من كان يخال أنني سأخبر أمي بالحقيقة في وضع كهذا؟.. ولاسيما غرابة ردة فعل والدتي ، كانت سعيدة....نوعا ما.
بعد نصف ساعة من نقل والدتي الى أحد الغرف ، خرج طبيب منها وتوجه الي أين كنت جالسة في أحد مقاعد الانتظار.
وعمق تفكيري الذي فصلني عن الواقع جعلني لا ألاحظ جثمان الطبيب الواقف أمامي ، وما ايقضني هو صوته الخشن "سيدتي.."
نهضت مسرعة من المقعد وقابلته متلهفة لمعرفة وضع أمي ، وما ان بادرته" امي امي ، كيف هي؟؟" فإذ بي ارى تلك ردة الفعل التي اكرهها..انزال رأسه
وما ان اصمتتني الصدمة ، بادرني الطبيب .
_ فلترقد روحها في سلام ، لم نستطع انقاذها فهي مصابة بأحد الامراض الذي يصعب التخلص منه..رفعت عيني من البلاط ووجهتهما الى الطبيب لأسئله : مرض؟
_ اجل.. المرض الخبيث.
_ مالذي تقصده؟ ، هل أمي مصابة بالسرطان؟
_ بالضبط ، الم تخبرك؟..كانت الصدمات ثقيلة جدا على كاهلي ، انهرت وفقدت وعيي وما ان فتحت عيني مرة أخرى لأجد نفسي مستلقية في احدى الغرف وامامي ممرضة تقف قبالتي.
نسيت ماحدث لوهلة و ما ان استذكرته لأشد على شعري و اطفق متحسرة: ليتني لم انهض قط..
فهرعت لي الممرضة وهدأتني لتبادرني قبل رحيلها بلحظات " سلامة رأسك.." ، كم أكره هذه العبارة.ارتديت ملابسي بسرعة وكلي شك حول موت والدتي ، هي لم تمت بالمرض انا متأكدة من هذا!.
هرعت الى منزلها واخذت ابحث عن أي دليل قد يفك هذا اللغز ويمحي تساؤل تلك الرغوة.
ساعات من البحث قد تواصلت مني لدرجة جعلي ابحث كالمجنونة ، وما ان تأكدت ان مامن شيئ قد يساعدني لأخرج من المنزل وآرتمي الى رقاق أحد الشوارع المنزوية عن المدينة فأفرغ كل مابجوفي بالبكاء وانا في حالة لايحسد عليها.
كان المطر قد طفق الهطول ، لاكنني كنت جالسة في ارضية الشارع واراقب السماء الرمادية والدموع قد تغلبت علي ، وما ان اغلقت عيني لأحس بتوقف هطول قطرات المطر فوق رأسي.
فتحت عيني لأجد امرأة طويلة معتبرة الحجم ذات شعر أحمر وملامح حادة تقف قبالتي وتحميني من المطر بمضلتها.
التزمت الصمت وانا اراقب هيئتها سرعانما انحنت لمستواي وقالت: مابك يافتاة تبدين في وضع مزري..
_ وكيف لا أكون؟
فهمت المرأة أن وضعي صعب ، فأخذت تمسح على شعري وتجبرني على البوح لها بكل مابداخلي ، ولأن جوفي ضعيف لايقوى على التحمل كنت قد اخبرتها بكل شيئ.. حول معاناتي مع والدي وزوجته وحول موت اختي وتمثيل المسرحيات الكاذبة لوالدتي التي ماتت لتوها.كانت المرأة لطيفة على الرغم من ملامحها الحادة التي تبدي عكس ذلك ، هدئت من روعي وختمت كلامها:
_ اتريدين القوة؟
_ القوة؟..
_ سأمنحك القوة.
_ كيف ذلك ؟... انا مجرد مخلوق ضعيف لاحول ولا قوة له
_ أراهن على أن هناك قوة ما تخفيها بداخلك ، سأخلق منك فتاة لاتقهر ، انضمي إلي..
_ أمتأكدة من هذا القرار؟..
_ اجل.. انضمي الى عصابتي.
_رائع لك عصابة ايضا؟
_ اجل ، عصابة { نومين }
أنت تقرأ
جُثـة | Corpse
Actionعِـندمَا يَـشـهَد الـعَـصرُ عِصـابة نِـساء قـويّات لـا يـَخضَعن لِـقوَانيـن الرّجـال ، فَـكَيف سَـتندلِـع الحَـربُ عِـندَما يتـورّطن معَ عِصـابةٍ مِـن الجِـنس الآخَـر؟ "مَعـركة القُـوّة ضِـدّ الذّكـاء"