغدر".
تيرينا وهي تتسائل "المصيبة الاعظم, ان وولفينا اختفت, فهي لا تعرف احدا سوانا, ربما يكونوا اختطفوها".
ايرلندر "ايتها الالهة, بحقك السماء, ما الذي اقترفناه لتعاقبينا بهذه البشاعة, الا توجد رحمة على هذا المعمورة اللعينة".
تيرينا "يا مريم النقية, ارجوك احفظي وولفينا تلك الشبيهة لكِ بصفاء قلبها وبراءة عينيها, اتضرع اليك ان تحميها".
أنت تقرأ
فُرسانْ المَمْلَكةُ الضَائِعَة
Historical Fictionوبين ثنايا الدهر وحتى في احلك الايام, حين يكسو السواد شعر الارض والمدن, وتُغطى السماء بلون الليل الاسود الداكن, ويوشك اسياد الشر على الانتصار. حينها يرتقي ضوء الحق, وتنافس شمعة الامل رياح الشر وتتشبت بقلوب خير البشر, وتزداد شرارة كلما قست الحياة على...