الفصل الثامن والثلاثون

528 32 14
                                    

الحلقة الثامنة والثلاثون ... لست دميما..... سلوى عليبه

ندور وندور بحياتنا كطواحين الهواء .تحركنا رياح حياتنا المؤلمة أحيانًا والمفرحةٌ أحيانًا أخرى .فهل نجد الراحة يومًا أم سنظل ندور حتى النهاية.

تهبط الدرج مهرولةً لا تكترث لأى شئ غير أن وجهها لونه أصفر وكأن الحياة قد ذهبت منه . اتجهت لإبنتها ولم تنتبه لذلك الذى ينظر إليها بقلق لشدة شحوبها .

صاحت بقوة ولجلجة : انا لازم أنزل مصرحالًا ؛ مش هقدر أستنى أكتر من كده .

هب واقفًا بغضب وقال دون وعى : هو إيه اللى تنزلى مصر حالًا .هو إنت عايزه تهربى وخلاص .مش إتكلمنا فى الموضوع ده قبل كده .

نظرت إليه شذى بإندهاش وهى تقول: وماما هتهرب من إيه يا فراس بالظبط واتكلمتوا فى ايه قبل كده .

نظرت علياء لفراس شرذًا ثم نظرت لشذى وقالت بألم: عصام  فى المستشفى فيه ناس حاولوا يقتلوه وانا لازم انزل وأقف مع خديجة دى ياحبيبتى مش قادرة تتكلم .

وقفت شذى بهلع وقالت : إمتى ده وعرفتى إزاي؟

أجابتها علياء ومازال صدرها يصعد ويهبط من كثرة القلق والإنفعال: أنا متعودة بكلم خديجة على طول لما بصحى .احنا الاتنين بنصحى بدرى وبنقعد ندردش مع بعض . فرنيت ماسنجر كتييير وبعتلها رسايل ومبتردش .فقلقت عليها ورنيت عليها فون لقيتها ردت وهى منهارة وقالتلى على اللى حصل .

إقترب منها فراس وهو يود أن يأخذها بين أضلعه ليطمئنها قليلا ولكنه تمالك نفسه وقال بقلق حقيقى : طب هو حالته إيه دلوقت؟

أجابته وهى تهز رأسها بقوة: معرفش ..معرفش حاجة .هى مش قادرة تتكلم ويادوب قالتلى كده ومكملتش معايا المكالمة وطبعا أنا مش قادرة أتصل بحد .فلازم أنزل مصر مش هقدر أقعد هنا.

أكدت شذى هى الأخرى من وسط دموعها وقالت: حبيبتى يا هاميس .ياترى عاملة إيه دلوقت وكمان عصام ياترى حالته إيه .نظرت لوالدتها وقالت بألم: أنا كمان هنزل معاكى يا ماما .لازم أكون مع هاميس فى الوقت ده

.هى أكيد محتجانى معاها وأنا مش هقدر مكونش معاها.

أومأت علياء بقوة وهى تقول : أيوه طبعا يلا بينا .ثم وقفت مرة واحدة وقالت بتذكر: طب وطلال يا شذى ،باباكى هتعملى معاه إيه ؟

شعر فراس بالغيرة لمجرد ذكرها لإسم عمه المقعد .رد عليهم بعصبية نوعا ما : متقلقوش على عمى ولو لزم الأمر ممكن ناخده معانا مصر ويقعد هناك فى وسطنا.

نظرت إليه علياء وقالت: يقعد معانا اللى هو إزاى .طب مانت هتكون هنا .وكده ممكن يفضل معاك عادى وكده كده فيه ممرضة معاه بتراعيه.

نظر إليها بخبث وقال: هيجى معانا لأنى هكون معاكم ومش هسيبكم تبعدوا عن عينى ثانية واحدة . ثم أكمل بحزن حقيقى وكمان متنسيش إن عصام ورائف أصحابى حتى لو رائف هو اللى صاحبى أكتر من عصام بس برضه مينفعش أعرف حاجة زى دى  ومروحش معاكم .

 لست دميماحيث تعيش القصص. اكتشف الآن