الفصل 26 (ظلال من الماضي)

520 15 4
                                    

لا تنسوا التصويت تعبيرًا عن إعجابكم وتشجيعكم


جلست حور بجانب أم يزيد تحاول إقناعها بالقدوم معهما بعد أن رفضت وطلبت منهما الخروج وحدهما. ظنت بأن هذا العرض محض مجاملة ولم تشأ إزعاجهما، ولكن إصرار حور لا يبدو كذلك. أمسكت حور بيديها وجذبتها إلى غرفتها لتجبرها على تبديل ملابسها بينما هتف زيد بأنه سيكلم يزيد ويخبره. تعلل يزيد بأنه موعد نوم الطفلين، ولديه ملفات عليه مراجعتها أما حنان فقد أعلنت رغبتها بالقدوم، فرمقها يزيد باعتراض، لتقول مستنكرة: ماذا؟ لا تدعوني للخروج ولا تريدني أن أخرج؟ هذا كثير ... أحتاج لاستنشاق الهواء.

صمت وهز رأسه باستنكار فقد ذهبوا منذ نحو أسبوعين للتسوق، واللعب، وتناول الطعام مع الطفلين وأمضوا اليوم بأكمله في الخارج. لا يريد تذكيرها بذلك لأنه يعلم ماذا سيكون ردها، وبأنها ستقول بأن هذا اليوم كان ترفيهيًا للطفلين وليس لهما أو بالأحرى لها هي. لا يريد فتح أي نقاش معها فبالكاد جعلها تصمت عن تذمرها من حور وإلغائها لموضوع الراقصة التي قامت بحجزها.

تجهزت حنان بسرعة فائقة على غير عادتها خشية أن يغادروا من دونها تاركة طفليها برعاية أبيهم. دخلت الشقة بمرح ومزاح اعتادوا عليه منها، وسلمت على حور وعانقتها فهي لم تكن موجودة أثناء تناول طعام العشاء مع البقية. بينما هم يستعدون للخروج نظرت حنان لزيد بخبث، ثم وجهت الحديث لحماتها قائلة: ما رأيك لو نقوم بدعوة ليان؟

تظاهر زيد بأنه لم يسمع فقد ازدادت تلميحاتها مؤخرًا، ولا يريد الدخول في نقاش معها لأن زين سيفي بالغرض. قبل أن تجيب أم يزيد قال زين: ليان موظفة ولها حياتها الخاصة، ومن حقها أن ترتاح عقب العمل ... هذا أولًا ... ثانيًا ... نحن سنخرج كعائلة ولن نشعر بالراحة في وجود شخص غريب بيننا ... إن كنتِ تودين الخروج مع ليان تحديدًا يمكنكِ الاتفاق معها في يوم عطلتها ربما كي تخرجا سويًا.

ضمت حنان شفتيها محاولة إخفاء حنقها وحرجها بابتسامة باهتة، ثم قالت: أنت محق ... سأتحدث معها لاحقًا ... وربما تخرج معنا حور أيضًا ... إن لم يكن لديكَ مانع يا زين.

رد زين: ولمَ قد يكون لدي أي اعتراض؟! حور لديها الحرية الكاملة لتقرر.

عقبت حنان بخبث قائلة: ظننت بأنك ستعترض على خروجها ومن سيرافقها كما كنت تفعل مع كارمن ... آه .... لم أقصد ذكرها الآن ... أنا آسفة.

رمقها زين بنظرات لو كانت أسهمًا لاخترقت جسدها وأدمته في حين توجهت نظرات اللوم والعتاب لها من قبل كل من زيد وأمه. لاحظت حور ما حدث وأجبرت شفتيها على رسم ابتسامة لطيفة قائلة: هيا بنا ... دعونا لا نضيع المزيد من الوقت فأنتم لديكم عمل في صباح الغد.

قبل زين رأسها وقد أدرك الجميع بأنها لا تأبه لما قالته حنان كون الظروف مختلفة ولا مجال للمقارنة بينهما أما زين فقد كانت نظراتها كفيلة ليشعر بأن الغيرة راودتها عند ذكر اسم زوجته السابقة.

عمرُ روحيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن