لا تنسوا التصويت 🙏⭐
ابتعد عنها بصعوبة بسبب رنين هاتفه الذي لا يتوقف. لا يصدق نفسه بأنها قبلت الاستسلام له بكل إرادتها بعد كل هذا الوقت، ولكن هاتفه اللعين منعه من إكمال ما بدأه. ابتسمت بخجل وهي تراه يشتم ويتذمر بصوت هامس، ثم حاول الرد بصوت هادئ، ليجد يزيد يصرخ به قائلًا:
- أين أنت؟ لمَ لا ترد على هاتفك؟
- أنا في الشركة ... على السطح ... ماذا هناك؟
- لقد احترق أحد المخازن ويجب أن نذهب للمكان على الفور.
- ماذا؟ هل تأذى أحد؟
- ليس لدينا معلومات ... جواد سبقنا إلى هناك.
- دقائق وأكون أمامك.
نظرت له ليان بقلق متسائلة: ماذا حدث؟
نظر لها ومسح على وجنتها قائلًا: اهدئي ... حريق في أحد المخازن ... سنذهب ونطمئن أن لا أحد قد تأذى فقط ... لا شيء يدعو للقلق ... ارتدي ملابسك بسرعة.
دخل إلى الحمام بسرعة بينما شرعت هي بارتداء ملابسها.
...........................................
جلسا قرب المسبح يتناولان الطعام الذي أحضرته الخادمة وكلاهما يرتدي رداء الاستحمام الأبيض. مسح على شعرها المبلل بحب متسائلًا: بمَ تشعرين؟ هل تتألمين أو شيئًا من هذا القبيل؟
ابتسمت له وأومأت نافية، ثم أجابت قائلة: لا، لكنني أشعر بالتعب والجوع فقط.
اقترب وقبل وجنتها وهم بالحديث، لكن قاطعه رنين هاتفه الذي أعلن وصول مكالمة من جواد. أجاب بسرعة وأخبره جواد بأمر الحريق، فنهض زين بهدوء محاولًا السيطرة على ردة فعله أمامها كي لا تشعر بالقلق حتى ابتعد مسافة كافية وتحدث بصوت منخفض.
- لكن المخزن كبير ويحوي النسبة الأكبر من مواد البناء للمشاريع، ما مدى الضرر؟
- كبير جدًا ... أصيب اثنين من العاملين، ولكن بفضل الله إصابتهما بسيطة وتم نقلهما إلى المستشفى.
- الحمد لله ... دع أحدهم يتابعهما ويفعل كل ما يلزم من أجلهما.
- لا تقلق من هذه الناحية ... أنا الآن أبحث عن سبب الحريق وأردت إطلاعك على الأمر وحسب.
- حسنًا، سأكلم زيد ويزيد ليقوما بتقدير الخسائر.
- إن طرأ أي جديد سأخبرك.
- حسنًا، شكرًا لك يا جواد.
خلل زين أصابعه في شعره ونفخ الهواء بضيق، ثم دعا الله ألا يكون الحريق مفتعل فهو سيحتمل الخسارة في المال، ولكن لا يريد أن يتأذى أحد حتى لو من الموظفين الذين يعتبر نفسه مسؤولًا عنهم.
حاول تهدئة نفسه وعاد إلى حور مبتسمًا محاولًا التحدث بشكل طبيعي، فاستغرب صمتها وتحديقها به كأنها تتفحصه وقبل أن يتساءل ابتسمت قائلة: ما الذي قاله لك جواد وأزعجك؟
حاول زين الإنكار إلا أن نظراتها جعلته يدرك بأنها لن تصدق كذبته، ثم قالت: هل تحسبني لن أشعر بتغيرك وبالضيق الذي في نظراتك رغم ابتسامتك هذه يا زين؟! أخبرني هيا.
ابتسم زين باستسلام وقال: حدث حريق في أحد المخازن وأصيب موظفين بحروق، لكنهما بخير والحمد لله.
بدا عليها الحزن، فأمسكت بيده قائلة: تكفل بعلاجهما يا زين، وعوض عائلتيهما، وعالج الخلل الذي تسبب بالحريق، وتفقد كل الأماكن الخاصة بكم كي لا يتكرر الأمر.
أومأ لها بالإيجاب، ثم حملها بين ذراعيه معلنًا عن عودتهما إلى جناحهما.
استحم كلاهما وأديا صلاتهما، ثم ساعدها على الاستلقاء على السرير وجلس بجانبها ممسكًا بيدها وقد شعرت بأن لديه ما يقوله لها. رمقته بترقب وأشارت له كي يتحدث، فانفرجت شفتيه أخيرًا وقال بتردد:
- حبيبتي! لقد تحدثت مع الطبيب صباحًا أثناء نومك وسألته بعض الأسئلة.
- أهناك خطب ما؟ هل حالتي ...
- لا ... لا تفكري بأي شيء سلبي ... دعيني أنهي حديثي يا حور.
- حسنًا، ماذا هناك؟
- تحدثت معه بشأن علاقتنا بما أنكِ غاضبة مني ... لقد سبق وأخبرني بأن ترتاحي لأسبوعين أو ثلاثة وها قد مضى أكثر من ذلك، ولكنني بقيت خائفًا عليكِ، لذا كنت أمنع نفسي عنكِ.
شعرت حور بالخجل من كلامه الذي يغلفه بمرح طفيف إلا أنها تساءلت:
- وماذا قال؟
- قال بأنه لا بأس بممارسة حياتنا الزوجية بشكل طبيعي، ولكن بشرط واحد.
- ما هو؟
- ألا يحدث حمل هذه الفترة بسبب الأدوية التي تأخذينها ... إنها قوية وستؤثر سلبًا على الجنين وقد تسبب تشوهات ومضاعفات كثيرة مؤذية.
أطرقت رأسها بحزن، فضمها إلى صدره وتساءل بحب:
- ماذا هناك يا حبيبتي؟
- هل سيكون لدي مشاكل في الحمل؟
- لا ... والله لا شيء من هذا القبيل ... يمكنكِ التحدث مع الطبيب لتتأكدي.
- أنا أصدقك ... شعرت فقط بالخوف والإحباط.
- لا شيء يدعو لكل هذا يا حوري ... أنتِ بخير والحمد لله ... كل ما في الأمر أننا سنستعمل وسائل منع الحمل لبضعة شهور ريثما يتخلص جسدكِ من آثار الأدوية.
هزت رأسها بالموافقة وأحكمت تمسكها بقميصه بأطراف أصابعها كأنها تخشى أن يبتعد عنها. كانت تود لو يستطيع لسانها أن يتحرك وتخبره كم تحبه، وبألا يتركها أو يتخلى عنها مهما حدث، ولكنها لم تستطع واكتفت بتمسكها به وسكونها بين ذراعيه حتى غطت في النوم.
خرج زين للشرفة عقب نومها ليطمئن على ما حدث بشأن المخزن عبر مكالمته لجواد وأخويه وغيرهم وقد أدرك بأن الخسائر فادحة وتتطلب تدخله المباشر كي لا يتضرر العمل في المشاريع أو يتأخر. عاد بنظره لملاكه النائم وتنهد بتعب وهو يشعر بحاجته الملحة إليها والتي لم يعد بوسعه تأجيلها أكثر.
بدل ملابسه ونزل للأسفل، ليجد والدته تجلس برفقة والدة حور وتتبادلان الحديث بانسجام، فابتسم ملقيًا التحية عليهما بكل حب كأنه لم يكن الرجل الذي يعاني ليحل مشاكل عمله قبل قليل.
- هل ستخرج يا بني؟
- أجل، أتيت لأوصيكم بحور ... سأذهب لصيدلية قريبة وحسب ... لن أتأخر ... هل تريدان شيئًا؟
- جيد ... كنت قد نسيت طلب دواء الضغط يا بني ... هلا أحضرت علبة لي؟
- بالطبع يا أمي ... هل من شيء آخر؟
نظر لوالدة حور التي قالت على استحياء بعد أن نظر إليها مشجعًا: في الحقيقة انتهى دواء السكري لدي ... وأخشى أن تسوء حالتي إن تخلفت عنه.
عقب زين قائلًا: سامحكِ الله ... لمَ لم تخبريني من قبل؟! ... أعطني اسمه وإن لم أجد نفسه سأحضر شيئًا بديلًا.
نهضت أم حور لغرفتها كي تحضر علبة الدواء الفارغة فهي لا تحفظ الاسم. أمسك زين بيد أمه وقبلها، فابتسمت بحب ومسحت على وجنته وهي تدعو له، فابتسم وعقب قائلًا: لا تتوقفي عن الدعاء لنا يا حبيبتي.
انطلق بسيارته التي تتبعها سيارة الحراسة لأقرب صيدلية وأحضر ما يريده بالإضافة للأدوية المطلوبة وتوجه عائدًا للمنزل. في طريقه وجد طفلة تبيع الورود، فناداها مبتسمًا وأخذ منها الورود بأكملها ودفع لها مبلغًا سخيًا طالبًا منها العودة للمنزل.
.....................................................
أنهت ليان عملها وهي تشعر بالقلق على زيد ومشكلة احتراق المخزن الذي تعلم بأنه أكبر مخازنهم وخسارة ما فيه سيسبب لهم مشكلات في مشاريعهم وخسائر كبيرة عدا عن أن زيد لا يرد على اتصالاتها، وقررت ألا تزعجه لأنه سيكون مشغولًا مع يزيد وجواد والبقية.
خرجت من مكتبها لتجد أحد رجال جواد ينتظرها في الممر، فنظرت له متسائلة: ألا يوجد أي أخبار عما حدث يا معتز؟
هز رأسه نافيًا وقال: لا زالوا يحققون سيدتي ... تفضلي لأوصلكِ.
أومأت له بالإيجاب وتقدمت بخطواتها حتى دخلت المصعد ودخل خلفها ليقف أمامها مواجهًا الباب.
من جهة أخرى دخلت مرام إلى مكتب أوس بعد أن طرقت الباب أكثر من مرة ولم يجب وعندما نادته وهي تقف أمامه خرج من شروده وقال بحدة: كيف تدخلين دون استئذان؟
عقدت مرام حاجبيها وردت بحدة مماثلة: لقد طرقت الباب أكثر من مرة ولو لم يكن أمرًا عاجلًا لما دخلت.
ضم شفتيه بغيظ من أسلوبها في الحديث معه، ثم قال بحدة رغم هدوء نبرة صوته قليلًا: وما الأمر العاجل الذي أتى بكِ يا ترى؟
شعرت بسخريته وغيظه التي تملأ نبرة صوته، ثم قالت بتهكم أكبر: لو كنت تفتح بريدك الإلكتروني لعلمت بأن شركة الناصري تريد عمل موقع إلكتروني للمنتجع السياحي الجديد خاصتهم بعد أن أعجبهم موقع الفندق الذي صممته الشركة لهم. لقد هاتفوا وتين وهي كلمتني لأبلغك بما أنني لا زلت في الشركة فقد غادرت هي وسلمى. ها قد أبلغتك وانتهى دوري.
استدارت لتخرج من مكتبه، فهتف بصوت مرتفع طالبًا منها الانتظار، فالتفتت نحوه بهدوء لتجده ينهض ويتقدم نحوها وبذلت ما في وسعها لتتماسك ولا تظهر خوفها؛ فهي تعلم بأن الطابق بات خاليًا ولا يوجد سواهما.
رمقها بنظرات حادة وهو يقف أمامها مباشرة قائلًا: في المرة القادمة انتبهي لنبرة صوتك وأنتِ تتحدثين معي.
رمقته بتحدي قائلة: حسنًا، وفي المقابل أنتَ أيضًا انتبه لنبرة صوتك عندما تتحدث معي.
تركته وخرجت قبل أن تسمع رده في حين كان هو ينظر لها بأعين متسعة غير مصدق بأن هناك فتاة يسعها الحديث معه بهذه الطريقة مما جعله يقول بغيظ شديد: سأريكِ أيتها المتعجرفة.
عادت مرام إلى مكتبها وقلبها يقرع طبول الحرب؛ فهي رغم كل قوتها التي تظاهرت بها إلا أنها شعرت بالخوف منه خاصة عقب ما سمعته من وتين عن نزواته من الموظفات، لكن ما يطمئنها بأنه لن يبقى كثيرًا فكما فهمت من وتين بأن حور هي المديرة وستعود عما قريب وهذا سيريحها للغاية، لذا ما عليها سوى أن تصبر وتتحمل هذا المتعجرف الوقح قليلًا.
............................................
أيقظ زين حور لتصلي العصر معه، فرأت الورود التي وضعها على الطاولة الصغيرة الموجودة في الغرفة، فابتسمت ونظرت له متسائلة: لمن هذه؟
قرب وجهه منها وهمس أمام شفتيها قائلًا: تعرفين الإجابة، فلمَ تسألين؟
أغمضت عينيها وقربت شفتيها من خاصته، فابتسم على طريقتها بإعلانها رغبتها بتقبيله وجعله يبادر أولًا.
جلسا في الشرفة بعد انتهائهما من الصلاة وبدأ يطعمها الفاكهة كي تأخذ دواءها لاحقًا، ثم قال: حبيبتي! سأضطر للخروج من أجل موضوع احتراق المخزن وربما أتأخر قليلًا ... يمكنك البقاء مع أمي وأمك والخروج إلى الحديقة إن شئتِ.
أومأت له بالموافقة، ثم أردف وهو يقترب ويهمس لها بحب: لكن عودي إلى هنا قبل قدومي ... وارتدي شيئًا مثيرًا ... اتفقنا؟ سأعود قبل موعد دوائك فأنا لا أريدك نائمة.
ابتسمت بخجل وأومأت له موافقة، فقبل وجنتيها اللتين تسللت الحمرة إليهما، ثم سألها بحنان قائلًا: هل أحضر لكِ شيئًا في طريق عودتي؟
حارت نظراتها، ثم قالت بابتسامة عذبة: إن لم تتأخر وعدت عند موعد العشاء، فأحضر بيتزا بالخضار و ...
قاطعها زين قائلًا: والكثير من البطاطا المقلية، ولكن هذه المرة بدون مشروبات غازية كي لا تتعب معدتك.
ابتسمت قائلة: حسنًا.
نزلت معه للأسفل على كرسيها المتحرك هذه المرة وأوصى والدته وكذلك ليان عليها، ثم قال بأنه سيخرج من أجل العمل ولن يتأخر. لم يظهر أي شيء أمام أمه، بل خرج مبتسمًا وانطلق بسيارته إلى المخزن ليلتقي بالبقية.
......................................
وصل ليجد آثار الدخان لا زال ينبعث من المخزن عقب إطفائه من قبل المختصين والشرطة لا زالت تتفحص المكان وأخويه مع جواد مشغولون مع الشرطة ومع بقية الرجال في المكان لتنظيفه وإحصاء الخسائر.
اتجه نحو يزيد وسأله عن الوضع، فتنهد بتعب قائلًا: الحريق أتلف حوالي 90% من المواد الموجودة في المخزن ومن ضمنها المواد الجديدة التي وصلته منذ يومين. الأسوأ من كل هذا بأن التحقيق الأولي يشير إلى أنَّ الحريق مفتعل.
مسح زين على وجهه محاولًا تهدئة نفسه فهذا ما كان يخشاه، ثم تساءل قائلًا: ألم يلاحظ العمال في المخزن أي شيء؟ والحراس؟
هز يزيد رأسه نافيًا وقال: استجوبنا الجميع ... هناك حارس فقط سمع بعض الأصوات ليلًا، ولكن لم يرَ شيئًا ... يحاولون استعادة تسجيلات كاميرات المراقبة لعلنا نعثر على شيء.
هز زين رأسه بتفهم، ثم قال: هل كلمتم أوس؟ ربما لديه طريقة لاستعادتها بشكل أسرع.
قلب يزيد شفتيه وقال: لم أفكر بذلك، ولكن سأتحدث معه على الفور.
ابتعد يزيد ليكلم أوس في حين اقترب المحقق ومعه جواد من زين وسلم عليه، ثم طرح عليه بعض الأسئلة وأخبره بما آل إليه التحقيق حتى الآن، ثم أردف متسائلًا: هل لديك أعداء؟ هل تشك بأحد سيد زين؟
أغمض زين عينيه للحظات، ثم قال: في مجال الأعمال من الطبيعي أن يكون لديك منافسين شرسين وأعداء، ولكن لا يسعني اتهام أحد دون دليل يا حضرة الضابط ... لا يسعني ظلم أحد بظنوني ... إن وصلنا لبعض الخيوط والأدلة فربما حينها أتمكن من اتهام أحد.
مضت بضع ساعات وهم ينتقلون من مكانٍ لآخر لمتابعة التحقيقات والقيام بالإجراءات اللازمة حتى طلب منهم جواد العودة للمنزل كي يرتاحوا وهو سيتابع التطورات في التحقيق. همَّ يزيد بالاعتراض ليبقى ويتابع الأمر بنفسه إلا أن جواد أبى ذلك مما جعلهم يرضخون لرغبته. توجه كل منهم لسيارته، ثم عاد زين بخطواته نحو جواد قائلًا: هل تخفي شيئًا عني؟
ضيق جواد عينيه وتساءل باستغراب: لمَ تقول ذلك؟ أنتَ الوحيد الذي أخبره بكل شيء مهما كان يا زين.
هز زين رأسه بعدم اقتناع، ثم قال: لا أقصد بشأن العمل والحريق وما إلى ذلك ... هناك شيء بك ... شيء ما يزعجك.
حاول جواد التحلي بالجمود وعدم إظهار ارتباكه وقال: لا شيء من هذا القبيل ... إنه الوضع العام من هذه المشكلات وحسب.
رمقه زين بشك وقال بجدية: حسنًا، سنتحدث بهذا الشأن لاحقًا.
..........................................
بدأ قلبها يدق بسرعة بعد أن هاتفها قائلًا بأنه في طريق عودته للمنزل وسيشتري لها البيتزا التي طلبتها. لقد ارتدت فستانًا باللون الأحمر الداكن، ووضعت القليل من مساحيق التجميل، وجمعت شعرها على كتفها لتخفي ندبتها ونظرت لانعكاسها في المرآة بهذا الفستان الجريء الذي يعانق منحنيات جسدها ويكشف ظهرها بالكامل إلا من بعض الخيوط المتشابكة عدا عن الفتحة الطويلة التي تظهر ساقها اليمنى لتزيد من جرعة الإغراء. لا تعلم كيف ومتى اشترت فستانًا بهذه الجرأة، ولكن بالتأكيد اشترته من أجله وحسب.
جلست في غرفة المعيشة وقد جعلت الإضاءة خافتة وأشعلت الشموع التي طلبتها سرًا من ليان، وساعدتها بترتيب تلك المائدة الرومانسية، وشجعتها على ارتداء هذا الفستان الجريء.
.........................................
في جناح زيد كانت ليان هي الأخرى قد تشجعت وقررت أن تتحلى بالجرأة لتبدا حياتها الزوجية مع زيد؛ فهي لم ترَ منه أي سوء عقب المشكلة التي حدثت في بداية زواجهما. حتى غيرته التي حدثها عنها لم تكن تظهر إلا مع من يعلم سوء نواياهم وأخلاقهم وعدا عن ذلك فهو لا يضيق عليها الخناق. وعقب ما سمعته عن أوس اليوم أدركت سبب غيرته الشديدة عليها منه فحتى هي لم تكن تعلم بأن أوس قد يصل لهذه الدرجة من الانحطاط؛ فهو لم يحترم مكان عمله ولا أصحاب العمل الذين هم أصدقاءه منذ الصغر، بل بحث عن نزاوته مع الموظفات بين أروقة الشركة ضاربًا سمعتها وسمعة أصحابها بعرض الحائط.
دخل زيد الجناح بتعب وإرهاق وتنبعث منه رائحة دخان الحريق عدا عن ملابسه المتسخة مما جعلها تستغرب حالته وتندفع نحوه متسائلة: هل أنت بخير؟
أجابها وهو بالكاد يفتح عينيه ولم ينتبه لما ترتديه حتى: بخير ... أريد حمامًا دافئًا وحسب.
أمسكت بذراعه ومشت معه حتى الحمام قائلة: الحمام جاهز وطعام العشاء جاهز كذلك.
دخل زيد إلى الحمام، ثم نظرت لنفسها في المرآة بإحباط قائلة: يبدو بأن الحظ ليس حليفنا اليوم ... لم ينظر لوجهي حتى.
جلست أمام تلك الطاولة الصغيرة التي وضعت عليها العشاء والشموع وقد شردت وقوست شفتيها دون أن تشعر بالوقت وما أن خرجت من شرودها نهضت لتبدل ثيابها قبل خروجه من الحمام، فوجدته قد انتهى ويقف أمام المرآة يجفف شعره، فارتبكت وتجمدت مكانها ولم تعد تدري ماذا تفعل.
هتف زيد قائلًا وهو ينظر لانعكاسه في المرآة ويسرح شعره: حبيبتي هل العشاء جاهز؟ سأموت من الجوع.
ردت بارتباك بأنه جاهز، فاستغرب نبرة صوتها ونظر لها ليصدم بما ترتديه فهذه ليست إحدى مناماتها الحريرية أو الطفولية التي اعتاد رؤيتها بها، بل قميص نوم أبيض تخفيه بذلك المئزر الحريري القصير. لم يكن هذا وحسب، بل وضعت بعض مستحضرات التجميل لتبدو أمامه كأجمل امرأة في العالم.
ابتسم زيد وهو يرمقها بانبهار وأشار لها بيده قائلًا: تعالي إلى هنا.
اقتربت منه بتردد وارتباك، فأمسك بيدها وبدأ يديرها بين يديه وهو يثني على جمالها، فابتسمت رغمًا عنها وشعرت بالخجل، ثم طوق خصرها بذراعيه وقربها منه متسائلًا: هل كنتِ ترتدين هكذا منذ قدومي؟
أومأت له بالإيجاب، فعقب باستنكار: يا لي من غبي! كيف لم أنتبه؟!
ابتسمت وطأطأت رأسها بخجل، فعقب بجدية: كنت أخشى أن تندمي على ما حدث بيننا اليوم ... فكرت كثيرًا كيف ستكون ردة فعلك عندما أعود ... هل ستتصرفين بشكل طبيعي كأن شيئًا لم يحدث؟! ... أم ستتهربين مني؟! ... لكن لم يخطر في ذهني شيء بهذا الجمال.
ابتسمت ليان ونظرت له بحب قائلة: لم يحدث شيء لأندم عليه ... أنت زوجي الذي أحبه ويحبني ... أنت السند والأمان بالنسبة لي ... الرجل الذي سيفعل أي شيء ليحميني حتى من نفسه ... الذي احترم رغباتي وقدر موقفي ومشاعري ... وصبر وبذل كل ما بوسعه ليستعيد ثقتي به.
دمعت عيناها الجميلتين رغم ابتسامتها وأردفت قائلة: أنت أجمل شيء حدث لي في حياتي يا زيد ... ربما بدايتنا لم تكن جيدة، ولكنني أعلم بأنك نصيبي الجميل. لننسى كل شيء ونبدأ من جديد.
دمعت عينا زيد بتأثر وابتسم قائلًا: وأنتِ نصيبي الجميل وتوأم روحي ... أعدكِ بأن أعوضكِ عن كل دمعة ذرفتها بسببي ... أحبكِ.
همس بكلمته الأخيرة وضمها إلى صدره بقوة وكل منهما يحاول التحكم بعواطفه كي لا يبكي ولا يتذكر المواقف السيئة التي خاضاها؛ فهما الآن لا يريدان أن يفكرا سوى بالسعادة التي ستملأ حياتهما وأيامهما القادمة معًا.
...............................................
دخل ليرى أمه التي تستعد للنوم واطمأن أنها أخذت دواءها، ثم أمسكت بيده وتساءلت:
- أما زلتَ سعيدًا معها يا بني؟ رغم كل ما أصابها؟!
- لمَ قد لا أكون سعيدًا يا أمي؟! حور بخير وفي تحسنٍ مستمر بفضل الله.
- لا أدري ماذا أقول ... ولكن يا بني ... موضوع تشوهها ومن ثم إجهاضها ومرضها هذا ... لا يسعها حتى الاهتمام بنفسها، فكيف ستهتم بك؟! و ...
- أمي! من فضلك ... أليس ما يهمكِ أن أكون سعيدًا في حياتي؟! أنا سعيد مع حور ولم أكن بهذه السعادة يومًا.
- أنا فقط لا أريدك أن تجبر نفسك على علاقة فقط لأنك تشعر بالشفقة أو ...
- أي شفقة هذه يا أمي؟! أنا أحتاج حور بجانبي أكثر مما هي تحتاجني ... لقد كنت أموت من فكرة أنني قد أخسرها ... حتى لو بقيت عاجزة عن الحركة تمامًا لما تبقى من العمر لبقيت أحمد الله على أنه أبقاها على قيد الحياة ... من فضلك يا أمي ... لا أريد سماع أي حديث بهذا الشأن مجددًا ... ولا تدعي أحدًا يعبث بأفكارك.
- ماذا تقصد؟
- قصدي واضح ... إن تكرر أي موقف يسيء إلى حور مهما كان صغيرًا فحينها لن أقول عشرة عمر وما إلى ذلك ولن أدع الدادة فاطمة تبقى هنا.
نهض من جانبها وقبل جبينها وانصرف دون أن يدعها تضيف كلمة أخرى. دخل إلى جناحه وتفاجأ بالإضاءة الخافتة، فتساءل بهمس: هل يعقل بأنها نامت؟
مشى بهدوء كي لا يزعجها في حال كانت نائمة إلا أنه تجمد مكانه ما أن وقع نظره عليها وهي تحاول التماسك بوقفتها بعد أن نهضت عن الأريكة وابتسمت له. اقترب منها بخطواته وهو يحدق بها من رأسها حتى أخمص قدميها ويقول: بسم الله ما شاء الله ... ما هذا الجمال؟! ... هذا كثير على قلبي.
طأطأت حور رأسها وهي تضحك بخفوت وقد أصبحت وجنتيها بلون فستانها، فوضع الكيس الذي يحوي علب الطعام على الطاولة وطوقها بذراعيه، ومد يده ليجبرها على رفع رأسها، ثم قال: فعلتِ كل هذا من أجلي؟!
رمقته بحب قائلة: تستحق أكثر من ذلك.
اقترب يقبلها بحب وشغف، ثم قطع تلك القبلة مجبرًا قبل أن يتمادى وقال: خمسة دقائق فقط لأستحم وأبدل ملابسي.
هرول نحو الحمام ليغسل آثار التعب ودخان الحريق ذاك عن جسده في حين حاولت هي تهدئة ثورة مشاعرها وشرعت بفتح علب الطعام ووضعها في الأطباق.
عاد بعد دقائق يرتدي ملابس بيتية مريحة، ليقول وهو يجلس بجانبها: هذا الفستان يحتاج لبذلة أنيقة، ولكن لم أستطع ... سامحيني يا حوري.
ابتسمت وهي ترمقه بحب: لا عليك ... أنت وسيم في كل الأحوال يا زيني.
همهم زين وقال بتساؤل: زيني؟! هذه أول مرة تقولينها لي.
وضعت حور يدها على كتفه واقتربت منه لتهمس أمام شفتيه قائلة: أليس من حقي أن أناديك بتملك كما تفعل أنت؟ ألست لي يا زين؟
طوق زين خصرها بذراعه واقترب منها أكثر وهو يقول بعبث: أنا كلي ملكك يا روح زين.
ابتسمت باستحياء وهي تحاول الابتعاد عنه قائلة: لنتناول العشاء.
مرر أنامله على ظهرها وبدأ يعبث بالخيوط المتشابكة وهو يقول: ما رأيك ... أن نُحلي أولًا؟
نظرت له، ثم للطعام الذي أحضره وتساءلت ببراءة: هل أحضرت حلوى؟ لم أجد ...
صمتت عندما سمعت ضحكته الصاخبة وإذا به يقول بمكر: أنتِ الحلوى يا حوري.
ضمت شفتيها لتمنع ظهور ابتسامته وهربت من نظراته التي تحاصرها وهي تقول: البيتزا تبدو شهية ... أنا جائعة ... ماذا عنك؟
رد ويده تعبث بظهرها بجرأة: جائع جدًا.
هذه المرة فهمت مقصده وضحكت رغمًا عنها قائلة: توقف ... أنت تدغدغني.
تركها وشأنها لتتمكن من تناول طعامها وأخذ طبق السلطة ليتناولها وقد أعدت طبقًا من الفاكهة أيضًا. تعلم بأنه لا يحب الوجبات السريعة هذه كثيرًا خاصة في وقت متأخر، لذا حرصت على وجود السلطة والفاكهة ورغم ذلك أطعمته بيدها بضع لقيمات.
انتهيا من تناول الطعام، ثم شغل بعض الموسيقى الهادئة وأمسك بيدها لتنهض طالبًا أن ترقص معه، فقالت بحرج: زين! تعلم بأنني لن أستطيع.
أصمتها بإشارة منه وقال: ثقي بي ... وأنتِ معي يمكنك فعل أي شيء.
طوق خصرها بإحكام وجعلها تقف فوق قدميه، ثم بدأ يتحرك بها برفق بخطوات الرقص وهو يسند جبينه على خاصتها. بعد دقائق بدأت يده تعبث بالخيوط مجددًا ويحاول فكها بهدوء، فضحكت حور قائلة: كفاك عبثًا ... سيسقط الفستان.
غمزها بمكر قائلًا: وهذا ما أريده.
وكان له ما أراد حيث حملها متوجهًا نحو السرير ليأخذها إلى عالمهما الوردي الجميل بعيدًا عن كل شيء يحاول إفساد واقعهما وحياتهما.
......................................
مضت أيام والتحقيقات مستمرة والشرطة تحاول معرفة هوية الشخص الذي تسلل وعبث بأسلاك الكهرباء الخاصة بالمخزن بعد أن استعاد أوس تسجيلات كاميرات المراقبة.
زين يتابع عمله عن بعد ويبقي حور بعيدة عن مشاكل العمل، ويحرص على جعلها تعيش أيامًا وردية جميلة على أمل أن تتحسن نفسيتها أكثر حتى يساعدها ذلك في العلاج أما زيد فقد كان يتمنى لو بوسعه أخذ إجازة مع ليان ويسافرا لأي مكان، ولكن الظروف الصعبة التي يمرون بها تجبرهما على متابعة العمل.
والدة حور بدأت تفكر بالعودة لوطنها نظرًا لتحسن حور، وقررت السفر عقب أسبوع الأمر الذي استصعبته حور؛ فهي كانت سعيدة بوجود أمها معها ولا تدري كيف ستحتمل فراقها لمدة لا تعلمها.
سعد لا زال يتظاهر بأنه في غيبوبة وعيون رجال جواد تراقبه جيدًا مما جعل الشخص الذي اتفق معه على تسميم حور يخرج من مخبئه أخيرًا، ويصبح تحت مراقبة جواد ورجاله الذين شرعوا بتنفيذ خطة زين في محاولة زرع أجهزة التنصت والكاميرات في الأماكن التي يتردد عليها بالاتفاق مع أجهزة الشرطة.
ليان باتت تتجنب أوس وتتهرب من الوقوف معه خاصة بعد أن رأت الفيديو الذي جمع اللقطات الخاصة به مع عدة موظفات يقتادهن إلى غرفة مخزن الأدوات المكتبية في الشركة.
وصل زين إلى الشركة ونظرات الجميع تتابعه فها قد أتى أخيرًا مدير الشركة الذي غاب فجأة لنحو شهرين هو وزوجته لسبب غير معلوم. عقد اجتماعًا عاجلًا ليوضح خطته في سير المشاريع بناءً على الأولوية ريثما تصل المواد الخام الجديدة. أعطى تعليماته، ووضح كل ما يريده للمهندسين وبقية الموظفين، ثم عقد اجتماعًا آخر مع أخويه وجواد وكذلك أوس.
دخل أوس مبتسمًا ليرحب بزين فهو لم يقابله منذ عودته إلا أن زين قابله ببرود يشوبه الغضب. جلس الجميع حول الطاولة وشعر أوس بغضب زين، وأدرك بأنه سيتحدث لا محالة عقب انتهائه من إعطاء التوجيهات لجواد وأخويه كذلك، ثم نظر لأوس بغضب إلا أنه تحدث بهدوء: عندما طلبت منك أن تشغل مكان زوجتي لإدارة شركة البرمجة فهذا يعني بأنني وثقت بك، وكنت أنتظر أن أجد مقابلًا لهذه الثقة وأقلها هو الاحترام. أنت لم تحترمني، ولم تحترم اسم عائلتي، ولم تقدر بأن هذه الشركة مصدر رزق للكثيرين ولا يجوز أن تلوثها بنزواتك.
هم أوس بالحديث والتبرير، فضرب زين الطاولة بقبضته هاتفًا بغضب: كيف ستبرر هذا؟
فتح زين الجهاز اللوحي على مقاطع الفيديو التي تم تجميعها له هو والموظفات وهم يدخلون ويخرجون لذلك المخزن حيث هتف أوس بارتباك: الأمر ليس كما تظن ... لم يحدث شيء ... كنا فقط ...
هتف زين بغضب: هل تحسبنا صغارًا أم ماذا؟! نعرف جيدًا ما دار خلف ذلك الباب؛ فهيئة كل منكم تفسر كل شيء، ولسوء حظك بأن هناك كاميرا خفية موجودة في المخزن سجلت قذارتك، ولكننا قمنا بحذف التسجيلات واكتفينا بطرد الموظفات، لكننا لن نطردهن دفعة واحدة كي لا نثير الشبهات.
أغمض أوس عينيه وبدأ يعتذر ويعدهم بأن الأمر لن يتكرر في حين قال جواد بهدوء وهو يعبث بسكين صغير يحمله دومًا معه: أنا لم آتي لأسمع اعتذارك ... أتيت لأعرف إن كنت قد سربت معلومة تخص المخزن والمواد التي وصلته لأي من هذه الموظفات؟
نظر له أوس وعقد حاجبيه وصمت للحظات قبل أن يحاول النفي، فأسكته جواد وهو يرفع السكين أمام وجهه وقال بنبرة لا تحمل النقاش: فكر قبل أن تجيب ... هل سألتك إحداهن عن البضاعة الجديدة والمخزن أو أي شيء من هذا القبيل؟
ازدرد أوس ريقه وشابك أصابع يديه، ثم قال بتوتر واضح: عندما سمعت خبر احتراق المخزن شككت بالأمر، ولكن سرعان ما قلت بأنها محض صدفة، فما شأن موظفة حسابات بشيء كهذا وما مصلحتها؟!
هتف زيد بحنق: تكلم ماذا دار بينكما بالتحديد؟
أجاب أوس بارتباك: اسمها "رنا" ... تعمل في قسم الحسابات ... جميلة ولطيفة وتجيد فن الإغراء بمهارة ... أعجبتني وبعد بضع محاولات وافقت على لقائي في المخزن ... رغم أنه وقت قصير إلا أنها كانت جامحة للغاية و ...
لاحظ نظراتهم الحادة التي جعلته يحجم عن سرد تفاصيل ما جرى بينهما، ثم أردف قائلًا: أثارت جنوني وجعلتني أرغب بها أكثر وأكثر وبعد ذلك بدأت تتهرب مني ... حتى أتتني قبل أيام وطلبت مقابلتي، لكن ليس في الشركة، فأعطيتها عنوان شقتي ... أتت مساء اليوم وشربنا كثيرًا وأمضينا الليلة سويًا، وسألتني الكثير من الأمور ولم أنتبه أو أربط أسئلتها بما تريد الوصول إليه لأنني كنت ثملًا وغير واعٍ تمامًا ... عندما سمعت خبر الحريق تذكرت ما حدث وربطت الأحداث، وأدركت بأنني بحت لها بكل ما كنت أسمعه منكم هنا ... لكنني لم أقصد ... أقسم لكم ... لم أكن في وعيي.
رمقه زيد باشمئزاز وقال: نحمد الله بأنك لم تسمع أكثر من ذلك ... ستكون نهايتك على يد امرأة ويومًا ما ستقول بأن زيد قالها.
هتف زين بجدية: علينا أن نعلم لصالح من تعمل هذه المرأة كي نصل لمن حرق المخزن.
عقب جواد بهدوء: سنراقبها، ولكن الأمر سيتطلب وقتًا؛ فمن فعل ذلك لن يتواصل معها كي لا يثير الشبهات. من الأفضل أن أجعلها تعترف بنفسها.
هتف يزيد باستنكار: جواد! إنها امرأة ... هل ستقيدها وتضربها كي تتحدث؟
امتعض وجه جواد وأشاح بوجهه عنهم وعندئذ قال أوس: أنا سأفعل ... ألم تقل بأن هناك كاميرا سجلت ما حدث في المخزن بيننا؟! أريد التسجيل ... سأبتزها وأجبرها على الحديث.
هتف زين قائلًا: لقد حذفناه ... كما أننا لا نستعمل هذه الأساليب القذرة.
رد أوس: يمكنني استعادته وإن لم يحدث ستجبرونني على تسجيل شيء جديد لها كي أبتزها ... سأصلح خطئي.
ابتسم يزيد بتهكم قائلًا: تصلحه بخطأ أكبر ... أحسنت.
نهض يزيد قائلًا: لن أستمع للمزيد.
تبعه زيد الذي قال: خذني معك فأنا لم أعد أحتمل.
قال زين بجمود: جواد! سأترك الأمر لك ... راقبها ... أخفها ... هددها إن لزم الأمر كي تعلم من خلفها.
ثم نظر لأوس وقال بتحذير: هذه فرصتك الأخيرة ... قم بعملك وحسب واترك نزواتك خارج الشركة ... خطأ آخر وسأمحو صداقة السنين بلحظة ... الأمر بيدك يا أوس.
أخذ زين أغراضه الشخصية وخرج في حين وضع أوس رأسه بين يديه بينما كان جواد يرمقه بمكر، ثم هتف قائلًا: انهض ... تعال معي.
نظر له أوس بحيرة واستفهام، فجذبه جواد من ثيابه بقوة لينهض قائلًا: ما زلت تفكر؟! هيا.
اقتاده جواد إلى زاوية ما بعيدًا عن الكاميرات وعيون الموظفين وقال بصوت منخفض: طوال الأيام الماضية وأنا أبحث عمن سرب معلومة وصول البضائع الجديدة للمخزن هذا بالتحديد، ولا أحد يعلم سوى أصحاب العلاقة المباشرة بهذا الأمر، وكان لدي خياران إما أنت أو شخص آخر جميعنا نعلم هويته. ما أريد معرفته هل هذه المدعوة رنا تعمل لحساب نفس الشخص أم غيره، وأنت أسرع طريقة أمامي كما أنها فرصة لتكفر عما اقترفته.
رد أوس: وأنا مستعد لفعل ما تريده وقد عرضت عليكم ما يمكنني فعله، ولكنهم رفضوا.
ابتسم جواد بخبث قائلًا: أنا لست مثلهم ... سأعطيك التسجيل الخاص بها وسأخبرك ما عليك فعله بالتفصيل لنستدرجها ... هل فهمت؟
...............................................
لا تنسوا التصويت ⭐🙏
يسعدني سماع رأيكم بالأحداث
أنت تقرأ
عمرُ روحي
Roman d'amourلا تسألني كم عمري ... اسألني كم عمر روحي. لماذا دائمًا ترتبط فرص زواج الفتاة عكسيًا بالعمر؟! ... كلما زاد عمرها قلت فرصها؟ ... ماذا لو لم يكن الأمر مقتصرًا على عمرها وحسب؟ كم ستنخفض نسبة هذه الفرص الضئيلة في مجتمعاتنا؟ ... هل الزواج هو طوق النجاة له...