سيرة الصالحين

4 0 0
                                    

بصراحة بحس إن السَبب الأساسي عن التكاسل في العبادات هو - اللي بعمله كفاية - ماشي مع احساسك مش مع المطلوب ، مع إن لو جينا بصينا مِن  منظور تاني لنقطة العبادات دي هتكتشف إن بالنسبة للصلاة فلا تؤجر إلَّا على قدر ما عقلت منها..

يعني مُمكن تصلي 12 ركعة ، ومركّزتش غير في ركعتين، تاخد أجر الركعتين بس.. وقيس على كدا باقي صلاتك ، وباقي عباداتك.. فلو فكّرت انّك قربت.. فلازم تفهم إنّك لسه بعيد.

وإنها لرحلةٌ طويلة، وكلما ظن المرء أنه قد اقترب، جائته لحظة صادقة، أو صادمة، تكشف له أنه مازال بعيدًا،
بعيدًا جًدًا
ومن شهِد في عبادته وسعيه وإخلاصه إخلاص، فإخلاصُه يحتاج إلى إخلاص.

عشان كدا التابعين والسلف [ مش هقولك الصحابة ] اتعاملوا مع الموضوع بشكل غريب شوية، عبدوا الله بكُل طاقتهم عشان عارفين إن الدنيا أيام وهتنتهي ، والمستراح في الجنّة، ففرّغوا طاقة الجسد كلها في العبادة ، لإن لو تعبت في الدنيا وخشيت ربنا بجد ؛ هترتاح في الآخرة ، كما قال الله :

وعزتي وجلالي إذا أمنني عبدي في الدنيا أخفته يوم القيامة ، وإذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة..

على سبيل المثال بقى :

زين العابدين كان بيصلي في اليوم والليلة 1000 ركعة ، وطبعًا دا خشوعه غني عن الوصف.

سعيد بن المُسيّب فضل يصلي في الصف الأول 20 سنة ورغم كدا كان حاسس بالتقصير.. وكان بيختم القُرآن كله في القيام.

الإمام أبي حنيفة كان بيختم القُرآن كل يوم في القيام... بل كان بيصلي الصبح بوضوء العشاء 40 سنة .. لإن كان بيصلي من اول العشاء لحد الفجر.

صفوان بن سليم بعد ما مات شافوا جمجمته، لاقوا أثر السجود في الجمجمة.

ابن الباز كان بياكل اللقمة ويذكر الله ، وياكل اللقمة اللي بعدها بسرعة عشان ميشغلش نفسه بالأكل.

الإمام أحمد بن حرب كان في مرة عند الحلَّاق، فكان بيحرّك لحيته، فالحلّاق بيقوله : يا إمام اسكُن .. مش عارف احلق.
قاله ألست في عملك ؟
قال : نعم.
قاله : إذًا إتركني أنا أيضًا في عملي. ( عمله دا كان ذكر الله ).

الإمام أحمد كان لما بيكون في جمع لا يذكر الله ، كان بيحط خرقة على وجهه كي لا يشغله الناس عن الله.

ربيع بن القيس مرة واحد صديقه جه يكلمه في أمور الدنيا ، قاله قُم أكلّمك يا إمام..
رد عليه قاله .. أمسك الشمس. [ يعني في الوقت اللي هنضيع كلامنا فيه عن الدنيا .. اضمنلي ان الوقت هيتوقف .. ]

ابو بكر عياش لما جه يموت ، بنته دخلت عليه تبكي ، فقالها : يا بنيتي .. لا تبكي ، فوالله لقد ختمت القُرآن في تلك الزاوية أكثر من 20 ألف مرة..

معروف الكرخي مرة كان بيأذن ولما وصل لـ لا إله إلا الله شَعره وقف وابيضّ من الخشوع ، ولما وصل لنهاية الآذان كان على هيئة الراكع من كثرة الخشوع والبكاء.

أبو مُسلم الخولاني كان لما يجي يصلي القيام ويوصل مثلا لمُعدل 4 ساعات مُتواصلة صلاة ، فيحس بتعب ، فيضرب رجله ويقولها : أيظُّن أصحاب مُحمد أنهم سيتأثروا بهِ دوننا ! والله لأجعلّن التقصير منكِ لا منّي.

الإمام الطبري لما حضرته الوفاة كان أحد العلماء بجواره، فقال ليه مسألة في الفقه، فالإمام الطبري اكتشف انه مكتبهاش ، فقاله هاتلي بسرعة المحبرة ، قاله هتكتب دلوقت يا إمام وانت بتموت ؟
قاله نعم .. لعل دي سبب نجاتي.

نور الدين كان بيقاتل رغم مرضه الشديد..

صلاح الدين رغم مرضه كان بيخرج للجهاد، فكانوا بيقولوا ليه استريح طيب.
كان بيقولهم : إذا ركبت على متن فرسي للجهاد فلا أشعر بالتعب.

الخليل بن أحمد كان بيفكر في مسألة في الفقه وفضل ماشي في المسجد زعلان انه مش قادر يوصل لحل ليها، فاتخبط في عمود في المسجد فمات..

الإمام مُسلم مات بسبب الزعل الشديد على حديث نسى يسجله... وفضل يدور بين الورق على الحديث دا ، ومات على كدا..

محمود بن سبكتكين كانت الدمامل اتكونت في كل جسده ورغم كدا كان بيقيم الليل كله..

محمد بن سرين أنفق جميع ماله في سبيل الله واتسجن بسبب الدين عارفين بسبب ايه؟
لمجرد انه شك إن في فار دخل بس في الزيت اللي كان بيتاجر فيه.. فطلع كل الزيت ومرضاش يدخل جنية واحد بيته ..وكان بيقول وهو في وسط الفقر والجوع والسجن ( اللهم لك الحمد على شعار الصادقين ).
وهب بن منبه كان لا ينام الليل بأكمله بسبب القيام لمدة 20 سنة..

ابن الجوزي وهو بيموت كان بيبكي بشدة، فبيقولوا ليه انتَ بتبكي ليه؟ دا انت رايح لحبيبك ، قالهم : إن صحيفتي تطوى الآن ولا أدري على أي شيء تطوى
[ وطبعا ابن الجوزي غني عن التعريف ]
عبدالله بن عباس كان بيبكي في القيام لدرجة ان تحت عينه بقى زي الشراك من شدة السواد..

والله وبالله هكذا تُعلَّل النفس لتقطع المسافات.. فإذا فسدت الجماعة حولك [ كثرة الفتن ] ، فاتّبع ما كانوا عليه قبل أن يفسد الزمان[ الصحابة والتابعين ] ، واسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ .. لا كما اشتهيت..
إنما هو طعامٌ دون طعام، ولباسٌ دون لباس، إنها أيامٌ قلائل، والموعد الجنة..

رقائق 2حيث تعيش القصص. اكتشف الآن