لا تنسوا التصويت فضلًا بالضغط على ⭐🙏
إنه اليوم الأول في هذا المطعم الصغير الذي تدور فيه كالفراشة من شدة سعادتها به رغم بساطته ورغم التعب الذي لاقته في الأيام الماضية لتجهزه. كان الإقبال جيدًا للغاية؛ فقد ساعدها هو بنشر الخبر بين الأهالي في البلدة كي يأتوا ويجربوا الطعام في المطعم الجديد. تشعر بالامتنان الشديد له وخاصة والدتها التي أحبت لطفه وطيبته لأنه يساعدهم رغم أنهم غرباء لا يعرفهم، ولكنها علمت بأن هذه عادته؛ فهو لا يتردد في مساعدة أحد أيًا كان.
أثناء عملها في تقديم الطعام للزبائن دخل حازم وجلس إلى إحدى الطاولات الموجودة، لتسارع إليه رنا بابتسامتها الجميلة مرحبة به، فسألها عن العمل والإقبال، لتجيبه بسعادة: الحمد لله ... الوضع ممتاز وأرجو أن يستمر على هذا الحال.
ابتسم حازم قائلًا: الحمد لله ... على أي حال أتيت لأجرب حظي ... حينها سنعلم إن كان الزبائن سيحبون الطعام هنا أم أنهم لن يعودوا.
ضحكت رنا قائلة: أراهنك بأنك ستتناول الطعام هنا كل يوم.
أعطته قائمة الطعام ليختار منها وبعد أن أخبرها بطلبه توجهت إلى المطبخ الصغير الذي يفصله عن مكان تقديم الطعام طاولة رخامية عليها بعض السلطات والمقبلات، وقسم بسيط منها فارغ لتضع عليه الأطباق والوجبات الجاهزة وهناك طاولة صغيرة على الجانب الآخر عليها حاسوب محمول خصصتها كمكان دفع الحساب تستلمه أختها الأصغر "سما" التي في المرحلة الإعدادية وتجلس بجانبها الصغيرة "لانا" التي في المرحلة الابتدائية تلهو بالهاتف.
لاحظت الأم نظرات حازم لرنا، فابتسمت واقتربت من رنا التي تعد الوجبة بتركيز: هذا الضابط المدعو حازم يبدو محترمًا وطيبًا.
ردت رنا بتلقائية: أجل، يبدو كذلك.
أردفت الأم بابتسامة ماكرة: إنه وسيم وذو وظيفة جيدة أيضًا.
عند هذه الجملة نظرت رنا لأمها ورمقتها بنظرات تخبرها بأنها قد فهمت ما ترمي إليه، لتقول: أمي! دعينا نعمل الآن ... الزبائن ينتظرون.
لا تنكر بأنها معجبة بشخصيته وشهامته التي نادرًا ما تراها في الرجال هذه الأيام؛ فكل من قابلتهم كانوا أوغادًا يطمعون بجسدها أما هو فلا، وهي خير من يميز نظرات الرغبة من الإعجاب وتشك بأنه بات يحمل مشاعر الإعجاب تجاهها، لكن ليس بوسعها أن تسمح للأمر بأن يتطور أكثر؛ فهي ليست قادرة على الارتباط بأحد عقب ما أصابها ولا تريد أن تخدعه وتكذب عليه.
..................................
جلست أمام طاولة الزينة تجفف شعرها بعد أن اغتسلت وبدلت ملابسها لمنامة مريحة دافئة وإذا به يخرج من غرفة الملابس بكامل أناقته، ولكن ليس بحلته الرسمية، لتتساءل قائلة وهي تنظر لانعكاسه في المرآة: زين! هل ستخرج أم ماذا؟
أنت تقرأ
عمرُ روحي
Romanceلا تسألني كم عمري ... اسألني كم عمر روحي. لماذا دائمًا ترتبط فرص زواج الفتاة عكسيًا بالعمر؟! ... كلما زاد عمرها قلت فرصها؟ ... ماذا لو لم يكن الأمر مقتصرًا على عمرها وحسب؟ كم ستنخفض نسبة هذه الفرص الضئيلة في مجتمعاتنا؟ ... هل الزواج هو طوق النجاة له...