Part 20: الصُمودْ

9.2K 563 94
                                    

-نهاية الموسم الاول-

تحشد الجنود جميعهم وكل رجل يلامس كتفه الرجل الاخر الواقف بجانبه يحمل درعه وسيفه, وهم يحيطون العربة لمنع العدو من الوصول اليها, وبين تلك الازياء العسكرية المتناسقة والدروع متوحدة النقوش واللون صمد ذلك الغريب معهم والمطر يهطل بغزارة وصوت الرعد يدوي في اذانهم ممتزجا بأصوات الاعداء الذين يهاجموهم من كل الاتجاهات.

يلمع الرعد لينير الغابة التي كانت كئيبة وقليلة النور, ولا ترضى الامطار ان تُشعل فيها المشاعل, قاتلهم بكل شراسة والدماء تغطي وجهه وقطرات المطر تحاول ازالتها, استمر القتال وسقط العديد من رجال العدو, كانوا مرتزقة من شتى رجال القبائل, لديهم مهمة واحدة وهي قتل الرجل الذي يختبئ في العربة, يا له من حظ عاثر ان يرمي شخص يريد الوصول الى ارضه بسلام, ان يقع وسط ملحمة دموية تجري بغير عدل, فثلاثون رجلا يقاتلون ما يقارب مئة من رجال بربريين ويحملون ابشع الاسلحة وينقضون عليهم بقوة وشراسة.

شعر اوميروس بالتعب وهو يقتل فيهم الواحد تلو الاخر, سقط الرجل الذي يقاتل بجانبه والكثير منهم, تفككت الحلقة التي يحمون بها العربة وبات العدو وشيكا على وصول الرجل المقصود, رمى اوميروس درعه ارضا وركض نحو احدهم الذي كان يحاول تحطيم باب العربة للولوج اليها, تقدم نحوه وغرس السيف في ظهره وقتله, ثم استدار ليواجه رجل اخر, قاتله بسرعة ومرونة, لمح بربريا اخر يركض نحوه وهو يصرخ ويحمل فأسا حادة, قتل الرجل المواجه له ثم انقض على البربري القادم وتمكن من قتله, رمى السيف وحمل الفأس وصرخ يقاتل بسلاحهم.

تناقصت اعداد رجال العدو حتى بقي منهم ما يقارب العشرة رجال هربوا بعد ايقانهم بالهزيمة وانهم لن يتمكنوا من الوصول الى العربة, رغم ان الجنود الذين تبقوا بلغ عددهم سبعة رجال, كانوا : اوميروس والقائد وجندي تابع للرجل النبيل واربعة فرسان احدهم قد اصيب بجروح بالغة وربما لن ينجوا, اصيب اوميروس في فخذه الايسر اصابة سطحية, وفي اعلى كتفه الخلفي ايضا اصابة كادت ان تقتله الا انه تمكن من النجاة, وسيف لأحد جنود العدو مزق ردائه من جهة بطنه اليمنى, لكن اوميروس استطاع كسر السيف قبل ان يمزق جسده ويجعله ضمن الجنود المقتولين في هذه الغابة.

صرخ القائد ينادي: "ربما سيأتي المزيد, تفقدوا الجرحى علينا الاستعداد للرحيل, لا نستطيع البقاء طويلا في هذه البقعة المميتة والمليئة بالجثث".

اجابه احد الجنود وهو يحاول سحب انفاسه مرهقا من المعركة: "سيدي لم يتبقَ احدا على قيد الحياة سوانا نحن الواقفين على اقدامنا وجندي جراحه مميته".

تقدم القائد نحو الجندي الجريح المتكئ على شجرة, نظر اليه ثم تحدث: "بني هل تستطيع الصمود حتى نصل الى اقرب مخيم عسكري !".

الجندي المصاب: "اجل سيدي, سأحاول الصمود".

امر القائد بحمله الى داخل العربة, وطلب من الرجل النبيل ان يفتح الباب يخبره بأن الخطر زال, فتح الرجل الباب وبدى الذعر واضحا على ملامحه وهو يحاول تمالك نفسه لما رأته عيناه من معركة دموية مخيفة.

فُرسانْ المَمْلَكةُ الضَائِعَةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن