الفصل الواحد والعشرون ....لست دميما

561 35 10
                                    

الفصل الواحد والعشرون .....
لست دميما......
سلوى عليبه......
يدق قلبى بخوف ليس له مثيل ... أشعر برهبة من يومى وغدى

تكون قصار الكلمات فى كثير من الأحيان تعبر عما بداخلنا أكثر من طوال الجمل .وفى الأغلب يعبر الصمت عنا أكثر من كل شئ . وتبقى هنا لغة الجسد بعناق حميم يخبرك أنك لست بمفردك ونحن معك دون كلام .
كانت خديجة تجلس بجوار علياء فى السيارة   تمسك يدها بين كفيها .تنظر إلى وجهها وخوفها المتمثل أمامها فلم تتكلم ،فبأى حديث سوف تخرج هذا الخوف من داخل قلبها وعقلها . شددت على كفيها وهى تخبرها أنها لن تتركها أبدا وستظل بجوارها ولن تخذلها .
كان منذر يقود السيارة وبجواره أخيه راشد ولكنه يشعر بوجود ملامح حزن وخوف على وجه علياء وكذلك  خديجة ،فخديجة ليست كما كانت فى بداية الحفل .يشعر بوجود شئ ما ولكن ماهو لا يعرف .
تنحنح قليلا وقال بصوت منخفض : هو فيه حاجه ياطنط خديجه .حاسس ان طنط علياء مش مبسوطه .هو فيه حاجه زعلتها فى الحفلة.
إرتبكت علياء ونظرت لخديجة التى أجابته بهدوء حتى لا تقلقه أكثر: لا أبدا يا دكتور .كل الحكايه إن علياء بسبب ضغط اليوم تعبت شويه .
رد عليها بخوف حقيقى : الف سلامه عليكى يا طنط .أو ما نوصل هطلع أجيب شنطتى وأنزل أكشف على حضرتك .
جاوبته علياء بخفوت: لا أبدا مش مستاهله ،دول شوية إرهاق مش أكتر وهطلع أنام وأبقى كويسة إن شاء الله.
أومأ منذر دليلا على موافقته رغم عدم إطمئنانه .ورغم هذا فهو يود أن يخبرها بما حدث بينه وبين شذى .
أجلى صوته قليلا وقال: طنط علياء أنا كنت عايز أطلب منك ميعاد عشان أتكلم معاكى بخصوص موضوع خاص.
إبتسمت خديجة فى تعلم مايريد .فهى تلاحظ نظراته الملاحقة لشذى أينما كانت .
أما علياء فشعرت بالفرحة هى الأخرى فهى أما وتعلم مايدور بداخل وحيدتها دون كلام .فرغم أن شذى لم تخبرها ي
بشئ حتى الآن إلا أنها تشعر بما بينهم .فنظراتهم لم تكن بريئة بالمرة .بل هى نظرات يملؤها العشق الهائل وخاصة من منذر والذى تراه عليه بوضوح.
ولكن سرعان  ما اختفت فرحتها عندما تذكرت فراس ونظراته المصوبة تجاه شذى .
إبتلعت ريقها وهى لا تعلم ماذا تقول. فنظرت إليه خديجة وقالت بهدوء لكى تنقذ الموقف:
بص يا دكتور احنا كلنا تعبانين النهارده .فأول ما نروح كده وكله يستريح ويصفى زهنه ساعتها هخلى عصام يبلغك بالميعاد وإن شاء الله مش هيبقى بعيد .ثم أردفت بمكر: بس ياترى إنت عايز علياء فى إيه؟
إرتبك منذر فهو وإن وافقت شذى على طلبه وتفهمت ظروفه ،فلا يدرى أتوافق علياء أم ستعترض عليه ؛ أجابها بقوة نابعة من حبه لشذى وإفتخاره بنفسه وبما وصل إيه : أنا كنت عايز أطلب إيد شذى من مدام علياء .ثم اردف بقوة : وقبل ما تقبل أو ترفض كنت عايز أحكيلها عن ظروفى عشان كله يبقى على نور ..
أجابته علياء بفرحة لذلك الرجل رغم مايحدث معها وقالت: وانا إن شاء الله هبلغك بالميعاد اللى تيجى تقعد معايا فيه .
ربت راشد أخيه على يده دليلا على سعادته هو الآخر بتلك الخطوة .فمنذر بالنسبة إليه الأب والأب والصديق الوفى .
أما منذر فكاد أن يطير من سعادته .حتى لولم يأخذ موافقة فعلية فيكفى تفهم علياء وهذا يشجعه أكثر أنه على الأقل ليس مرفوضاً .

 لست دميماحيث تعيش القصص. اكتشف الآن