الفصل التاسع عشر ...
لست دميما ....
سلوى عليبه ......
تجسد أمامى الآن ماضيّ مما أصابنى بالقشعريرة ..كنت أظن أنى أعيش حياتى ولن يكون لك وجود ولكنى كنت ضريرة ..
فمن اليوم سأنسى النوم ولن تصبح عينى قريرة ..
فماذا أفعل وماذا أخبر من جعلت حياتها أكذوبة كبيرة.
ولكنه قلبى من تمزق وحياتى خبت ولولا ما فعلت ما كانت حياتى منيرة .
بكِ حبيبتى وبأباكى من جعلك تاجاً لرأسه وجعلنى أميرة ..
فمن قال أنى نادمة لما فعلت ولكنى أخاف عليك التيه والحيرة ..
فاغفرى لى ذلتى واجبرى روحا كانت بكِ أسيرة .علياء# شذى 💔💔💔💔
خواطر سلوى عليبه.
💢💢💢💢💢💢💢💢💢💢💢💢وماحياتنا إلا كبئر أسرار ..نرمى به ما نود أن نخفيه عن أعين الناس .ولكننا نتناسى أن من كثرة ما نخفيه يجعل كل شئ يطفو للسطح يوما ما وعندها إن لم يكن عندنا إستعداد لتلقى ضربات الماضى فينهزم حاضرنا ومستقبلنا معاً .
ذهول أصاب علياء ،شعرت أن قلبها قد هبط لقدميها .صقيع سرى بجميع أوردتها مما جعلها تتجمد مكانها .فهاهو الماضى يتمثل أمامها بأفظع صوره .فمن أمامها الآن هو فراس ابن بشار الحكيم .أى أنه ابن عم شذى .فهى تعرفه تمام المعرفة .بل أنها تعرفهم كلهم عن بكرة أبيهم وذلك لثرائهم الواسع ومشاريعهم العملاقه فى مصر .ودائما مايكونون وجبة لذيذة ودسمة لوسائل التواصل الإجتماعى .
أخرجها من قسوة المفاجأة صراخ عصام وكذلك رائف وهم يذهبون إليه يأخذونه بالأحضان واحدا تلو الآخر .
وصل إليه عصام اولا وهو يقول بفرحة: مش مصدق إزيك يافراس عامل إيه .معقوله جيت إمتى يابنى .
أزاحه رائف وهو يقول: وسع ياعم كده أما أسلم على الندل ده .
ضحك فراس وقال: شنو نذل والله أنا ماكنت بيوم نذل ولا رح أكون .
لكزه رائف فى كتفه وقال: تنكر إنى لولا قلتلك على خطوبة عصام مكنتش جيت .
قهقه فراس وقال: والله ما كذبت يا أخى .أنا اللى نزلنى هالحين هو عصام .بدى أرى مين هاى اللى بدلته لعصام صاحب المخ الصلب.
إبتسم عصام وقال بثقة جديدة عليه وفرحة يتمنى أن تدوم: ياسلام بقه إنت نازل عشان كده .يابنى احنا بنتحايل عليك تنزل من 4 سنين وإنت خلاص عجبتك إسبانيا وعيشتها .
إبتسم فراس وقال بتلاعب: ونسوانها والله يجعلونى مابدى أتركها .
قهقة رائف وعصام وقال رائف: لسه زى مانت ماتغيرتش .هتفضل عينك زايغه طول عمرك لغاية ماتلاقى اللى تبرجلك وتخليك تلف حوالين نفسك .
أمسك فراس ياقته بفخر وقال: لا والله ماراح تيجى أبدا هاى المره .أنا مو أى حدا أنا فراس الحكيم .
تقدمه عصام وقال: طب يلا تعالى أما أعرفك على هاميس حياتى اللى غيرتها وبرجلت قلبى عقبال عندك كده .ثم نظر إليه وقال: وياريت ياخويا تتكلم باللهجة المصرية .دانت عايش فى مصر نص عمرك ولبلب فى الكلام المصرى .
ضحك فراس وقال: ماشى ياعم بس انت متعرفش تأثير اللهجة الخليجى على البنات بالزات فى مصر ،بتخليهم يسلموا على طول .
إقترب منه رائف وقال بغيظ: بقولك إيه يافراس حسك عينك تعمل حركة نقص كدة ولا كدة .احنا عندنا حفلة توقيع عقد من أهم عقود الشركة وغير كده خطوبة عصام .فاتقل كده وبلاش هلفطة .
تجول فراس بعينيه إلى الحفل وقال: بس إنت كده بتكبتنى لأن الحفلة مليانه وظاويظ ياعم .
لكزه عصام بشدة لدرجة أنه تأوه وقال: إحترم نفسك ماشى .أنا عارف أنا صاحبتك على إيه دى كانت صحوبية سودة .
ضحك فراس وقال برضة: تخونك المدرسة الإعدادى واحنا فيها مع بعض والواد رائف .مع إنك كنت قفل بس يلا الواحد نفسه حلوة.
قهقه رائف وقال: هتفضلوا ناقر ونقير طول عمركم .
إبتسم فراس بخبث وقال: ألا قولى فين اللى أمها داعية عليها وهترتبط بالقفل ده .
إقترب عصام من هاميس ونادى عليها فجاءت إليه تتهادى فى فستانها كالأميرات وعلى وجهها إبتسامة زادتها جمالاً .
ذهل فراس من جمالها وأمال على رائف وقال: إوعى تقول إن الصاروخ أرض جو دى هى عروسة عصام .
نهرة رائف بغيرة وقال: لا وحياتك د الصاروخ هيجى يضربك فى نافوخك خاصة بقه لما تعرف انها فعلا خطيبة عصام .ثم نظر داخل عيناه وقال وهو يجز على أسنانه بغيرة : وأختى يا معلم .
إبتلع فراس رمقه وقال: وأنا بقول هى طالعة حلوة لمين أتاريها لأخوها .
ضحك رائف بقلة حيلة .ففراس لن يتغير أبدا مهما طال الزمن .فهو يتمتع بخفة الظل ولكنه رجل يعتمد عليه فى أحلك المواقف ولكن عيبه الوحيد هو كثرة علاقاته النسائية فهو حقا ورث تلك الصفة من عمه طلال دون أن يدرى رغم أن علاقاته لا تتجاوز المصاحبه ولا تصل للزواج أبداً.وهو من ساعدهم فى بداية عملهم حتى ازدهر .ففراس كان رفيقهم فى المدرسة الإعدادية وذلك عندما قام والده بتولى زمام فرع الشركة فى مصر. وظلوا على تواصل خاصة رائف وفراس .
تعرفت هاميس عليه وأعجب فراس بشخصيتها جداً وشعر بالفرح الحقيقى لعصام .
أما فى الجهة الأخرى إقتربت خديجة من علياء وهى مازالت متصنمة مكانها .
هزتها خديجة وقالت: مالك يا علياء فيه إيه ؟ واقفة كده ليه متخشبة؟
أجابتها والدموع تملأ عينيها: الماضى يا خديجة .
سألتها خديجة دون فهم: ماضى إيه ياعلياء ماتتكلمى وقعتى قلبى.
نظرت إلى من يقفون معا يضحكون .وقالت بحزن شديد وخوف: شايفه الشاب اللى دخل ده وسلم على عصام ورائف.
أومأت خديجة بنفاذ صبر وقالت: أيوه ماله ؟
أجابتها علياء بتيه: يبقى ابن عم شذى .
وضعت خديجة يدها على فمها من صدمتها تدارى شهقتها وقال: إنت متأكدة يا علياء .وكمان إيه عرفك وإنت مشوفتهمش من زمان ولا تعرفيهم .
لم تجب عليها ولكنها إرتمت بأحضانها تدارى شهقاتها من أثر البكاء وهى تقول: بنتى هتروح منى يا خديجة .اللى أنا داريته زمان عشان أحميها هيظهر دلوقت .
أخرجتها خديجة من أحضانها وقالت بثقة تتمنى أن تكون بمحلها: ممكن أفهم إنت خايفة من إيه ؟
نظرت إليها علياء بهلع: يعنى إيه خايفه من إيه ؟ بقولك ابن عم شذى بنتى .يبقى عمه طلال ..إنت فاهمه المصيبة اللى أنا فيها.
أجابتها خديجة بقوة: طبعا فاهمة ،بس اللى انت مش واخدة بالك منه يا علياء إن طلال أصلا ميعرفش إن له بنت منك .وغير كده شذى مش على إسمه أصلا ،يبقى إزاى هيعرف إنها بنته .
إيه ياعلياء إنت ناسية إنه من يوم ما طلقك وهو أصلا ميعرفش عنك حاجه .وكمان الأكيد إنه ناساكى من كتر ما كان بيتجوز بنات صغيره .
ربتت على كتفها وقالت: بلاش الخوف ده كله .مفيش حاجه هتحصل إن شاء الله .وكمان أنا أعرف فراس من زمان وهو مش مستقر هنا أصلا يعنى هتلاقيه جاى عشان حاجه معينه وهيمشى .فبلاش القلق ده .وروحى إغسلى وشك عشان بنتك متتخضش عليكى واحمدى ربنا انها مشغولة مع نورهان ويارا أخت منذر .
أومأت لها علياء بعد أن تسللت الطمأنينة داخل قلبها من كلمات خديجة.
ولكن سألتها مرة واحدة: بس انتى عرفتيه ازاى ياعليا .هو انتى تعرفى حد منهم.
زفرت علياء وقالت بألم: فى مرة بقلب على الفيس لقيت خبر عن طلال وهو بيفتتح مول تجارى كبير هنا فى مصر .رغم إنه كبر جدا فى السن بس أنا عمرى ما هنسى اللى أنا إندبحت على إيده .ومن ساعتها بقى عندى فضول أعرف أخباره وأشوفه وهو عايش حياته ولا على باله أى حاجه وكأن اللى كان بيعمله ده شئ عادى . أكملت بحزن وفى مره شفت فراس معاه فى صورة وهم بيفتتحوا شركة جديدة من شركاتهم .وعرفت انه ابن أخوه بشار .وانه دايما مع طلال خاصة بعد ما والده اتوفى من كام سنه. عشان كده عرفته لما دخل .
طمأنتها خديجة وقالت: كل دى أوهام فى خيالك ،لأنه ميعرفش حد هنا غير عصام ورائف وحاليا عرفوه على هاميس .فمتقلقيش خااالص ويلا روحى زى ماقولتلك اغسلى وشك وتعالى نكمل الحفلة .
ذهبت علياء كما طلبت منها خديجة ولا تدرى هل بالفعل يجب عليها ان تطمئن أم أن ظهور فراس فى هذا الوقت ماهو إلا علامة لكشف الماضى ومابه من آلام ستقضى على الكثير والكثير .
♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧♧
ويدق القلب دقة فتؤثر على باقى الأعضاء.فيصبح العقل كالغائب ،ويصبح الجسد كالمخدر .فنقوم بأفعال لم نفكر أننا ممكن أن نقوم بها يوما ما مهما كانت الظروف .وكأننا مسحورون حقا.
كانت نورهان تجلس بجوار شذى والتى تتشاغب هى وجاسر ويارا وراشد أخوة منذر .والذى ينظر إليهم بغيرة ويتمنى لو كان هو من يشاغبها ويتشاكس معها بتلك الأريحية .
إقترب رائف من نورهان والتى إندهشت من ذلك ولكنها تفهمت مايريد عندما طلب منها الذهاب معه لكى يعرفها على صديقه فراس .ذهبت معه رغم جموده الظاهر إليها ولكن بداخله مراجل من نار تحترق وتحرق معها أعضاؤه حيا وهو يمشى بجوارها يود أن يقترب منها ويمسك يديها ولكنه لا يستطيع .فمازال ذلك الحاجز الواهى بينهما والذى نصبه هو . إلى متى ستقاوم من كنت تسعى إليها واليوم أصبحت حلالك وملك يمينك وبين يديك .فهل ستقدر على إقصاء قلبك من ذلك الجسد حتى لا تضعف .أم ستنهزم حصونك حصنا تلو الآخر بفضل عيناها الحزينة حتى تبدلها أنت بفرحة دائمة.
أما عند شذى فتمنت بداخلها أن تنصلح الأمور بينهما فهما يعشقان بعضهما البعض ولكن فعلا العند يورث الكفر.
فوجئت بمن يهمس إليها بغيرة: هو إنت مالك كده قاعدة تضحكى مع راشد أخويا وجاسر ومخليه البساط أحمدى على الآخر.
نظرت إليه بإستغراب شديد : فهو لا يحادثها إلا كما يقولون عن طريق التنقيط .والآن تشعر بالغيرة فى كلامه ولكن مِن مَن ؟ من راشد ذلك الطالب للثانوية العامة .فكيف ذلك. وأيضا جاسر فهو بمثابة أخيها.
أشارت لنفسها وقالت بإندهاش: أنا مخليه البساط أحمدى .وكمان راشد ده فى ثانوى يعنى عيل .
أجابها بغيظ: مين ده اللى عيل .تصدقى دانت اللى عيله جمبه .دا أطول منك مرتين .
وكأنه ضغط على جرح بها فصاحت بشدة ووجهها أصبح أحمرا بشدة دليل الإنفعال حتى أصبحت قابلة للأكل فعلا: قصدك إيه بقه إنى قصيرة وقزعة مش كدة.
أشار إلى نفسه وهو يكتم ضحكاته وقال بجدية مزعومة: أنا قلت كده أبدا محصلش .إنت أهو اللى بتقولى .
صاحت به بغيظ : إضحك إضحك بدل ماتنفجر .ماتكتمهاش .
ضحك منذر بشدة عليهاة.فهى بالفعل تجعل منه شخصا آخر غير ذلك الجاد والوقور .
تاهت فى ضحكته فهى جعلته وسيما للغاية .إبتسمت بتلقائية وهى تنظر إليه فقال بهدوء مثير: إنت بتعملى فيا إيه ؟ ولسه هتعملى إيه؟ أنا مبقتش عارف أنا مين؟ حاولت أقاومك كتييير بس لقيت نفسى بتشدلك زى الفراشة والنار وميهمهاش حتى لو إتحرقت .أكمل بخوف: أنا كنت مأجل إنى ممكن أرتبط بحد دلوقت خااالص غير لما أخلص مهمتى مع إخواتى .زفر بشدة وقال: بس جيتى إنت وهديتى كل حصونى .ومبقتش عارف لا أبعد ولا أقرب.
وجدت نفسها تسأله دون إرادة منها وهى مازالت مأخوذة من إعترافه الغير منتظر: ليه عايز تبعد؟
أجابها بصدق: لأنى مش عايز أظلمك معايا.
سألته بتوسل: طب وليه هتظلمنى معاك؟
إبتعد عنها قليلا واتكأ بذراعيه على تلك المنضدة التى يجلسون حولها وأكمل بحزن خوفا من عدم تفهمها لما سيقول: لأنى مش هسيب إخواتى غير لما يكملوا تعليمهم .بابا خلاص مبقاش قادر إنه يشتغل ودى أصبحت مهمتى .أكمل بحب : راشد خلاص فى ثانوية عامة وإن شاء الله هيدخل هندسه زى ما بيتمنى وكمان يارا لسه فى إعدادى .لسه فاضلها كتير تعليم وجواز .وأنا عمرى ماهتخلى عنهم ولو فيه جنيه واحد معايا هديهولهم وأنا لا. نظر إلى عينيها وقال فهمتينى ليه مش عايز أظلمك.
إبتسمت بفخر وقالت: تعرف يامنذر أنا كل يوم بقول يابختها اللى هتكون من نصيبها .ثم أكملت بخجل : ودلوقت متخيل بعد ماعرفت منك مين هى يبقى هبعد لا طبعا .
إبتسم بشدة وقال: أفهم من كده إنك عادى موافقة عليا وعلى ظروفى ومش هتمنعينى إنى أساعدهم.
إبتسمت بعشق لهذا الخلوق والذى يثبت لها كل يوم كم هو رجلا فى زمن قلت فيه الرجولة: طبعا وهساعدك كمان .أكملت بحزن: بص يامنذر أنا طول عمرى وحيدة مليش غير ماما وهاميس.طول عمرى كان نفسى فى عيلة واخوات بس محصلش نصيب وماما مجابتش غيرى وبعدها تعبت ومعرفتش تخلف تانى . فمتخيل إنى لما ألاقى راجل عنده إنتماء لعيلته ولباباه اللى علمه وكبره أقول أنا ساعتها لا ..هزت رأسها برفض وقالت: لا طبعا .دا أنا أبقى مبفهمش لو عملت كده .لأن يامنذر اللى ملوش خير فى أهله ملهوش خير حد.
إغرورقت عيناه بالدموع من جميل كلامها وصدق مشاعرها الظاهرة أمامه .فبالفعل شذى تمتلك قلباً من ذهب وكيف لا وقد أنشأها راغب والدها المربى لها على الأخلاق والقيم فى زمن قلت فيه الأخلاق والمبادئ .
إبتسم ومازالت عيناه مغرورقة بالدموع وقال بفرحة عارمة: إنت عارفه أنا نفسى دلوقت فى إيه؟
سألته بخجل : فى إيه؟
قال بسرعة: إنى أحضنك قووووى وأقول للكل إنك بتاعتى أنا .بس للأسف مينفعش أعمل كده دلوقت .بس صدقينى لازم أعملها .ثم غمز لها بعينه مما جعلها تستشيط خجلا وأزاحت وجهها من أمامه بقوة.
أشفق عليها من الخجل وقال: خلاص خلاص أنا أصلا والله ما مصدق إن أنا اللى بتكلم .أنا حاسس إن الواد سيف هو اللى فى بقى مش أنا.
سألته بدون فهم : سيف مين؟
إبتسم بغيرة وقال: أولا متقوليش إسمه وكمان نسبتى سيف اللى كان معايا إمبارح ساعة العربية .
تذكرت شذى وقالت: ااااااه افتكرت بس صدقنى مكنتش فاكرة إسمه إيه.
شعر بسعادة داخليه لعدم تذكرها لإسم سيف فهذا إن دل فهو يدل أنها لم تهتز له رغم وسامته واناقته التى تسلب لب أكثر النساء .ولكن هل شذى مثل باقى النساء فهو لا يعتقد .فهن الجوارى وهى الملكة عليهم .
إقترب منها وقال: أنا هكلم طنط علياء لأنى مبحبش أعمل حاجه من ورا حد ماشى .
أومأت بخجل دون كلام وهى تشعر بداخلها بفرحة غامرة تود لو تمسك السماء بيديها .
إبتسم لخجلها وقال: أما أروح بقه أنادى على راشد ويارا بعد ما مشيتهم من على التربيزه عشان أكلمك .
شهقت بشدة ألهذا القدر أخذها حضوره لدرجة ألا تأخذ بالها من عدم وجود راشد ويارا .
💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕💕
كونى بجانبى حبيبتى فأنت أمانى ..لا تذهبى بعيدا فأتناثر وتذرونى رياح الخوف وعدم الطمأنينة .فأنا اليوم هنا بفضلك أنت .فأنتِ من أخرجت ذلك العصام المدفون بداخلى .والذى وأدته أنا فى طفولته حتى أشعر بالراحه .فما شعرت غير بالتيه والفقدان .. ولكنك جئت أنتِ فاخرجتينى من تحت الثرى .وأنفضتى ما بقى عليا من ذرات التراب .حتى أصبحت ما أنا عليه اليوم ..ولكن صدقا دونك أنا لا أستطيع ..
كانت تلك الكلمات هى ما يقوله عصام بعينيه لهاميس كلما إبتعدت عنه قليلا .
فهو ينظر هنا وهناك .ورغم ثقته الوليدة فى نفسه إلا أنه لا يريدها أن تبتعد .كان يحاول الوقوف بثبات رغم مابه من خوف .فهذه المرة الأولى ولها من الرهبة ما تستحق الخوف .ولكنه وعدها ولن يخذلها أبدا .
أمسك رائف بيده وقال: إهدى مالك كده فيه إيه؟
رفر بشدة وقال بتخوف: مش عارف بس حاسس إنى تايه وان دى مش دنيتى .
أجابه رائف بثقة وقال: بص انت دلوقت زى طفل بيروح المدرسه أول يوم بيبقى خايف وعايز مامته .بس مرة فى مرة هياخد على الجو ومش بعيد يبقى مشاغب كمان .
إبتسم لذلك الصديق الذى دائما يقف بظهره .
جاءت هاميس إليه وقالت بقلق: مالك حساك مش مبسوط.
إبتسم إليها بعشق وقال: يمكن عشان بعدتى عنى شوية .
ضحكت بخفوت وقالت: لا والله بقه ده السبب مش حاجه تانيه.
إبتسم بسخرية وقال: مش عارف والله أنا لا عارف أخبى عنك حاجه ولا عارف أضحك عليكى .عيبك إنك فاهمانى وعارفه اللى جوايا .
إبتسمت بثقة وقالت: طبعا عارفه اللى جواك واللى حابه أقولهولك بص كده ناحية أمجد هتلاقيه هيفرقع من الغيظ وده ليه، أكملت بطمأنينه: عشان شاف الكل وهم بيبصولك بإنبهار.إن الشاب الصغير ده هو اللى قدر يوقف الشركة تانى بعد ماخلاص كانت هتتصفى والناس اللى فيها هتتشرد ورجعت إسم باباك تانى لقمة شركات السياحة ورجعت مكانتها بسرعة البرق .
نظر إليها بحب وأمسك يدها وقبلها وقال: تعرفى لو فيه حد له فضل عليا فهو إنت مش حد تانى .منكرش إن رائف حاول كتيير حتى فراس رغم إنى كنت ببعد عنه ومكتفى برائف بس برضه حاول معايا كتيير وده غير ماما .بس كنت خلاص أقلمت نفسى وحياتى على حاجه معينه .مكنتش عايزه أشوف نظرة تجرحنى من حد ولاكلمه توجعنى ممكن تتقال عليا .بس بسببك إنتِ قررت أتغير علشان أستحق إنسانه جميلة زيك .وطلع عندك حق كل اللى كانو بيشككونى فى نفسى كانوا اخواتى واصحابهم .حتى المدرسين اللى كانو بيتنمروا عليا قبل ما انقل كانوا تبع مرات بابا مدام رانيا .
زفر بقوة وقال بندم لسنوات ضاعت من حياته دون جدوى: صدقينى أنا سيبتهم يتحكموا فى حياتى ويدمروها .يمكن عمليا حياتى متدمرتش لكن آجتماعيا كانت مش بس مدمرة دى كانت مش موجوده أصلا . نظر لبعيد وقال بألم: كتيير كنت بشوف ماما بتبصلى وبتعيط وأنا صعبان عليها .كنت ساعتها بفكر انى صعبان عليها عشان شكلى ،بس الحقيقة انها كانت صعبانه عليها حياتى واللى انا بعمله فيها .
