خروج الروح

2.8K 255 48
                                    

لهثة وراء الأخرى...
كانت هذه حالة آندا التي كانت تتكأ على أحد الجدران بعدما تأكدت من عدم اللحاق بها تارة أخرى.

_ رباه ، لم أخل يوما أن أمري سيكشف.. مالذي علي فعله الأن!.

انهت ذات الشعر الازرق تحسرها وأخذت ترجع أدراجها الى منزلها ظنا منها أنها ستفر من العقاب بتسللها عبر النافذة الى غرفتها.

وما إن وضعت قدمها على أرضية الغرفة بعدما دخلت اليها عبر النافذة فإذ تجد والدها يحمل عصا كبيرة الحجم ويضرب بها يده الأخرى ، وخلفه زوجته الخنساء تضم يديها الى صدرها وتبتسم بخبث مصاحبة تلك النظرات الحادة الشريرة.

همست آندا "سحقا.." ، وهاهي ذا تقف قبالتهما.

اخذ والدها يصرخ "عمل جيد .. احسنت!"
واضاف " وانا خلتك مختلفة عن أختك ماإن اجدك بعين تصرفاتها!!.. لو لم تخبرني زوجتي عن افعالك الشنيعة لم أكن لأعرف شيئا صحيح؟! ، بالطبع جعلتني أنام على اذني يالك من ماكرة ".

صرت آندا على اسنانها فورما عرفت أن زوجة والدها كانت خلف كل هذا ، لم أتفاجئ حتى... تلك الخنساء!!

تقدم الاب الى آندا وأخذ يضربها بالعصا كما كان يفعل لأختها بينما تلك الشيطانة تراقبه بابتسامة منها.

مرت نصف ساعة ، وكنت ممددة على أرضية غرفتي وكلي آثار ضرب وندبات بعد الكثير من الضرب والركل الذي تلقيته من والدي... أي أب هذا..؟

ومع كل هذا ، لم أشعر بالالم قط ، لم أشعر بالخوف او الرجفة التي كنت أشعر بها فور رؤية الضرب الذي كانت تتعرض له أختي.. أعتقد ان مصيري سيكون مشابها لمصير أختي ، الموت ليس مؤلما بقدر ألم الحياة... واثقة من هذا.

تسللت اشعة الشمس الى عيني فور طلوعها لأفتحهما واجد نفسي مستليقية على ارضية غرفتي.. يبدو أنني عجزت عن التحرك ليلة أمس.
حاولت النهوض وكنت قد واجهت صعوبة في هذا ، وكأن عظامي قد تكسرت و أمعائي قد تمزقت ، لم أجد حلا إلا النهوض وتجاهل هذا الالم الذي راودني منذ البارحة فهو ليس بالشيئ الجديد.

قررت وفي هذا الصباح أن ازور أمي ولأول مرة ، فزياراتي لها كانت معظمها ليلا.
تقدمت الى مرآتي واخذت اغطي الكدمات التي على وجهي ويدي بقليل من المكياج ، ارتديت ملابسي وهممت خارجة من غرفتي لأقابل الشيطانة تحدق بي والابتسامة لا تفارق وجهها.
_ الى اين سينيوريتا؟
_ أعتقد أن سكوتك سيكون انجاز عظيم ، والاعظم منه هو عدم تدخلك في مالا يعنيك لكي لا تسمعي كلاما لا يرضيك.
_ اوه اعتقد ان لسان احدهم قد طال ، الم تؤدبك ليلة البارحة؟
تقدمت لها واضفت: كلا ، لاكن ستأتي ليلتك أنت فلا تعتزي.
واخذت اتقدم الى باب المنزل لأخرج منه تاركة إياها في حالة غضب تستشيط منه.

جُثـة | Corpseحيث تعيش القصص. اكتشف الآن