الفصل 76 (دوامة حيرة)

349 16 6
                                    

لا تنسوا التصويت 🙏⭐ .... بانتظار تعليقاتكم ورأيكم بالأحداث 💌❤

رغم سعادته برؤيتها إلا أنه يشعر بالحرج الشديد من مقابلة والديها، وكلمات الشكر والامتنان التي يغدقونه بها، وحديثهم المستمر معه وهو ليس بشخص يجيد الحديث ولا يحبه حتى. إجاباته مقتضبة ويبدو بأن أسئلة أمها فضولية وهو يكره ذلك، ولكن لا يسعه الاعتراض. لم يشعر بهذا من قبل إلا أمام والدي زوجته السابقة. شعرت وتين بضيقه وارتباكه، فهتفت موجهة الحديث لوالديها: أظن بأن علينا الخروج ليرتاح، أليس كذلك؟

أيدها والديها وقاما بتوديعه وتكرار كلمات الشكر له على إنقاذه لابنتهما. اقتربت من سريره بعد أن بات والديها عند باب الغرفة وابتسمت قائلة بصوت منخفض بعض الشيء: سأعود لرؤيتك بعد انتهاء الدوام، هل ترغب بأن أحضر لك شيئًا ما؟

ارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتيه وأجاب قائلًا: شكرًا لكِ ... لا داعي لتتعبي نفسكِ بالقدوم.

هزت رأسها باعتراض وهي لا تزال مبتسمة، ثم قالت: سآتي.

خرجت لتلحق بوالديها اللذين ينتظرانها أمام الباب، فتنهد هو بحيرة وتعب من هذه التي تعذب قلبه ولا يبدو بأنها ستستلم أو تبتعد.

لا يدري ماذا يفعل ... هل يستسلم لمشاعره ويغتنم جرعة الحب هذه التي لن تأتيه مجددًا؟! ... أم يبعدها عنه بأي طريقة كانت؟! ... حتى لو اضطر ليقسو عليها ... لكن هل بوسعه حقًا أن يقسو عليها ويجرحها؟

دخل يزيد ليقاطع أفكاره تلك، فابتسم يزيد قائلًا: لا تفكر كثيرًا وضع جانبًا أي فكرة مجنونة لتبتعد عنها ... الفتاة تحبك والأمر واضح للغاية من نظراتها ولهفتها عليك ... لا تكسر قلبها يا جواد ... هي تحتاجك كما تحتاج إليها.

أشاح جواد بوجهه من شدة غضبه من هذه الحيرة والتخبط، ثم هتف بحنق: ماذا لو تأذت بسببي هي أيضًا؟ تعلم جيدًا بأنني أتعامل مع أشخاص لا يرحمون ... والآن سنعبث مع المافيا ...

قاطعه يزيد بحنق هو أيضًا قائلًا: نحن أيضًا تعرضنا للأذى ومحاولات قتل وخطف، لكن هل هذا يعني بأن نوقف حياتنا بسبب الخوف؟! ألن نتزوج وننجب ونعيش حياتنا؟! انظر لأهل فلسطين ... هل تأذى أحد في الدنيا مثلهم؟! هل عليهم إذًا العزف عن الزواج والإنجاب لأنهم سيموتون؟! لا ... الحياة مستمرة ويجب أن تقاوم، وتعيش، وتسعى، وتنتهز الفرص حتى يحين الأجل ... أعلم بأن ألمك كبير، ولكن فكر بألم غيرك أيضًا فحينها ستغير وجهة نظرك للأمور.

تركه يزيد وخرج غاضبًا في حين كان جواد يشعر بتردد وتخبط ما بين القبول والرفض. مرت دقائق ورأى يزيد أخاه الأصغر يهرول تجاهه حتى وصل إليه وتساءل على الفور بقلق: أين جواد؟ هل هو بخير؟

...............................

مضت ساعات وهي لا تزال في الغرفة وهو لا يجد ما يفعله فقد تابع عمله عن بعد رغم أنه في إجازة. نهض لتحضير الطعام بعد أن سمع صوت معدته تعلن النفير العام، وبالتأكيد هي كذلك فهما لم يتناولا الطعام منذ أمس ولا يدري متى آخر وجبة تناولتها هي.

عمرُ روحيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن