الفصل 43 (طيف نهاية)

483 12 4
                                    

لا تنسوا التصويت للتشجيع والدعم 

ينظر لانعكاسه في المرآة وهو يهندم ثيابه بحماس؛ فهذه المرة الأولى التي سيخرجان فيها معًا كموعد رسمي بعد عقد قرانهما. نثر عطره، ثم نظر لانعكاسه وابتسم بعد أن تساءل لمَ كان يؤجل الأمر باستمرار فها هما باتا أقرب لبعضهما البعض حتى أنهما باتا يرتاحان بالحديث أكثر الآن. عزم على أن يسألها عن مشاعرها تجاهه فلم يعد بوسعه تأجيل الأمر أكثر ففي كل مرة تتهرب منه بعد أن يحمر وجهها خجلًا. هذه المرة لن يسمح لها بالهروب، بل سيجبرها على الاعتراف بمشاعرها تجاهه ومتى بدأت,

ابتسمت أمه بسعادة عندما رأت حماسه للخروج برفقتها، واكتفت بأن تطلب منه أن ينتبها لنفسيهما وحسب. قبل جبينها وخرج ليطرق باب شقة ليان التي خرجت على الفور وهي بكامل أناقتها مرتدية فستانًا طويلًا باللون الأخضر الداكن الذي ناسب لون عينيها اللتين يجبرانه على الشرود فيهما كلما نظر إليهما.

همست بابتسامة خجولة: أنا مستعدة.

اتسعت ابتسامته وقال: هيا بنا إذًا.

أغلقت الباب ومشت برفقته حتى المصعد، فمال نحوها وقال: تبدين في غاية الجمال.

اندفعت الدماء إلى وجهها وهمست له بكلمات الشكر، فابتسم وطوق خصرها بذراعه وقبل أعلى رأسها وهو يتساءل كيف عساه يخفف من خجلها هذا. يروقه هذا الخجل وحمرة وجنتيها التي تؤكد له بأنه أول رجل في حياتها، ولكنه يريد المزيد. يريد أن تحدثه بما تشعر به تجاهه كي يزداد ثقة بصحة اختياره لها. يريدها أن تتخلى عن حذرها في كلامها وتصرفاتها معه، ويود لو أنها تفتح له قلبها لتفضي له بمكنونات صدرها.

توجه بسيارته إلى أحد دور السينما ليشاهدا فيلمًا جديدًا وقد كانت هي متحمسة لذلك. ابتسم عندما رأى سعادتها وعندما سألها عن الأمر أجابت:

- لم أذهب إلى السينما سوى مرة واحدة مع صديقاتي عندما كنا في الجامعة ... كنت طالبة جديدة وأحاول تكوين صداقات، لذا قبلت بالذهاب معهن ... في ذلك اليوم تأخرت أكثر مما ينبغي وقلق أبي وأمي عليّ.

- لماذا؟ ألم تخبريهما بذهابك؟

- بلى، بالطبع فعلت، ولكن نفذ شحن هاتفي واضررت لمجاراة صديقاتي والذهاب معهن إلى التسوق. عندما عدت كانا خائفين للغاية وغضبا مني بشدة، وتلقيت توبيخًا قاسيًا. كانت أول مرة وآخر مرة يوبخانني بها وأنا لم أذهب إلى السينما ولا حتى إلى التسوق مع صديقاتي مجددًا.

- هل قاما بمنعكِ أم ماذا؟

- كلا، ولكنني كنت أكره أن يشعرا بالانزعاج، فما بالك بما سببته لهما من خوف وذعر؟! ... عدا عن هذا مرض والدي اشتد وتوفي بعد فترة قصيرة.

- أعلم بأن الحديث عنهما يؤلمك، ولكنني أود أن أعرفهما من خلالك يا ليان ... أود أن أسمع عنهما منكِ.

عمرُ روحيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن