الفصل 30 (ما قبل الطوفان)

537 17 6
                                    

لا تنسوا الضغط على نجمة للتصويت فضلًا وليس أمرًا

من باب التشجيع على الاستمرار 


لاحظت حور خروج الحراس من السيارتين المرافقتين لهما والذين توزعوا في كل الاتجاهات بكل هدوء دون لفت الأنظار. كان يحتضن يدها الرقيقة بكفه وهما يدخلا المجمع التجاري الضخم عندما التفتت له قائلة بعتاب: إلى متى ستبقى خائفًا عليَّ من تلك المجنونة؟! يمكنني الدفاع عن نفسي يا زين.

تنهد زين وتوقف عن المشي، لينظر إليها ويضع سبابته على جبينها المقطب قائلًا: فكي هذه العقدة ... تجاهلي وجودهم ودعيني أفعل ما يشعرني بالطمأنينة يا حور ... من فضلك.

لانت شفتاها بابتسامة لطيفة وقالت باستسلام: حسنًا، كما تشاء، لكن لا تنقذها من يدي عندما تخطئ وتظهر أمامي.

ضحك زين وأحاط كتفيها بذراعه وأكملا المسير حتى دخلا متجر أدوات منزلية ضخم حيث نظر لها قائلًا: اختاري ما تشائين يا حبيبتي.

ابتسمت حور وبدأت تنظر من حولها، وتختار ما تحتاجه من أدوات منزلية وأجهزة كهربائية خاصة بالمطبخ والمنزل بشكل عام. طال الأمر وهو يشاركها اختياراتها باهتمام، لتنظر إلى ما اختارته وتشعر بالعبء كونها اختارت الكثير من الأشياء رغم أنها تحتاجها، فاقتربت وهمست له قائلة: دعنا نأخذ قسمًا منها الآن ونشتري البقية لاحقًا.

نظر لها وسألها باستغراب بنفس النبرة: لماذا؟ ألم تعجبكِ؟ يمكننا الذهاب إلى متجر آخر.

أجابت حور بتردد: بلى، أعجبتني، لكن أظن المبلغ سيكون كبيرًا.

ضحك زين ورفع حاجبه قائلًا: لن آتي للتسوق برفقتك وجيبي فارغ ... راتبي جيد لا تقلقي.

أتبع جملته الأخيرة بغمزة فهو ليس موظف لتقلق بشأن المال. ابتسمت حور، فأردف بجدية وهو ويضع يده على كتفها قائلًا: خذي ما تشائين ولا تفكري بأمر المال يا حور.

رمقته بابتسامة مترددة، فمال نحوها وقال: سنتحدث بشأن حيرتك وما قلته الآن في المنزل.

تعلم بأنه رجل ثري وإن اختارت أضعاف ما اختارته فهو لا شيء بالنسبة له، فلمَ ترمقه بهذه الحيرة والتردد؟! شعر بالغيظ خاصة أن لها موقف سابق عندما اشترت احتياجاتها قبل حفل الزفاف من مالها الخاص. لا يريدها أن ترى أن هناك فرق بينها وبينه، ولا يريد أن يشكل موضوع المال حساسية بينهما؛ فهو زوجها وكل ما هو له يعد ملكها أيضًا وفوق كل هذا فإن مشترياتها هي احتياجات المنزل وليست أشياء شخصية لها.

أخذت كل ما تريده وأخرج زين بطاقته البنكية ودفع ثمن المشتريات، ثم أمسك بيدها وخرجا، لتنظر له متسائلة: زين! لم نأخذ المشتريات.

عمرُ روحيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن