الفصل 82 (انتظار وقرار)

292 17 2
                                    

لا تنسوا التصويت فضلًا ⭐🙏


باتت كل المعلومات التي تخص تلك المرأة العجوز وعائلتها بحوزتهم؛ فهي أرملة وعاشت حياتها تعمل لتربي بناتها الأربعة حيث زوجت ثلاثة منهن بعد انتهائهن من تعليمهن الجامعي، وبقيت أصغرهن التي رفضت الزواج حتى الآن لتبقى مع أمها. الجميع يشهد لها بحسن الخلق والطيبة مما جعل زيد وجواد يشعران بالراحة إزاء مكوث ليان في بيتها.

مضت بضعة أيام والعمل يسير في وتيرة متسارعة والجميع مشغول في الشركة حتى أوس وحور تحضيرًا للمرحلة الجديدة التي ستدخلها الشركة أما زيد وجواد فلا زالا في أسوان مع عدد من رجالهما، ولا زالت رؤيته لوجه ليان الحزين والباكي بين الحين والآخر من بعيد عندما تجلس في بهو ذلك المنزل البسيط تجعله مترددًا بشأن الظهور أمامها.

علاقة أوس ومرام تتخذ منحى هادئًا مقارنة بالأيام الماضية وهو لا ينفك يبذل ما بوسعه ليرضيها، ورؤيتها له ينغمس في القراءة والتعلم عقب انتهاء دوامهما تدخل إلى قلبها شيئًا من الراحة والطمأنينة.

رنا لا زالت تتهرب من الإجابة فقلبها لا يقوى على رفض طلب حازم الزواج بها وفي الوقت ذاته عقلها وماضيها يمنعها من القبول.

كارمن تعيش سعادة لا مثيل لها مع جاسر وطفلهما، ويتابعان مع أخصائي نفسي للتخلص من رواسب الماضي كي يتمكنا من تربية طفلهما دون تشوهات أو عقد أما ندى فقد حصلت على الطلاق وسافرت لتستقر في الخارج مع طفلها بعيدًا عن الجميع فلا أحد سيرحمها عقب معرفتهم بزواجها السري من رجل مسجون بتهم غير لائقة، وأول من سينتقدها هم صديقاتها من المجتمع المخملي اللواتي كانت تتسكع معهن.

...............................

بعد تناولهما العشاء معًا دخلت مرام إلى المطبخ لتنهي عملها فيه وتعد الشاي بينما جلس أوس يقرأ في أحد الكتب الدينية التي جلبها له زين، ثم سمع كلاهما صوت جرس الباب، فنهض أوس ليفتح الباب ووجد تلك الفتاة التي كانت مع جارتهم ذلك اليوم والتي تبين بأنها أختها الصغرى. باتت مؤخرًا تلتقي بهما كل يوم عند خروجهما وعودتهما إلى البيت بحجة مختلفة في كل مرة، وتحاول تبادل الحديث مع مرام، ولكن عيناها تبقى عليه.

يفهم أوس محاولاتها جيدًا، ولكن ليس بوسعه التحدث أمام مرام؛ فهو لا يريد مشكلة جديدة معها أو جعلها تكون سببًا في عودة الشك بينهما.

كانت تحدق به مبتسمة وهي تلقي التحية عليه بنبرة مليئة بالدلال الذي أثار غثيانه، ليرد عليها بنبرة شبه حادة: ماذا تريدين؟

تجاهلت بروده ذاك وقالت وهي تقدم منه طبقًا تحمله بيديها: لقد أعددت بعض الكعك وأختي طلبت مني أن أحضر لكم بعضه.

ابتسم باشمئزاز وقال بنظرات توضح استخفافه بها: لا نحب الكعك ... شكرًا.

هم بإغلاق الباب، فرفعت صوتها تسأل عن مرام، فضم شفتيه بغيظ وازداد غضبه عندما رأى مرام تتقدم منه تسأله بإشارة من رأسها من هذه وقبل أن يجيب سارعت الفتاة بالتحدث مدعية الحب والمودة كي تتبادل الحديث معها وتسمح لها بالدخول؛ فالفرصة لم تتح لها من قبل.

عمرُ روحيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن