الأيام تمضي وزين يسابق الزمن لكي ينهي عمله في الشركة وفي الوقت ذاته يتابع الأعمال في شقته الجديدة. بالكاد يجد الوقت ليحادث حور ويطمئن عليها وهذا أكثر ما يزعجه.
في أحد الأيام تفاجأ بقدوم ندى التي اقتحمت مكتبه وهي تقول بعلو صوتها لزينة: أعلم بأن زين في الداخل فلا تكذبي وإلا وجدتِ ما لا يسركِ. اغربي عن وجهي.
أغمض زين عينيه للحظات محاولًا تمالك نفسه، ثم أشار لزينة بالخروج. بقي على مكتبه يطالع الأوراق التي أمامه متجاهلًا وجود ندى التي رمقته بغيظ، ثم تقدمت نحوه حتى وقفت بجانبه قائلة: اشتقت إليك يا زين.
رفع رأسه لينظر لها، وابتسم باستهجان وازدراء في الوقت ذاته، فعقبت قائلة: ألا تصدقني؟
رد زين بسخرية: كيف يمكنني تصديق كاذبة بارعة مثلكِ؟! عدا عن هذا .. لا يهمني شيء مما تقولينه.
مدت يدها لتلمس وجنته، فأشاح يدها بيده إلا أنها قالت: بات قلبك قاسيًا عليَّ يا زين .. لم تكن بهذه القسوة أبدًا.
رد زين وهو يعود بنظره للأمام بعيدًا عنها قائلًا:
- أنا أعامل كل شخص بما يستحقه، وفي الحقيقة أنتِ تستحقين أكثر بكثير، لكن أخلاقي لا تسمح لي.
- ألا زلت تنتقم مني؟ ألم يكفك كل هذا البعد؟
- أي انتقام؟ أنا لم أنتقم منكِ أبدًا، ولن أفعل لأنني مسحتك من حياتي تمامًا. أنتِ التي تأبين تركي وشأني، وتستمرين بإيذائي في عملي لتضغطي علي. هل تحسبين بأنكِ سترغمينني بهذه الطريقة على مسامحتك؟ على العكس تمامًا، أنتِ بهذا ستجعلينني أكرهكِ أكثر.
- أنا ... فقط ...
- أنتِ ماذا؟ هل تحسبين بأنني لا أعلم بأنكِ وراء المشاكل التي تحدث في عملنا، وفي العقود مع الشركات والزبائن؟ أعلم كل شيء ورغم هذا صبرت وقلت لنفسي ستفهم أن ما تريده مستحيل وستتركني وشأني، لكنكِ تزدادين جنونًا.
- لأنني أحبك .. ألا تفهم؟!
- كلا، لا أفهم، ولن أفهم معنى إيذائي المرتبط بمشاعر الحب التي تتحدثين عنها، فمن يحب لا يؤذي.
- رغمًا عني .. أريدك أن تنظر لي .. أن تهتم بي .. أريد منك فرصة واحدة فقط.
- لن تحصلي على ذلك أبدًا .. انسي أمري فليس هناك أمل.
- هل هناك امرأة أخرى؟
- سواء كان هناك أم لا فموقفي تجاهكِ لن يتغير. أنا لا أريدك في حياتي.
- للأسف لن أدعك ترتاح يا زين .. سأبقى في حياتك شئت أم أبيت .. لن أتخلى عنك أبدًا فقد عدت وأنا أنوي العودة إليك .. أنت تعلم بأنني لا أتراجع قبل الحصول على هدفي .. حتى لو كان هناك امرأة أخرى في حياتك فلن أدعها تحظى بك لوقت طويل.
أنت تقرأ
عمرُ روحي
Storie d'amoreلا تسألني كم عمري ... اسألني كم عمر روحي. لماذا دائمًا ترتبط فرص زواج الفتاة عكسيًا بالعمر؟! ... كلما زاد عمرها قلت فرصها؟ ... ماذا لو لم يكن الأمر مقتصرًا على عمرها وحسب؟ كم ستنخفض نسبة هذه الفرص الضئيلة في مجتمعاتنا؟ ... هل الزواج هو طوق النجاة له...