الفصل 34 (الكلب الأسود)

460 14 8
                                    

لا تنسوا التصويت وترك تعليق برأيكم وتوقعاتكم وأسئلتكم


ما بين لعب ومرح ومتعة وحماس انقضت النزهة الطويلة وعادوا في وقتِ متأخر مرهقين متعبين. حمل كل من يزيد وزيد الطفلين النائمين من شدة التعب بعد أن أمضيا اليوم في اللعب وتوجها إلى بيت يزيد. كانت حنان قد قبلت بالذهاب كي لا تزيد توتر علاقتها بيزيد؛ فبعد ما قالته له عن الشقة وتمسكهم بهذا المبنى كان لا يزال يقاطعها ولا يتحدث معها إلا للضرورة القصوى فيما يخص الطفلين بكل جمود وتجهم. أرادت أن تكون هذه النزهة فرصة للتقرب منه لعله يسامحها وينسى ما تفوهت به إثر انفعالها.

دخلت ليان إلى الشقة لتجد آمال بانتظارها. ابتسمت ليان وألقت التحية ثم توجهت إلى غرفتها وإذا بآمال تتبعها وتوقفها قائلة: سمعت بأنكِ كنت تتنزهين مع أبناء خالي.

نبرة صوتها المليئة بالحنق والتهكم أثارت استغراب ليان التي التفتت نحوها قائلة: وزوجاتهم ... كنت مع حور وحنان بمعنى أدق.

همت ليان بإكمال طريقها نحو غرفتها، فهتفت آمال بحنق: لماذا لم تخبريني؟ ألا يجب أن أذهب معكم أيضًا؟

استغربت ليان هجومها هذا وأدركت بأنها تشعر بالغيرة والغضب، فنظرت لها قائلة: أنتِ لم تكوني هنا ... لقد خرجتِ منذ الصباح ... عدا عن هذا لست مخولة بإخباركِ أو دعوتكِ لشيء كهذا فأنا محض ضيفة أيضًا ... اسألي أبناء خالك فهم من رتبوا للأمر وليس أنا.

أردفت آمال بسرعة متسائلة: من قام بدعوتك؟

أخذت ليان نفسًا عميقًا وأجابت قائلة: حور ... هل تريدين شيئًا آخر؟

ضمت آمال شفتيها بحنق وتوجهت إلى غرفتها وصفعت الباب خلفها بقوة، فنظرت ليان لباب بتعجب وقد رفعت حاجبيها، ثم تجاهلت ما حدث ودخلت إلى غرفتها هي الأخرى.

.................................................

انتهيا من تأدية صلاة العشاء بعد أن اغتسلا وبدلا ثيابهما، ثم توجها إلى سريرهما ينشدان النوم. وضعت رأسها على صدره بينما كان هو يمرر أنامله بين خصلات شعرها الناعمة قائلًا: يبدو بأن حبيبتي تعبت اليوم؟

ابتسمت حور وقالت بصوت يغشاه الإرهاق:

- أجل، لكن الأمر كان ممتعًا خاصة لأننا فزنا.

- بالطبع سنفوز فأنا معكِ.

- لم أكن أعلم بأنك ماهر بالتصويب ... كنت تتحرك كما لو كنت مدربًا على ذلك.

- لقد خدمت بالجيش ولدي بعض المهارات.

- آه صحيح ... لديكم خدمة إلزامية هنا.

- وأنتِ أيضًا جيدة في التصويب وإمساك السلاح.

- كنت أرى ذلك منذ ولادتي، فأين العجب في ذلك؟!

عمرُ روحيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن