الفصل 74 (جريمة زفاف)

353 13 10
                                    

لا تنسوا التصويت بالضغط على ⭐🙏❤

دخل الغرفة دون سابق إنذار، لتجده يتوجه نحو غرفة الملابس ويخرج بعض الملابس ويضعها في حقيبة سفر صغيرة. نهضت من سريرها متوجهة إليه وهي تتساءل بتردد: إلى أين ستذهب يا جاسر؟

لم يجبها ولم يكترث لسؤالها ولا حتى وجودها، فدمعت عيناها وتساءلت بحرقة قائلة: هل ستتركني وحدي؟ ستهجرني أم ماذا؟

تأفف جاسر بحنق؛ فهو لا يريدها أن تبكي كي لا يضعف أمامها وفي الوقت ذاته لأن حالتها النفسية ستسوء وستؤثر على الجنين، لذا اضطر لإجابتها: سأسافر ليومين من أجل العمل.

شعرت ببعض الطمأنينة، ولكنها في الوقت ذاته خشيت أن تسأله عن وجهة سفره كي لا يزداد غضبه. انتظرت أن يخبرها، ولكنه لم يفعل فقد انتهى مما يفعله وتوجه نحو الباب ليخرج، فهتفت بحزن متسائلة: جاسر! ألن تودعنا؟!

نبرة صوتها الحزينة أجبرته على الالتفات وما أن لمح دموعها والهالات السوداء تحت عينيها وحالة الانطفاء والتعب الواضح على وجهها جعلت قلبه يرق لها. أحكم قبضته على حقيبته محاولًا التحكم بمشاعره، وابتسمت عندما رأته يتقدم نحوها، ولكن سرعان ما اختفت ابتسامتها عندما وضع يده على بطنها وقال بجمود: اعتني بطفلي جيدًا وإلا ندمتِ.

انهمرت دموعها، فسارع بالخروج كي لا يضعف ويأخذها في عناق يكسر أضلعها.

.............................

لم تكن محض صدمة، بل هي صاعقة تلك التي نزلت على حور عندما قالت مرام أمام الجميع بأنها موافقة على الزواج بأوس. نفضت حور رأسها وقالت بعدم تصديق: يبدو بأنني لم أسمع جيدًا ... ماذا قلتِ يا مرام؟

اقتربت حور منها، ولكن مرام كانت تخفض رأسها ودموعها تنهمر بصمت رغمً عنها. طال صمتها، فهتفت حور بضيق: منذ دقائق فقط قلتِ بأنكِ تفضلين الموت على الزواج به ... ما الذي تغير الآن؟ ... ماذا قال لتغيري رأيكِ؟

ردت مرام بصوت مرتعش يحمل آثار البكاء: لقد أقنعني بوجهة نظره ... هذا هو الحل الأفضل لإسكات الناس ... كما أنه يقول بأنه معجب بي.

أمسكت حور بيدها وهي تهز رأسها برفض وعدم تصديق: مرام! أخبريني الحقيقة ... هذا ليس كلامكِ ... أنا معكِ حتى النهاية أخبريني ولا تخشي شيئًا ... ماذا تغير يا مرام؟

أجهشت مرام بالبكاء: أنا فقط متعبة وأريد لكل شيء أن ينتهي ... تعبت من هذه الحياة بأكملها.

عانقتها حور وبكت هي الأخرى قائلة: اهدئي ... كل شيء سيكون بخير ... اطمئني.

نظرت حور لأوس وهي لا تزال تعانق مرام ورمقته بنظرات غاضبة مشتعلة، فحدق بها أوس باستغراب، ثم نظر لزين وأشار له بمعنى انظر لزوجتك، فهمس له زين بتهكم: كن شاكرًا أنها لم تضربك مرة أخرى.

عمرُ روحيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن