Part 21: أرضُ الرَمادْ

7.3K 520 76
                                    

-الموسم الثاني-


في أرضٍ ملبدة بالضباب والسماء ملونة بالرماد, صمت مخيف يسكن الاجواء, في تلك الارض المليئة بالوديان والجبال الواقعة في اقصى الشمال الشرقي, قريبا من المناطق المتجمدة.

في واديً عميق تحت جبل يختبئ, لا يتجرأ على دخوله احد, فقد عرفت تلك الارض بالضباب والحفر العميقة التي تقود الى طبقات الارض السفلى, فسماها القدماء منافذ الجحيم, وجبال العمالقة.

تجرأ شخص على دخولها, يلف حول جسده قطعة قماش بلون رمادي مشابه للضباب تلامس الارض وتجر معها التراب وتغطيه حتى رأسه, يحمل مشعل ويسير وحيدا بين تلك الاشجار الميتة والحيوانات التي تبقى منها فقط العظام, نظر يمينا ويسارا يبحث, لمح شخص اخر ينتظره من بعيد يحمل مشعلا ويرتدي زيا يشابهه بلون الارض الطينية, تبعه حتى وصله, نظر اليه ولم ينطق بكلمة.

تبع الرجل الرمادي الرجل الاخر نحو ارض تقودهم الى وادي عميق, وفي نهايته كهف مظلم, نظر الرجل ذو الرداء الطيني بعينيه المتسختين بالسواد لتحجب اغلب ملامح وجهه وبياض العين يلمع بارزا من سواد ملامح الوجه, استدار الرجل المريب واتجه نحو الظلام ليبتلعه رغم حمله المشعل الذي بالكاد ينير الطريق, تبعه الرجل الرمادي والخوف قد وصل اوج عظمته.

اصوات قطرات الماء والخفافيش وخطى اقدامهم التي تسير على ارض الكهف الحجرية كانت هي سيدة المكان, اكمل الرجل الرمادي يمضي دون تحدث والظلام يحيطه من كل مكان ولا يرُى امامه او خلفه.

وصل الرجل الذي يقود الطريق الى باب حجري سميك, على شكل دائري يسد فتحة لا يستطيع ازاحة الحجر رجل عادي, تحدث بكلمات غريبة وغير معروفة لدي اي انسان, شاهد الرجل الرمادي الحجرة الكبيرة تتدجرح نحو اليمين, وبعد ان امعن النظر وجد رجلان ضخام الجسد اشبه بالغيلان, لكنهما بشريين يرتديان فقط ما يغطي اسفل بطنهم وحتى وسط الركبة, وبشرتهم الخشنة التي اصحبت اشبه بالحجرية يستطيع اي شخص ملاحظتها.

دخل الغرفة الكبيرة ونظر نحو السقف ليجد شموعا معلقا في الارجاء ومرمية على اطراف الغرفة وهي تنير المكان بضوئها الخافت, تقدم يتبع الرجل حتى نهايتها ليجدى شخصا ثالث يتضرع جالسا على ركبتيه امام الحائط الذي يحمل نقشة غريبة.

كانت النقشة على شكل وجه بشري يمتلك قرنين كبيرتين واذنين كأذني الجن, وفي جبينه نقشة النجمة الخماسية الموضوعة داخل حلقة, وعلى يمين النقش الحجري البارز سيف معلق كبير الحجم يحمل نفس نقشة النجمة على اسفل قبضته, وعلى الجهة الاخرى درع مقوس من اسفله يحمل نقش رأس المخلوق الغريب مصنوع من الخشب السميك وحوله اطار من الفولاذ.

وامام الجدار تابوت مفتوح حمل في داخله درع كامل لجسد شخص مجهول, نقش على صدر الدرع بنفس الرمر الموجود على جبين الوجه, والخوذة كانت تحمل قرنين لحيوان القوط ومصنوعة من الفولاذ بدقة بالغة والمنطقة التي تغطي الوجه تبدو كأنها بوابة للجحيم.

فُرسانْ المَمْلَكةُ الضَائِعَةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن