لا تنسوا التصويت فضلًا
تجلس في السيارة بجانبه بأمر من والدته متوجهين إلى الفندق لحضور حفل الزفاف. لم يكن يعلم بأنها دعتها إلى حفل زفاف أخيه وفوق هذا أمرته بأن يحضرها معه، ولكن ما يشعرها بالحرج والخجل هو المفاجأة التي ارتسمت على وجهه عندما هاتفته أمه قبيل مغادرته وقد لمست استنكاره وانزعاجه من الأمر برمته. حاولت التملص من الأمر والاعتذار عن الحضور، فقال بأن أمه ستغضب منه إن لم يحضرها برفقته، فهاتفتها أمامه وحاولت الاعتذار منها بحجة أنه لا يوجد هناك وقت فما أن تعود للمنزل وتبدل ثيابها ومن ثم تتوجه إلى الفندق سيكون الوقت متأخرًا للغاية. إجابة أم يزيد لم تكن متوقعة فقد ابتسمت بمكر وقالت بأنها قد أحضرت لها فستانًا وهو موجود في غرفة حور في الفندق كما هو الحال مع بذلة زيد الموجودة في غرفة زين.
انتهت المكالمة ونظرت لزيد بأسف وحرج لم تشعر به من قبل، وقبل أن تنطق بحرف تنهد قائلًا: ليس عليكِ التوضيح ... أعلم بأن أمي لم تترك مجالًا للاعتذار عن الحضور ... هيا بنا كي لا نتأخر أكثر.
كانت حنان بانتظارهما بناء على طلب أم يزيد وأرشدتهما إلى الغرف كي يبدلا ثيابهما بسرعة، وكان هذا أثناء جلسة التصوير الخاصة بزين وحور. تفاجأت ليان بوجود خبيرة التجميل التي كانت بانتظارها، وهناك فستان أسود خاص بالمحجبات غاية في الأناقة كانت قد اختارته أم يزيد لها.
على الجانب الآخر اغتسل زيد وارتدى بذلته السوداء الأنيقة، ونثر عطره المميز وخرج ليتوقف بنظراته للحظات على باب الغرفة التي دخلتها ليان، لكنه سرعان ما صرف نظره وتوجه نحو المصعد.
بدأ حفل الزفاف بدخول العروسين، وتفاجأت حور بوجود فرقة للزفة الفلسطينية. لا تدري من أين أحضرهم زين وكيف خطر له ذلك حتى، لكنها شعرت بالسعادة لاهتمامه بهذه التفاصيل الصغيرة وحتى في اختيار الأغاني.
وسط انشغال الجميع في حفل الزفاف دخلت ليان بفستانها الأسود الجميل، وزينتها البسيطة التي أضفت لها جمالًا ورونقًا لا يضاهى. كان زيد منشغلًا مع الضيوف هو ويزيد بينما كان زين يراقص حور عندما سمع حوار رجلين.
- من تلك الجميلة؟
- جمالها لا يوصف ... هل يعقل أنها من أهل العروس؟!
- ما رأيك أن نذهب ونسألها؟
- ماذا لو لم تقبل التحدث معنا؟
- لنجرب حظنا ... لن نبالغ حتى نرى ردة فعلها.
استغرب زيد وظن بأنهما يتحدثان عن زوجة أخ حور، لكنها تجلس بجانب زوجها وطفلها. التفت نحوهما ليرى أين ينظران وما أن فعل اتسعت عيناه ولم يستوعب في أول وهلة بأنها ليان؛ فقد بدت مختلفة للغاية بهذا الفستان بما أنه اعتاد مؤخرًا على رؤيتها بالملابس الرسمية ودون مساحيق تجميل.
أنت تقرأ
عمرُ روحي
Romanceلا تسألني كم عمري ... اسألني كم عمر روحي. لماذا دائمًا ترتبط فرص زواج الفتاة عكسيًا بالعمر؟! ... كلما زاد عمرها قلت فرصها؟ ... ماذا لو لم يكن الأمر مقتصرًا على عمرها وحسب؟ كم ستنخفض نسبة هذه الفرص الضئيلة في مجتمعاتنا؟ ... هل الزواج هو طوق النجاة له...