الفصل 78 (تحطم الجليد)

337 15 0
                                    

لا تنسوا التصويت فضلًا ⭐🙏❤

استيقظت لتصلي الفجر ووجدته نائمًا على الأريكة والحاسوب على الطاولة بقربه، فرمقته باشمئزاز وهمت بالتوجه إلى الحمام إلا أنها فكرت بأن ترى ماذا كان يشاهد، وحاولت فتح حاسوبه إلا أنها وجدته يحتاج لكلمة سر، فشتمته في سرها وتوجهت إلى الحمام.

.......................................

سبقت والدتها إلى المطعم بعد أن أوصلت أختيها للمدرسة في طريقها لتبدأ التجهيزات ريثما يبدأ الزبائن بالتوافد. بينما كانت تعمل وجدته يدخل ملقيًا تحية الصباح. تجمدت للحظات، ثم أشاحت بنظرها عنه وردت عليه التحية بجفاء وهي تكمل عملها.

كان يبدو عليه الحرج وازداد بعد تجاهلها له على غير العادة، فتقدم منها بضع خطوات وأخذ منها الكرسي الذي كانت تحمله أثناء تنظيفها للطاولات، لتقول بصوت يحمل بعض الحدة: لم نجهز أي طعام بعد ... أخبرني بطلبك ويمكنك العودة بعد نصف ساعة وستجده جاهزًا.

أمسك بيدها ليوقفها عما تفعله وهتف باسمها برجاء، فنظرت له بغيظ تخفي به حزنها وألمها الذي ظهر بنبرة صوتها وهي تسأله: كيف حال ابنتك الآن؟ عندما تتحسن أحضرها هي وزوجتك إلى هنا لتناول الطعام ... سيكون على حسابي.

جذبها حازم من يدها نحوه وأمسك بيدها الأخرى قائلًا بحزن: زوجتي توفيت وهي تلدها ... ليس لي سوى ابنتي "آيسل" ... عمرها أربع سنوات.

دمعت عينا رنا وقالت: أنا آسفة ... لم أكن أعلم ... أنا ...

ابتسم بحزن قائلًا: لا عليكِ ... لا أحب الخوض في الحديث عن حياتي الشخصية ... حياتي كلها ما بين العمل و "آيسل" فقط ...

سمع كلاهما صوت طفلة صغيرة تنادي أباها فالتفت للخلف، ثم عاد بنظره لرنا وحمحم قائلًا: لم تدعني أخرج وحدي ... آسف لإحضارها دون ...

ابتسمت رنا وخرجت لتجد طفلة صغيرة في غاية الجمال تعبر عن معنى اسمها -ضوء القمر- تخرج رأسها من نافذة السيارة. اقتربت منها رنا وسلمت عليها بود وأنزلتها من السيارة وكلتاهما تتبادلان الحديث، لتفهم رنا منها بأن حازم كان يحدثها عنها. ابتسم عند رؤيته تقبل آيسل لها؛ فهي لا تتقبل أي شخص بسهولة وتتجاذب معه أطراف الحديث.

أعدت رنا فطورًا سريعًا وجلست مع حازم وابنته وقد عادت الابتسامة لتنير وجهها من جديد. دخلت والدتها وصدمت من هذا المشهد إلا أنها ألقت التحية عليه ابتسامة مرتبكة، ثم نظرت لرنا باستفهام لتنهض قائلة بأنها ستعد الشاي وأخذت أمها للمطبخ قائلة: سأشرح لك الأمر لاحقًا يا أمي.

..................................

أشرقت شمس يوم الجمعة والجميع لاحظ حال حور الذي تغير منذ أن علمت بأمر فقدانها لجنينها بسبب التسمم. يشفقون عليها واحترموا رغبتها بالعزلة والبقاء وحدها لدرجة أنها لم تذهب إلى الشركة في اليوم التالي.

عمرُ روحيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن