صافح زين الضيوف حتى وصل إلى ندى التي سارعت بمد يدها نحوه، ورغم امتعاضه وشعوره بالاشمئزاز منها إلا أنه مد يده إليها، لكنه بالكاد لمس أطراف أصابعها كي لا يثير تساؤل البقية. صافحها بشكل سريع وهو يرسم على وجهه ابتسامة دبلوماسية باردة، ويحدق في أي نقطة في الفراغ كي لا ينظر لوجهها، ثم سرعان ما سحب يده وجلس مكانه مرحبًا بضيوفه.
بقيت ندى تحدق به طوال الاجتماع وعرف بأنها شريكة بهذا المشروع فهي صديقة زوجة رئيس الشركة وهي التي أوصت له بها كي يجعلها شريكة في هذا المشروع.
انتهى الاجتماع بتحديد موعد توقيع العقود، وقد لعبت ندى دورًا أساسيًا في مدح زين وعمله ومشاريعه السابقة، ليقول أحدهم بأنها هي من اقترحت شركته لهم كي ينفذوا هذا المشروع الضخم، ثم نظر لها الرجل ممازحًا وسألها إن كانا يعرفان بعضهما البعض، فرد زين سريعًا بطريقة دبلوماسية هادئة: لا أظن بأننا نعرف بعضنا البعض.
نظر الرجل لندى وقال: ألم تقولي بأنكما درستما معًا في الجامعة؟
ارتبكت ندى وقالت: أجل، درسنا معًا.
أردف زين بسرعة: حقًا؟ لا يمكن للشخص أن يتذكر كل من درسوا معه فهناك عدد كبير من الطلاب.
أضاف زين ممازحًا وهو يوجه حديثه للرجل: إن كنت تذكر جميع من درسوا معك في الجامعة فهذا رائع، ويدل بأن ذاكرتك فولاذية.
ضحك الرجل قائلًا: أي ذاكرة هذه يا سيد زين؟! لولا مساعدتي الشخصية لما تذكرت شيئًا.
خرج الجميع عقب انتهاء الاجتماع أما هي فقد تلكأت، وتعمدت أن تكون الأخيرة، وبما أنهم خرجوا من الباب ويولون ظهورهم لهما حاولت أن تمسك يده بيديها الاثنتين، فنفضها بعيدًا وقال من بين أسنانه: لا تلمسيني ... هذا مقزز!
ردت برجاء قائلة: دعنا نلتقي ونتحدث زين ... أرجوك ... لدي الكثير لأقوله لك.
حاول زيد أن يشغل الرجال بحديثه ومزاحه كي لا يلاحظوا ما يحدث، ثم قال زين: اخرجي ولا أريد رؤيتك مجددًا ... أقسم إن كان هذا المشروع حيلة منك أو حاولت إلحاق الضرر بشركتي سيكون لي تصرف آخر.
عقبت ندى بسرعة: الأمر ليس كذلك ... أقسم لك ... كيف عساي أتسبب لك بأي أذى؟!
ابتسم زين بتهكم قائلًا: فعلتِها من قبل.
همت بالرد وإذا بأحد الرجال يلتفت نحوها ويقول: ندى! هيا بنا ... لدينا الكثير من الأمور لنقوم بها ... يمكننا التحدث في تفاصيل المشروع مع السيد زين لاحقًا.
رسمت ندى ابتسامة متكلفة على وجهها وأومأت له موافقة، وعندما لاحظ بأنها تهم برفع يدها لتصافحه قال من بين أسنانه هامسًا وهو يبتسم: إياكِ.
ردت بدورها بابتسامة مستفزة ومدت يدها لتصافحه، فسارع زيد بالحديث ليشغل الرجل عنهما، فاطمأن زين ورمقها باحتقار واقترب من الرجال مودعًا إياهم، فاضطرت عندها للمغادرة برفقتهم.
أنت تقرأ
عمرُ روحي
Romantizmلا تسألني كم عمري ... اسألني كم عمر روحي. لماذا دائمًا ترتبط فرص زواج الفتاة عكسيًا بالعمر؟! ... كلما زاد عمرها قلت فرصها؟ ... ماذا لو لم يكن الأمر مقتصرًا على عمرها وحسب؟ كم ستنخفض نسبة هذه الفرص الضئيلة في مجتمعاتنا؟ ... هل الزواج هو طوق النجاة له...