سعيدة بمتابعتكم للرواية ولا تنسوا تصويت وتعليق لأعرف رأيكم بالرواية
دخل غرفة النوم وجدها تقف أمام المرآة تسرح شعرها وتنثر عطرها، فاقترب وعانقها من الخلف دافنًا رأسه في عنقها يسحب عبيرها إلى رئتيه، فابتسمت ووضعت يديها على ذراعيه اللتين تطوقان خصرها وتساءلت قائلة:
- هل ذهب الجميع للنوم؟
- أجل، كان يومًا مرهقًا، ولكنه جميل.
- يزيد يكاد يطير من الفرحة بطفليه خاصة "زهراء" ... كم هو سعيد بإنجاب فتاة! ... أشعر بأنه سيحبها أكثر من أخوتها الثلاثة.
- بالطبع ستكون مدللة أبيها.
- مضت حفلة أسبوع التوأمين على خير وها نحن ننتظر ليان ... إنها متعبة ... أرجو الله أن تكون ولادتها يسيرة.
- يا رب.
جذبها زين لتستدير نحوه واحتضن وجهها بكفيه قائلًا بحب وحنان:
- أخبريني كيف تشعرين الآن بعد العملية؟
- أخبرني أنت كيف تراني الآن؟
- أراكِ جميلة كالعادة مثل أول يوم رأيتك فيه يا حوري.
- وأنا أرى نفسي جميلة بسببك وإن كان الناس من حولي دائمًا ما يزرعون بي انعدام الثقة، والحسرة، والألم إلا أنني الآن أفضل بكثير. حبك لي ونظرة الإعجاب والتقدير التي تعكسها عينيك هي أثمن من كل شيء. لا أنكر بأن عملية التجميل غيرت الكثير بداخلي، وعززت ثقتي بنفسي، ونحت ذلك الانكسار والخوف الذي بداخلي، ولكن حبك هو العامل الأساسي. حبك هو الذي غيرني من الداخل يا زين. بعد أن كنت أشعر بأن روحي باتت عجوزًا طاعنة في السن ولا مكان للحب والمرح فيها، ومحرومة من أبسط حقوقها في الحياة أتيت أنت وغيرت كل شيء. نفضت الغبار عن روحي وأعدت لها شبابها وحتى طفولتها المسلوبة. أنت من أعاد لي عمر روحي الحقيقي يا زين، لذا لو قدمت لك روحي وعمري فهو قليل عليك.
ابتسم زين بتأثر وضمها لصدره بقوة قائلًا: أنتِ هي روحي وعمري وحياتي بأكملها يا حور ... أنا الذي كنت تائهًا مجروحًا من دونك ... أنتِ التي غيرتِ حياتي للأجمل بعد دخولك إليها ... جعلتني أعيش السعادة وأتذوق معنى الحب الحقيقي ... أعشقك يا حوري.
................................................
في غرفة يزيد وحنان كانت ترضع طفلها زياد بعد أن انتهت من إرضاع توأمه زهراء والتي كان يزيد يحملها بين ذراعيه يتأملها بحب وابتسامة مبهجة وهي تغفو بين يديه.
ابتسمت حنان قائلة: أخشى أن تفرق بينها وبين أخوتها يا يزيد ... بالله عليك لا تدللها وتفسد طباعها.
رمقها باستهجان قائلًا: لا زالت طفلة يا حنان.
أمالت حنان رأسها وقالت بغيظ: أتحدث عن المستقبل ... لأنني أرى جيدًا ما سيحدث من شجارات بينهم وأنت ستنحاز لصفها حتى لو كانت مخطئة وهذا ما لن أسمح به أبدًا.
أنت تقرأ
عمرُ روحي
Romanceلا تسألني كم عمري ... اسألني كم عمر روحي. لماذا دائمًا ترتبط فرص زواج الفتاة عكسيًا بالعمر؟! ... كلما زاد عمرها قلت فرصها؟ ... ماذا لو لم يكن الأمر مقتصرًا على عمرها وحسب؟ كم ستنخفض نسبة هذه الفرص الضئيلة في مجتمعاتنا؟ ... هل الزواج هو طوق النجاة له...