الفصل 31 (مزيج غريب)

523 14 2
                                    

لا تنسوا التصويت فضلًا وترك تعليقاتكم وأسئلتكم ❤👇


فتح عينيه بعد أن داعبت أشعة الشمس جفونه، ليجدها نائمة على صدره، فابتسم وقبل رأسها، ثم وقع نظره على ملابس الرقص يستذكر ليلتهما العاصفة.

بدأ يمسح على خصلاتها الناعمة وهو يتساءل كيف يعقل أن تكون بهذا المزيج الغريب ... امرأة تضج بالأنوثة والدلال والجمال وستبلغ الثانية والثلاثين من عمرها ... لكنها في الخارج مع الغرباء تكون على قدر من الحزم والقوة تتفوق فيهما على بعض الرجال ... رغم كل هذا يراها طفلة عندما يسعدها بشيء مهما كان بسيطًا كقطعة حلوى أو نزهة بسيطة، فتبدو له حينها كأن ابنته هي من تمسك بيده وترمقه بكل ذلك الحب والسعادة ... أهذه هي روح الطفلة البريئة التي تحتفظ بها في داخلها رغم كل شيء؟! ... كم هي بسيطة ومعقدة في الوقت ذاته!

.....................................................

غادر زيد برفقة ليان ولم ينتظر زين كونه يعلم بأنه سيأتي مع حور التي ستبدأ العمل في الشركة. لم يتحدثا معًا ولم ينطق كلاهما سوى بتحية الصباح لا غير. لم يعد يحتمل صمتها وجفاءها رغم أنه ثقيل على نفسها، ولكن خوفها من مروان وما قد يفعله أعظم. بينما هما في الطريق قال بجمود: حور ستبدأ العمل في قسم البرمجة الجديد.

ابتسمت ليان وأجابت دون النظر إليه: أعلم، لقد أخبرتني.

عاد الصمت من جديد وإذا به يهتف بحنق قائلًا: إلى متى ستبقين على هذا الحال؟

ارتبكت ليان وقالت متظاهرة بالجهل: أي حال تقصد؟

رمقها زيد بتهكم واستنكار قائلًا: أي حال؟! إلى متى ستبقين هذه المسافة وهذا الصمت المزعج؟ كل هذا بسبب خوفك من ذلك الوغد؟ لا يسعه فعل شيء بكِ، لمَ لا تفهمين ذلك؟!

أشاحت ليان بوجهها وهي تحاول التماسك أمامه، لتقول: من قال بأنني خائفة؟! أنا فقط ... لا أريد لأحدهم أن يتحدث عني بالسوء كوني اعيش وحدي.

ابتسم زيد بتهكم وقال: آه بالطبع ... أنتِ فتاة قوية ... لا تخافين مطلقًا ... بدليل وجهك الباهت وهالاتك السوداء التي تدل على أنكِ لا تنامين ليلًا ... وفزعكِ كلما سمعت أبسط صوتٍ هنا أو هناك ... أقول لنفسي اهدأ يا زيد ... ستنسى وتعود لطبيعتها ... إن احتاجت لشيء ستلجأ إليك ... ستطلب المساعدة ... ولكنكِ مستمرة بعنادك.

انهمرت دموعها وهي تستمع لنبرته الغاضبة وكلماته التي أصابت الصميم فهي بالفعل بالكاد تتمالك نفسها لتقوم بعملها. تنهد زيد بحنق وضرب المقود بيده قائلًا: لماذا تبكين الآن؟ أنا أخبركِ بحقيقة الوضع، وما أريده هو أن تعودي لصوابك وتتخلي عن مخاوفكِ من ابن عمك.

التفتت له ليان وقالت ببكاء: لا يمكنني ... أنت لا تعرف ما يمكنه فعله ... إنه مجرم ولا يخاف الله ... ماذا سأفعل إن افترى عليَّ ولوث شرفي؟!

عمرُ روحيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن