كل عام وأنتم بخير
لا تنسوا التصويت لتشجيعي على الاستمرار ❤
دخلت ذلك البيت الفخم ومشت خلف الخادمة حتى وجدت ندى تجلس على الأريكة تنفث دخان سجائرها وترمقها بنظرات كالشرر. لم تشعر إلا بيد تجذبها من خلفها وقبل أن تلمح من فعل ذلك هوت صفعة مدوية على صدغها جعلتها تترنح في وقفتها حتى شعرت بأنها فقدت السمع للحظات.
استعادت رباطة جأشها بعد أن استوعبت ما حدث ونظرت لذلك الرجل الأنيق الذي يبدو بأنه تجاوز الأربعين من عمره وصرخت به قائلة: هل فقدت صوابك؟ كيف تتجرأ وتصفعني؟
اقترب الرجل وأمسك بفكها بيده وقال بشراسة من بين أسنانه: كوني ممتنة لكوني لم أقتلكِ حتى الآن ... بسببك خسرت المناقصة أيتها اللعينة.
فهمت زينة حينها بأنه الشخص الذي منحته ندى ملف المناقصة الذي سرقته من زين، فدفعت بيده بكل قوتها وقالت: وما ذنبي بما حدث؟! ... لقد قمت بدوري ... عدا عن هذا أنا لم أتلقَ أي مال منكما، لذا لا يحق لأحد محاسبتي.
اقترب منها الرجل وهو ينفث نيران الغضب وأمسك بمعصمها وثناه خلف ظهرها وجذبها نحوه وهو ينثر أنفاسه الملتهبة على وجهها وكل منهما ينظر للآخر بغضب. كانت زينة تخفي خلف غضبها خوفًا شديدًا من هذا الرجل حتى انعكست أنفاسها المتسارعة على صدره. شعرت ندى باحتدام الأمر بينهما، فهتفت قائلة وهي تنهض وتقترب منهما لتبعدهما عن بعضهما البعض: توقفا ... هذا يكفي يا خالد ... دعها وشأنها لنفهم ما حدث.
كانت زينة تحاول الإفلات من قبضته دون جدوى إلى أن تركها في النهاية وجلسوا جميعًا ليتحدثوا حيث تساءلت ندى بمكر: ما الذي حدث يا زينة؟ كيف استطاع زين تغيير الملف دون علمك؟
ردت زينة وهي تفرك معصمها بيدها الأخرى: لا أعرف ... لقد تفاجأت بحصولهم على المناقصة أيضًا.
عقب خالد وهو يرمقها بغضب: لا تعرفين؟! هناك تفسيرين فقط لما حدث ... إما أن يكون قد اكتشف أمركِ وإما أنكِ قمتِ بخيانتنا وتلعبين لعبة علينا بالاتفاق معه.
رمقته زينة باستهجان قائلة: ماذا؟ هل جننت؟ ألم تخبرك ندى بالأمر؟
نظر لها باستخفاف، ثم قال بشك: لست مقتنعًا بأنكِ تنتقمين منه لأنكِ أحببته من طرف واحد، ثم تزوج ... ما دام من طرف ولم يشعر بكِ فلا لوم عليه ... إلا إن كان هناك شيء آخر بينكما.
قال جملته الأخيرة بابتسامة خبيثة، فغضبت زينة وصاحت به قائلة: اخرس أيها الوقح ... ماذا تحسبني؟! إن كنت شخصًا دنيئًا ومعتادًا على القذارة فلا تحسب بأن كل الرجال مثلك ... السيد زين رجل محترم ويحترم النساء ويخشى الله ...
عقب خالد بغضب مكتوم وقال من بين أسنانه: وما دام كذلك فلمَ تحاولين إيذاءه؟
ضمت زينة شفتيها وصمتت للحظات، ثم نهضت ونظرت لندى قائلة: أجل ... أنا المخطئة بتعاوني معكِ من البداية ... ومذنبة لكوني حاولت إيذاء الشخص الذي احترمني واهتم لأمري لسنوات فقط لكونه لم يشعر بما أحس تجاهه ... أمثالكم لن يفهموا مشاعر الحب النقية ... لا تتصلي بي بعد الآن ... لقد انتهى كل شيء.
أنت تقرأ
عمرُ روحي
Romanceلا تسألني كم عمري ... اسألني كم عمر روحي. لماذا دائمًا ترتبط فرص زواج الفتاة عكسيًا بالعمر؟! ... كلما زاد عمرها قلت فرصها؟ ... ماذا لو لم يكن الأمر مقتصرًا على عمرها وحسب؟ كم ستنخفض نسبة هذه الفرص الضئيلة في مجتمعاتنا؟ ... هل الزواج هو طوق النجاة له...