Part 25: وهج الحب

8.4K 485 88
                                    

الصدف الرائعة ما هي الا قبلات القدر, يهديها لمن يرى في قلوبهم نور الصفات الفضيلة, يجمعهم تارة ويبعدهم تارة اخرى, فهو يحكم بكلمة الاله وطوع تصرفه.

احيانا نكون في مكان معين وفي لحظة معينة نلتقي اشخاص كنا نفكر بهم او نشتاق لرؤيتهم, ولو فقط تاخرنا ثانية او خطونا خطوة اسرع لربما فوتنا لقائهم, تلك هي سخرية الاقدار وتتجلى في جمالها المواقف السعيدة او التعيسة التي تجمعنا بالاخرين في لحظات غير متوقعة بتاتا.

صوب اريليوس سهمه وهو جالس على ركبته ينظر نحو الافق بعين واحدة, يسحب بيده اليسرى السهم اقصى ما يمكن, ويمسك بيده اليمنى قوس النشاب, اخذ نفس عميقا وتحدث: "لا تخف سيكون موتاً سريعا".

وفي مكان اخر من العالم نحو الشمال الغربي في مقاطعة اخرى, حيث تيرينا جالسة هي الاخرى على ركبتها وسط غابة يعتريها الهدوء ومعظم كائناتها مختبئة في مساكنها تحسبا للبرد القادم, وهي تصوب نحو هدفها وتتنفس بهدوء وعمق, وخلفها ينظر ايرلندر نحو الفريسة التي سيموت بعد ثوانٍ.

اطلق اريليوس سراح سهمهِ ليحلق افقيا بخط مستقيم مسرعا نحو هدفه, وصل رقبة الغزال الذي كان يأكل وقبل ان يلامس السهم رقبة الكائن المسكين, رفع راسه ونظر نحو اريليوس, علم ذلك الغزال انه مهما اسرع لن يفلت من الموت المحتوم, بقي متوقفا لثانية كانت كافية ان يصيب السهم هدفه ويقتل الكائن على الفور, وكذا قتلت تيرينا اول غزال لها اليوم, واول فريسة صيد.

صفق ايرلندر لها وهو يتحدث: "بعد ان اصابني اليأس من ان تصيبي شيئا, اهدتك الالهة غزالا رائعا سيكون عشائا فاخرا الليلة.

وتحدث والد اريليوس وهو يضرب بيده على كتف اريليوس مادحا: "رغم تلك السنين التي فرقتنا الا انك لا زلت تمتلك تركيز والدك وصبره في تتبع الفريسة واصطيادها, احسنت يا بني".

اتجه اريليوس نحو الغزال, وقف امامه ونظر اليه ثم انحنى واغلق عيني ذلك الغزال المتوسط العمر والجميل القوام, تحدث بصوت خفيت يقول "سامحني ايها الغزال", ثم سحب السهم من جسده وحمله نحو حصانه ليعود به الى منزل الجنرال.

وفي الغابة الاخرى حمل ايرلندر الغزال على كتفه وعاد به مع تيرينا التي بدئت دموعها بالنزوال حزنا على موت الغزال, تحدث ايرلندر محاولا تهدئتها: "انه قانون الحياة, وقد وجدت هذه الحيوانات الجميلة لناكلها نحن البشر, واذا تركتيها فستعاني بين فك الذئاب والاسود وتموت ببطئ, تمالكي نفسك فالحياة ليست عادلة".

عاد اريليوس برفقة والده ويتبعهم رجال والده نحو بيت الجنرال, تحدث الوالد وعلامات الحزن تلوح في افاق وجه: "انه لامر صعب ان اتركك مجددا, لكن لم يتبقى الا سنتان وستعود الى احضان قبيلتك".

اريليوس: "لقد تحملت كل هذه السنين لا بأس في سنتين اخريين, لقد تمكنت من التأقلم معهم قليلا واصبح لدي صديق هو بمثابة اخٍ وهبته الايام الي".

فُرسانْ المَمْلَكةُ الضَائِعَةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن