مضى يومان عصيبان على الجميع فقد أخبر زين والدته بأمر رفضه لحبيبة بعد أن مهد لها الأمر، واستمر بمحاولة إرضائها بعد أن غضبت منه في حين كانت حور ووالديها يحاولان مع مصطفى كي يطلقها بهدوء دون إثارة مشاكل.
باتت حور ليلتها تلك وهو يطوقها بذراعيه رغمًا عنها مثل كل يوم وقد ازداد وهنها وألمها، وباتت حالتها النفسية سيئة للغاية. قبيل الفجر استيقظت على ألم شديد أسفل بطنها وظهرها حتى استيقظ مصطفى على أصوات تأوهاتها. وجدها تبكي من الألم وهي تمسك ببطنها، فقال بذعر: حور ... ما بكِ؟ ... ما الذي يؤلمكِ؟
ردت حور بألم وبكاء: بطني يؤلمني.
انتفض مصطفى وأشعل الضوء قائلًا بأنه سيأخذها إلى المستشفى، وأخرج لها عباءة وحجاب كي يساعدها على ارتدائها بعجل في حين استيقظت والدتها وأتت لتطمئن عليها بعد أن سمعت صوت بكائها يزداد حدة.
أبعد مصطفى الغطاء عن حور كي يساعدها بارتداء ملابسها وتفاجأ برؤية بقعة دماء أسفلها. شعرت حور بالذعر، وعلا صوت والدتها التي تطرق الباب وتنادي حور بقلق. لم يعد يدري مصطفى ماذا عليه أن يفعل، فتقدم وفتح الباب لوالدتها التي هرعت إليها وصدمت برؤية كل تلك الدماء، وسألتها قائلة: ما هذا يا ابنتي؟
هزت حور رأسها ببكاء قائلة: لا أدري ... لا أدري.
لم تعقب والدتها وشرعت بوضع العباءة والحجاب عليها، ونظرت لمصطفى بحدة قائلة: هيا ساعدني لنأخذها إلى المستشفى بسرعة.
حملها مصطفى بين ذراعيه متوجهًا بها إلى الخارج حتى وضعها في سيارته وقبل جبينها قائلًا: لا تخافي ... ستكونين بخير.
وضعت حور رأسها على كتف أمها التي جلست بجانبها في المقعد الخلفي تحاول كتم ألمها حتى وصلوا إلى المستشفى، وشرع مصطفى ينادي كي يسرعوا بإحضار سرير متنقل. خرج شخصين بسرعة، فحمل مصطفى حور ووضعها على السرير المتنقل ليسارع الأطباء والممرضات في فحصها.
جلست والدتها على الكرسي تبكي بقلق في حين كان مصطفى يمشي في الممر أمام غرفة الطوارئ ذهابًا وإيابًا بتوتر وقلق، وما هي إلا دقائق حتى دخل والدها مهرولًا يسألها ماذا أصاب حور فقد كان نائمًا واستيقظ عندما سمع الجلبة عند خروجهم، ولم يسعفه الوقت للحاق بهم.
جلس بجانب زوجته بانتظار ما سيقوله الأطباء وبعد قليل من الوقت خرج الطبيب يخبرهم بأنها تعرضت للإجهاض وسيتم إدخالها لغرفة العمليات الآن. في الوقت الذي كان فيه والدي حور يسألان الطبيب عن حالتها كي يطمئنا عليها كانت الصدمة قد ألجمت مصطفى، ولم تسمح له أن ينبس ببنت شفة. الطفل الذي كان ينتظره من حور فقده قبل أن يعلم بوجوده حتى. لو علم بأنها حامل لفعل المستحيل كي يهتم بها أكثر وفي الوقت ذاته لجعله بطاقة ضغط عليها كي تعود إليه. كثير من الأفكار تواترت داخل عقله إلا معاناة حور وحالتها النفسية الآن التي هو السبب الأساسي بها.
أنت تقرأ
عمرُ روحي
Romanceلا تسألني كم عمري ... اسألني كم عمر روحي. لماذا دائمًا ترتبط فرص زواج الفتاة عكسيًا بالعمر؟! ... كلما زاد عمرها قلت فرصها؟ ... ماذا لو لم يكن الأمر مقتصرًا على عمرها وحسب؟ كم ستنخفض نسبة هذه الفرص الضئيلة في مجتمعاتنا؟ ... هل الزواج هو طوق النجاة له...