الهزيع

3.5K 286 61
                                    

قطرات من المطر تهطل فوق رأسي في يوم بارد يميزه ضوء القمر الساطع الذي يختبئ خلف ساحبة او اثنتين.

وفي هذه الأجواء الكئيبة بالنسبة لأحدهم وليس لي ، كنت أتمشى ويداي في جيبي عائدة من منزل والدتي العمياء وأنا أكمل مسرحية أختي تلبية لوصيتها. باتت أمي لاتفرق بين صوتينا كما قالت أختي تماما وهذا ماساعدني في إخفاء أمر وفاة أختي بالنسبة لوالدتي الفاقدة لبصرها.

طفق الجو يبرد تدريجيا بينما أخرجت يداي من جيبي و اخذت اضمهما الى صدري ، وفي هذا الحين فإذ بي أسمع صوت طلقات الرصاص.
واحدة ، إثنتان ، لا إنهما ثلاث طلقات.. اوه لقد لحقت الرابعة.

صوت إطلاق النار أسمعه والرصاصات تخرج من المسدس واحدة بعد أخرى.
كان الفضول قد تغلب علي حينها ، أخذت اتوجه قبالة الصوت وأخفيت جثماني خلف الجدار وما تركت الا رأسي ليطل على الصوت.

ماهذا؟.. شاب أبيض الشعر رفقة آخر ذو اللون الاسود.. ومن هذا الرجل الذي يطلقان النار عليه؟.

بشاعة المنظر لم تحرك فيني شبرا او تزعزع بنفسيتي رجفة من الخوف او الذعر ، كنت قد اعتدت تماما على بشاعة المناظر التي كانت تتلقاها أختي بينما اراقبها بغير حول مني.

الدماء غطت المكان ، أمسيت يدي الى وجهي وتماما الى شفتي وأخذت اتحسس شفتي السفلى بينما اراقب صاحب الشعر الاسود وتلك الندبة التي تمتد من جبهته الى خده وهو يقطع جثمان الميت..
تمنيت لو لم يراني صاحب الشعر الابيض لأن المنظر قد أعجبني لوهلة.
و فور رأيته لي كان قد منحني نظرة مصدومة تصاحبها ضحكة طفيفة عجزت فهمها.

و فور رأيته لي كان قد منحني نظرة مصدومة تصاحبها ضحكة طفيفة عجزت فهمها

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

أمر ذلك الأسمر رفيقه: أمسك بها!

وفور تقدمهما لي أخذت اركض وانا اقضم شفتي لإنكشاف أمري متحسرة " تبا ".

لاقيت ركنا منزوي وانا اهرب من ذلك الثنائي فلجأت للإختباء به خلف حاوية قمامة.
كنت قد تحملت بشاعة تلك الرائحة لنية عدم انكشاف أمري ، وبالفعل كان صاحب الشعر الاسود قد أضاع ضلي الذي كان يعتمده للبحث عني وسط ذلك الليل صاحب اللون الاسود القاتم.

كاد أمري ليكشف لوهلة فور إقتراب صاحب الشعر الابيض لمكان اختبائي ، ولاكن حدسه قد غطى عليه نظرية كوني قرابته فابتعد عني لأتنهد وانهض من مكاني بعد تحققي من ابتعادهما عني.

ارجعت يدي الى جيبي و اخذت اخطو خطوات بطيئة عائدة لمنزلي ، لاكن في طريقي وعلى جدار أحد الشوارع وجدت ورقة مضمونها حول الشخص الذي التقيت به لتوي.

ارجعت يدي الى جيبي و اخذت اخطو خطوات بطيئة عائدة لمنزلي ، لاكن في طريقي وعلى جدار أحد الشوارع وجدت ورقة مضمونها حول الشخص الذي التقيت به لتوي

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

_ مطلوب؟... أوايس هذا عينه الذي رأيته لتوي؟
كان أول شيئ تسائلت به مع نفسي فور رؤية الورقة.

أمسكت الورقة ونزعتها من الحائط لأدخلها بجيبي وهممت راكضة وعائدة الى منزلي.
وياللحظ.. والدي كالعادة ..

_ اوه انظري مالنا هنا!... انهينا أمر واحدة فأتتنا اختها بعين سلوكاتها!
تنهدت من أبي وانحيت ودافعت عن نفسي بالحجة: اسفه أبي لقد كنت عند صديقتي لأنني قد اعطيتها واجبها المنزلي!..
تنهد أبي وتغاضى عن تصرفي هذه المرة فقط ، اسرعت لغرفتي فأغلقت الباب ونزعت سترتي وارتميت الى سريري بينما اراقب تلك الورقة التي أحملها بين يدي.
_ من عساه يكون؟..

جُثـة | Corpseحيث تعيش القصص. اكتشف الآن