فصل جديد وتطورات حماسية🔥🔥 ... لا تنسوا التصويت ⭐🙏
قطع نحيبها صوت جلبة أمام باب شقتها يبدو بأنها تصدر من الشقة المقابلة. كفكفت دموعها ونهضت وهي تحاول السيطرة على شهقاتها متوجهة نحو الباب، فسمعت صوت صراخ وعويل ودب الذعر في أوصالها عندما دق أحدهم باب شقتها بقوة. استجمعت قوتها وهتفت تسأل من هناك، ليأتيها صوت امرأة تقول بصوت يحمل آثر البكاء: أنا جارتكِ في الشقة المقابلة ... أود طلب معروف منكم ...
طلبت منها مرام دقيقة، ثم سارعت بارتداء ملابس الصلاة وغطت وجهها وفتحت الباب قليلًا بخوف، لتقول المرأة بسرعة ودموعها تروي وجنتيها: أعلم بأننا لم نتعرف بعد، ولكن هل يسعني إبقاء أطفالي لديكِ لبعض الوقت؟ خالتي التي هي والدة زوجي توفيت والإسعاف يقوم بنقلها الآن ... يجب أن نذهب ... لقد استيقظا خائفين بسبب ما حدث ... أرجوكِ.
لم تستطع مرام الرفض وبالفعل أدخلت المرأة طفليها وطلبت منهما البقاء هادئين ريثما تعود لأخذهما. أغلقت مرام الباب ونظرت للطفلين الصغيرين بحيرة؛ فهي لا تجيد التعامل مع الأطفال ولا تحتمل إزعاجهم حتى. كشفت عن وجهها وابتسمت للصغيرين الذين كانا ولدًا بعمر السادسة وفتاة بعمر الرابعة.
حاولت تبادل الحديث معهما، لكنهما كانا يشعران بالاستغراب والخجل، ثم تساءل الطفل ببراءة: متى ستعود أمي؟ هل ستكون جدتي بخير؟
ضمت مرام شفتيها محاولة التحكم بانفعالها كي لا تبكي أمامهما وأجبرت شفتيها على الابتسام قائلة: ستعود قريبًا ... هل تريدان أن تأكلا شيئًا؟ ... أم تريدان أن تناما؟
نظرت من حولها ورأت الطاولة المكسورة والزجاج المبعثر وخشيت أن يخافا أو يتأذيا من الزجاج، فأدخلتهما إلى إحدى الغرف ووضعتهما على السرير، ثم أحضرت لهما بعض الحلوى وحاولت التحدث معهما وطمأنتهما حتى سمعت جرس الباب من جديد، فهرعت لتفتح عندما علمت بأنها أمهما التي شكرتها بسرعة وهتفت قائلة: أنا لن أتأخر ... سأترك زوجي هناك بعد وصول أفراد العائلة وأعود على الفور ... أنا حقًا آسفة.
عقبت مرام بهدوء: لا عليكِ ... رحمها الله وألهمكم الصبر.
وضعت المرأة يدها على فمها لتمنع صوت بكائها وزوجها خرج من الشقة يمسح دموعه بهدوء، ليخرج بعده رجلين يسحبان السرير المتنقل الذي عليه جثة والدته والتي سقطت يدها من أسفل الغطاء أمام عيني مرام، فهوى قلبها بين قدميها ذعرًا؛ فهذه أول مرة تشاهد فيها جثة شخص ميت.
أغلقت الباب ولم تعد تقوى على الوقوف، فسقطت أرضًا بجوار الباب وسندت ظهرها للحائط وقلبها يتخبط في صدرها ذعرًا، لتتساءل ببكاء: أين أنت؟ لم تركتني وحدي في وقت كهذا؟!
حاولت النهوض لتمسك بهاتفها الموضوع على منضدة بقرب الباب، ولكن لم تستطع، فازداد نحيبها وزحفت أرضًا ومدت يدها حتى أمسكت به، ثم حاولت الاتصال به مرة بعد أخرى.
أنت تقرأ
عمرُ روحي
Romanceلا تسألني كم عمري ... اسألني كم عمر روحي. لماذا دائمًا ترتبط فرص زواج الفتاة عكسيًا بالعمر؟! ... كلما زاد عمرها قلت فرصها؟ ... ماذا لو لم يكن الأمر مقتصرًا على عمرها وحسب؟ كم ستنخفض نسبة هذه الفرص الضئيلة في مجتمعاتنا؟ ... هل الزواج هو طوق النجاة له...