رقائق 2

لا تستهيني بنفسك

سيحاولون إقناعك بأنك "عاطلة"، "غير منتجة"، "عالة"، وسيضعون كلمة "فقط" بعد كل ما يصفونك به لأنك لا تكسبين المال ولا تساهمين بتحريك عجلة الاقتصاد..

لكن هذه رسالةٌ لكِ.. لا تستهيني بأصغر ما تقومين به..

كونك السكن لرجلٍ يرتاح من قسوة الحياة بلقائك عملٌ عظيم لا يقدر عليه إلا قليل..
تفهّمك لأولادك واستقبالك لهم بالحضن الدافئ والأذن المنصتة واليد الحانية أمورٌ لا يسع أحدٌ ملء دورك فيها..
شعوركِ بأهل بيتك وعلمك بحاجاتهم وأصحابهم ونقاط قوتهم وضعفهم وقدرتك على تقديم النصح والعون لهم هو مما لا يمكن التبخيس منه..
ملاعبتك لصغارك، تقديم الحب لهم، علمكِ بقدرك، رضاكِ بالدور الذي منحكِ الله وإبداعك في أمومتك وتنظيم يومك واستثمار وقتك كلها أعمالٌ عظيمة ودقيقة ومعقّدة لا يعوّض مكانك فيها أحد..

أذكر مشاعري الغامرة عند لقاء أمي كلما دخلت البيت عائدة من المدرسة في طفولتي، وجودها هناك، ابتسامتها لرؤيتي، سؤالها عني وطمأنينتي وأمني بلقائها وعناقها وإخبارها عن يومي كان مما لا تتسع الكلمات لوصف جماله وأثره في نفسي..

فلا تستهيني بما تبنينه في نفوس أسرتك كل يوم.. لا تستهيني بأثرك العظيم عليهم لمجرّد أنك ثابتةٌ على ثغرك، هانئة، مطمئنة وقائمةٌ بما عليكِ..

ليس مطلوباً منكِ أن تكوني المرأة الخارقة، ولا يجب أن تكلّفي نفسك ما لا تطيق لتحقيق معايير مجتمعية مستحيلةٍ أو صور هوليوودية أو أوهام انستغرام في المظهر والوظيفة والترتيب والتربية والطهو وغيرها..
يكفي أن تكوني أنتِ بكامل أنوثتك ورضاكِ وبساطتك.. بنتاً وأختاً وزوجة وأماً..
يكفي أن تكوني السكن لتلك الأسرة.. وذاك والله عملٌ عظيمٌ تغيّرين واقع الأمة منه..

تسنيم راجح