نظرت له بقوة وقالت: للأسف إنت غلطان لانك صحيح عرفت تدير شركة بالحجم ده لكن مش عارف تدير حياتك .أنا يمكن معرفكش وأول مرة أشوفك بس الحمد لله أنا عندى ملكه إنى بفهم الناس من نظرة عين .زى مافهمت أخوك ده اللى إسمه أمجد وهو بيستعرض نفسه قدام البنت اللى واقفه لأنه متأكد إنها هتقع من جماله .برضه فهمتك من نظرتك له إنك مفكر نفسك أقل منه .ودلوقت سؤالك عن رأيى فيه أكدلى وجهة نظرى .
وقف رائف بينهما فى محاولة منه لتلطيف الحوار القائم وهجوم هاميس على عصام .فهو أدرى الناس بطبيعتها وكونها لا تستطيع الصمت خاصة عندما يمس شئ من معتقداتها .وأيضاً إشفاقاً على عصام من كلمات هاميس فهو أكثر الناس معرفةً بجرحه .
أمسك رائف يد هاميس وهو يقول بإبتسامة : إيه ياهموس إنتى مش ناويه تروحى عشان ترتاحى ولا ايه . وكمان الكلام بينا مش هيخلص ومسيركم هتشوفوا بعض تانى بما انك هتبقى معانا هنا .
قفزت هاميس بفرح: بجد هشتغل هنا معاك .حبيب قلبى وربنا .ثم إحتضنته وقبلته على وجنتيه .
زهول هو ما أصاب عصام هل هذه من قال عليها رائف أنه سيحضر من ينظم الحسابات ويضبطها . إذا سيراها كل يوم .هنيئاً لك أيها القلب النابض .
نظر إليهم وهو يتمنى أن يكون مكان رائف وهى بين أحضانه . إبتسم لتخيله .فمنذ متى وهو هكذا .يبدو أن هذه الهاميس ستغير الكثير والكثير .ولا يعلم أنها فعلا ستغير الكثير ولكن ليس بالشركة فقط .
اتجهت هاميس إلى عصام وهى تمد يدها للسلام وقالت بإبتسامة رااائعة زادت من نبضات قلبه: بما إنى هشتغل عندك بقه يبقى نبدأ صفحة جديدة خاااالص واوعى تزعل من كلامى. ثم أضافت بضحكة سلبت لب ذلك الواقف أمامها : مانا مش هترفد قبل ما أشتغل يعنى .بص شغلنى وجربنى شهر وبعدين ابقى ارفدنى عشان بس بريستيجى وكده أصلى مرفوده من كذا شركة والحمد لله ولأسباب مختلفة .قالت هذا وهى تهذب ياقة بلوزتها بفخر .جعل ذلك الواقف أمامها يضحك بشدة عليها وهو يمد يده هو الآخر ليسلم وهو يقول من وسط ضحكاته: أول مرة أشوف واحدة مرفودة وفرحانه لا وبتفتخر بكده .
نظر لعيناها وهو مازال ممسك بيدها وقال بهدوء: طب إضحكى عليا بدل ما ارفض أشغلك معايا .
أين هى لا تعلم . فلقد تاهت فى ضحكته والتى أظهرت كم هو جميل حقا .فعندما ضحك شعرت أن وجهه ينبض بالحياة. ردت هى عليه بخفوت : متكشرش تانى لأن ضحكتك حلوة قوووى .
أجابها بخفوت: وانتى ضحكتك أحلى .
أمسكهم رائف من ياقاتهم وهو يقول بغضب: ان شاء الله شكلها أخر ضحكه ليكى وله .
نظر لعصام وقال بغيظ: جرا ايه يا اخويا دانت مبتضحكش للرغيف السخن النهارده فاتحها مضحكة ولا ايه .
ثم نظر لهاميس وقال بغضب: وانتى ياختى جايه تشتغلى محاسبة ولا أراجوز .ثم صاح بقوة : إمشى يابت قدامى على البيت .يلاااا .
أخذت حقيبة يدها وهى تقول : من عينيا ياباشا ،أنا أصلا فى البيت بس إنت مش واخد بالك .رفع لها حاجبيه بمعنى : حقاً .
خرجت هرولةً حتى تبتعد عن غضب رائف وهى تؤنب نفسها : قال ضحكتك حلوه قال .يعنى أنا بضرب الرجاله كلها وأجى عند ده وأقوله ضحكتك حلوه وكمان قدام رائف .هبله انا هبله .يلا هروح قبل ما ياكولنى ..وقفت فجأة وهى تتذكر ببكاء : ياختااااى دانا هروح عنده يعنى هياكولنى هياكولنى .
أما عند عصام ورائف .قال عصام فجأة : هى أختك هى اللى انت قلت عليها انها هتشتغل فى الحسابات .
نظر اليه رائف بقوة وهو يريد أن يعرف من هذا الذى يقف أمامه .فعصام صديقه لا يبتسم بسهوله ولكنه منذ لحظات كان يقهقه وبشدة .فهو ولأول مرة يراه هكذا .
إبتلع عصام ريقه وقال بتوجس: فيه إيه مالك عامل كده ليه .
ضحك عصام بسماجه: أبدا كنت بس نفسى أسأل مادام إنت بتعرف تضحك كده عمرك ماورتنى ضحكتك ليه ياخفيف ..
تنحنح عصام وهو لايعرف بماذا يجاوبه ولكنه تذكر فجأه فقال لكى يهرب منه: إنت مش قلت لهاميس تسبقك عشان تروح ،هى معاها مفتاح ولا ايه .
تذكر رائف فجأة وقال: يانهااار دانا نسيت خاالص .طب سلام بقه .ثم أمسك بمفاتيحه وتليفونه ورحل بسرعة .
تنفس عصام الصعداء وكاد أن يجلس على المقعد ليجد رائف وهو يرجع إليه ليقول بقوة وغيرة : لنا كلام تانى .ثم أكمل بتهكم : يا أبو ضحكة جنان .
لا يعلم عصام أن رائف يغار على هاميس وبشدة ويخاف عليها بقوة .فصحيح أن غيرته غيرة أخوية ولكنه هو من كان يرعاها منذ الصغر فأصبح بينهم رباط قوى لا تهدمه الأيام .
أنت تقرأ
لست دميما
Romanceإجتماعى رومانسى نبذته عائلته لأن وجهه ليس وسيما ، ولكنه كان الأكثر طيبة وذكاءا وحبا ، فأصبح غير واثق بنفسه رغم قدرته الهائلة على العطاء ،فأصبح يدفعهم للأمام وهم يأخذون المجد والمعارف.حتى جاءت هى وقلبت حياته رأسا على عقب ،فأصبح معها كالطفل تشكل شخصيت...