إبتسمت بعشق وقالت: صدقنى ياعصام إنت مش ناقصك أى حاجه وأديك شفت إنبهار الناس كلها بيك لما شافوك والمصورين مبطلوش تصوير فيك. إنت مش ناقصك أى شئ يبقى ليه تستخبى .
زفر بالم وقال: خلاص ياهاميس حياتى اللى فاتت راحت ومش هترجع تانى إن شاء الله .وهبنى معاكى حياه جديدة بمعايير جديدة .
حان موعد توقيع العقود .فكانت هناك منضدة مستطيلة كبيرة نوعا ما .جلس عليها فرانك والذى كان يختطف الأنظار لهاميس ولكنه يتذكر ماحدث له فيتراجع ولم يحاول الإقتراب منها مرة ثانية .وجاك وكذلك أتت فيرونيكا والتى لم يتركها أمجد لأنه يعلم أنها ستذهب صوب عصام وهو لا يود ذلك حتى لا تسلط الأضواء أكثر عليه. وفى المقابل جلس عصام ورائف وجلس بجوارهم أمجد ولكن بالطبع لم يكن له أى دور ورغم ذلك قرر الجلوس حتى يوهم الجميع أنه مازالت لديه تلك السلطه .
تم إمضاء العقود وتبادل كل طرف العقد مع الأخر والصحافه توثق هذا الحدث خاصة عندما شعر عصام بالثقة وهو يقوم بما يجيده من عمل .
بعد الإنتهاء من التوقيع والكثير والكثير من الصور .إقتربت فيرونيكا من عصام وقالت بإعجاب واضح:
واو مسيو إصام إنت وسيم كتييير .والبدله تغى شيك عليك ( واو مسيو عصام إنت وسيم كتييير والبدله شيك جدا عليك)
تنحنح بقوة وقال: شكرا فيرونيكا وأرجوا أن تستمتعى بإقامتك هنا.
تكلمت بحزن مصطنع: كنت هبقى مبسوط كتيير لو إنت فسحتنى .
أجابها عصام بحزم: أسف ولكنى مشغول للغاية.أريان سيقوم بتلك المهمة.
إقتربت منه بلا خجل ووضعت يديها على صدره وقالت: بس أنا كنت أيزاك إنت إصام و...
لم تكمل كلامها حتى إنقضت عليها هاميس وهى تنظر إليهم بغيرة حارقة وعيناها تتوعد لعصام لتركه لها تقترب منه هكذا .
أبعدتها عنه وقالت بهدوء حذر: بصى ياحلوة إنتى تروحى تدوريلك على راجل تانى ولو على الفراعنه معندناش أكتر منهم .أنا هخلى أريان يوديكى أسوان وهناك المعابد على قفى من يشيل ومليانه فراعنه .وابقى اختارى بقه منهم واحد وخديه وانتى مروحه . إقتربت منها بشدة وقالت بقوة: إبعدى عن عصام أحسنلك ماشى يا أنثى البرص إنت بدل ما أجيبلك الشبشب وأريحهم منك.
هرولت فلورينسيا وهى تتوعد لتلك الهاميس التى لا تترك لها فرصة واحدة لكى تقترب من عصام او تكلمه .
أما عصام فكان يبتلع ريقه بصعوبه وهو يقول بمهادنة: بصى بقه أنا والله قاعد بصد فيها من ساعتها بس هى مرة واحدة رمت نفسها عليا وكنت لسه هبعدها فإنت جيتى.
رفعت حاجبها بسخرية وقالت: لا والله بقه كنت لسه هتبعدها امممممم .صاحت مرة واحدة: وليه أصلا تخليها تقرب منك عروسة المولد دى .
إبتسم لها حتى يحاول أن يخفف حدة الموقف وقال: هى أنثى البرص ولا عروسة المولد .
صاحت بنقاذ صبر: عصاااااااام متجننيش بقولك .
ثم قالت مرة واحدة بص يلا عشان نلبس الدبل ولا مش ناوى نلبسها عشان ست فيرونيكا.
صاح بفرحة : لا طبعا يلا بينا ولو عايزه تلبسينى كلبشات كمان أنا موافق مادام هبقى معاكى إنتِ.
ذهب عصام ومعه هاميس إلى رائف وأريان كى يقوموا بإعلان الخطبة .
ففعل أريان وهو يوجه كلامه للصحافة تحت إستشاطت أخيه أمجد منه وكذلك فيرونيكا والتى فوجئت بذلك الخبر المحزن بالنسبة إليها:
سكوووت ياجماعة .طبعا انتوا عارفين إننا هنا النهارده عشان توقيع العقود اللى تم بنجاح وعقبال كل مرة والشركة بتكبر تحت قيادة أخويا الكبير عصام .
صفق الجميع لتلك الكلمات .فأوقفهم أريان بيده وقال: بس ده مش الخبر السعيد الوحيد النهارده.
همهمات سادت بين الحضور فقال أريان: النهارده إن شاء الله هنتمم خطوبة أخويا عصام على الجميله هاميس ...
صفق الجميع بحدة وهطلت عليهم المباركات كالمطر وبدأت الصحافة فى أخذ الصور لتوثيق هذا الخبر المهم وهو خطوبة هذا الغامض بالنسبة إليهم على تلك الجميله .
إقتربت علياء من هاميس فهى كانت تراقب فراس طوال الحفل وكلما إقترب من مكان به شذى أخذتها إلى مكان آخر بأى حجة واهية . تركت قلقها قليلا وقررت أن تفرح بخطبة هاميس .إقتربت منها واحتضنتها بشدة وكذلك فعلت شذى ونورهان وخديجة .
أما خديجة فوقفت بجوار وحيدها والفرحة بداخلها لا يسعها أى شئ .أعطت له خاتم الخطبه وألبسه لهاميس وكذلك فعلت هى وسط فرحة طاغية من الجميع إلا بعض ضعاف النفوس رغم رابطة الدم التى بينهم .
أطلقت شذى زغرودة قوية وطويلة تعبر عن فرحتها بأختها ..حتى نورهان تناست حزنها وإشتركت معها لكى يعملوا دويتوا رااااائع يدل على فرحة عارمة .ولكن تلك الزغرودة قد جذبت إنتباه الجميع بما فيهم فراس والذى ما إن نظر إلى من تقوم بهذا الصوت حتى تصنم مكانه وهو يقول بشهقة قوية وهو ينظر لشذى: مش معقول ..مهرة...بس إزاااى ..
●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●○
إذكروا الله ....
عندى رجاء ليكم من فضلكم قولو رأيكم فى الفصل والخاطرة حتى لو بالسلب بس المهم ألاقى رأى ..
وكمان مرة متنسوش الايك وكومنتات كتيييير عشان الفصل يوصى لأكبر عدد
ياترى مين مهرة؟ وهل الحقيقة هتنكشف ولا فراس كده كده هيسافر ؟ ..
بحبكم فى الله ....
سلوى عليبه ..
أنت تقرأ
لست دميما
Romanceإجتماعى رومانسى نبذته عائلته لأن وجهه ليس وسيما ، ولكنه كان الأكثر طيبة وذكاءا وحبا ، فأصبح غير واثق بنفسه رغم قدرته الهائلة على العطاء ،فأصبح يدفعهم للأمام وهم يأخذون المجد والمعارف.حتى جاءت هى وقلبت حياته رأسا على عقب ،فأصبح معها كالطفل تشكل شخصيت...