حضن دافئ

2.1K 211 87
                                    

الصدمة والذعر
كانت هذه هي حالة آندا وهي ترا فوهة المسدس تشير الى جمجمتها.
تقوس حاجب آندا وظهرت نظرة لا تخلو من الحزن والخيبة الى  مسدس إيزانا.

_ "لقد ربحتني.. لم اتوقعها ، أهنئك" قالت بنبرة وهي تكاد تكبح حالتها.

رفعت ذات الشعر الازرق الحريري بصرها لتنظر الى المشير بمسدسه إليها.

اندهشت آندا عندما رأت حالة ايزانا.. كان وضعه غريبا جدا كدت اعجز على فهمه..

نظرة خالية من المشاعر.. وكأنه ضائع ، روحه ناقصة لاتبث فيه اي ذرة حياة.
بينما كان شكله حزينا.. حزينا بشكل غريب.

لاحظت تلك الرجفة بيده التي تحمل المسدس ريثما لو كان أحد آخر في مكاني لما لاحظها ، لاحظت خوفه ، قلقه ، ذعره..
كان قد اعتدى على اخفاء حالته بينما الجميع لا يتكبد عناء التساؤل عنه ، لاكن حالته قد فضحته لي.. شكت لي أن صاحبها ليس بخير ، طلبت مني التميز بين الجميع وفعل شيئ ما.. لاكنني لم اتعرف على هذا الشيئ بعد.

التزمت الصمت ، واخذت اخطو خطوات بطيئة الى ايزانا بينما كان الصمت سيد المكان غير صوت حذاء كعبي الذي يطلق طبلته على أرضية المكان.

اخيرا ، وصلت الى ايزانا بحيث كانت حالته المثيرة للريبة بادية أكثر.
امسكت تلك اليد التي ترجف وتحمل المسدس ، اشعرتها بدفئ ملمس يدي بحيث كانت ملامح ايزانا ممزوجة بين القلق والدهشة ، ولاكنني حملتها ووضعت المسدس الى جبهتي ويدي لازالت تمسك يده.
_ اهذا ما تريده؟.. اسفة خلت أنك تستمتع بمعركتنا ، ظننت أنها مميزة ولاكنها ليست بهذا الشيئ ، صحيح؟

بدأ ايزانا يحرك رأسه يمينا ويسارا وكأنه يقول "لا"
همست:" مالذي تقصده؟.."
صمت ايزانا تارة اخرى واضاف بتردد:
_ لن..لن اقتلك..
اندهشت منه سرعانما رمى مسدسه بقوة جعلت اصنافه تتكسر.

كان ايزانا قد قاطع دهشتي ، لم يترك لي مهلة الاندهاش حتى سرعانما سحبني الى حضنه بقوة كادت تمزقني.

دهشتي تحولت الى صدمة ، عناقه كان كعناق الطفل الصغير الذي عانق أمه بعدما وجدها اثر ضياعه.

فضلت السكوت بينما مشاعري كانت قد اختلطت بالفعل.. دهشة  ، حيرة ، خجل ، قلق.. والكثير والكثير.






وبينما هذا ، كانت الفتيات لازلن في حربهن مع باقي عصابة ايزانا.

_ مابالهم لا يستسلمون!! تحسرت آيرن.
_ إنهم اقوياء.. كما خلت تماما. سرحت ليليان سرعانما استدارت الى ايمي التي تصوب من بعيد وصرخت: "ايمي! ، أمامن خطة ما؟"
فاجابتها الذكية ايمي:
_ ليس بعد.. عقلي مشوش!!

وبينما الفتيات يصوبن ويفكرن في خطة ما ، كانت آيرن تراقب عصابة ايزانا الذي بدى حالهم وكأنهم يتشاجرون على شيئ ما.

صرخ سانزو على كاكوتشو: أين الزعيم بحقك!!
كاكوتشو: لا...اعلم.
سانزو: مالذي تقصده بلا أعلم؟ ، اتستوعبون وضعنا!
صرخ كاكوتشو هو الآخر: مالذي علي فعله؟؟ اخبرني انه سيأتي حالا!
سانزو: يأتي؟ ، أتمزح معي ؟؟ ، لقد حوصرنا حوصرنا ، لا اظن انكم تفهمون وضعنا حقا!
كاكوتشو: سانزو! ، الزم مكانا وصوب بصمت!
سانزو: حقا؟ ، لن افعل اذا ! وسأبحث عن ايزانا!
كاكوتشو: مهلا ماذ-

كان سانزو قد شرع الركض باحثا عن زعيمه بحيث قد عجز كاكوتشو عن ايقافه ، لاحظت آيرن انهم بدأوا ينسلون من المكان وأول ماخطر ببالها هو صديقتها آندا ، فهمست:
_ ماذا لو وجدو آندا!! ، ياويلتي ، علي مساعدتها!

استدارت آيرن لليليان ولاكنها وجدتها غارقة في التفكير عن خطة بحيث حاولت التكلم معها ولاكنها عجزت سمعها بسبب صوت الرصاص ذو العيار الخامس صاحب الصوت العالي.

فقررت آيرن المغامرة والذهاب وحدها
كانت صديقتها آندا هي كل ماتفكر فيه لذا بات اقناعها بالتوقف ليس بالشيئ السهل.

خرجت آيرن بصعوبة من الغرفة ، اتبعت الرواق الى ان وصلت الى الغرفة ذات الرقم "23".
وقبل ان تدخلها ، سمعت صوت خطوات قادمة باتجاهها ففضلت الارتماء الى ركن والاختباء فيه.
لاحظت آيرن قدوم شخص صاحب الشعر الوردي وهو يرتدي ملابس باهضة الثمن ويحمل مسدسا في يمين يده ، كان نفسه الذي تشاجر مع صاحب الندبة.

عرفت ذات الشعر الاصفر أن هاذ الرجل فرد في عصابة تينجيكو ، فارتعبت أكثر لكونه مسلحا وهو يكاد يدخل على مكان تواجد صديقتها ففضلت التكفل بأمره لحماية صديقتها ، اذ بدأت تتسلل وراءه ورفعت رجلها تضرب يده بكعبها ليرمي المسدس بعيدا وهو يتألم
_ اللعنة!. كان هذا ما تفوه به سانزو.

وقبل ان يستدر ، اقتربت آيرن بسرعة البرق خلف سانزو وامسكت يديه لتضعهما خلف ظهره بينما لازالت واقفة وراءه.

_ من تكونين ايتها الفأرة!!
_ مالذي تفعله هنا!؟
_ وما شأنك!!
_ هاه ؟.. ألن تخبرني؟ قالت وهي تشد على يديه خلف ظهره لتجعله يتألم اكثر

_ الزعيم في الداخل! هل ارتحتي الآن؟
انصدمت آيرن مما سمعت.
_ ف..في الداخل؟
ادار سانزو رأسه يمينا ليجد آيرن جامدة ونظرات الصدمة لا تغادر وجهها فاستغرب منها فورما تركت يده وتوجهت الى الغرفة لتفتح بابها.

اتبعها هو الآخر سرعانما انصدم الاثنان من المنظر الذي يشاهدانه ، وخصوصا سانزو.. زعيمه الذي يعانق فتاة.

كانت نظرة سانزو هي عينها نظرة آيرن ، نظرة دهشة وهما واقفان قرب بعضهما ينظران لإيزانا وآندا تارة وينظران لبعضهما تارة أخرى.

لاحظت آيرن احمرار وجه آندا التي تنظر اليها ففهمت انه من بادرها العناق ، فأخذت تصرخ:
_ هيي انت!!! ، مالذي تفعله لصديقتي!!

سانزو: اجل معها حق مالذي تفعله!

جُثـة | Corpseحيث تعيش القصص. اكتشف الآن